الفلسفة المسياهية

بقلم
د / محمد البكرى

( منذ سنوات كتبت أصولا لفلسفة جديدة ، وأسميتها المسياهية ، ولكنى توقفت عن المضى قدما فى إرساء قواعد لتلك الفلسفة وشرح لمتنها المجمل خشية سوء الفهم أو اعتبارها دعوة لدين جديد على النقيض مما قصدته ..
والى حضراتكم المقدمة التى كتبتها عن الفكر المسياهى لعلكم تجدون فيها ما يفيد :

# { ردا على حالة ، الانقسام ، والتشرزم ، والتباغض ، والتحزب ، ورفض الآخر . أعلن لكل المصريين ، عن فلسفة .. آمل أن توحد المقتنعين بها ، ليقفوا حائلا بين المتكارهين ليحولوا دون صدام منتظر سيجرف تياره أشقاء الوطن .
# أعلن لكم مقدمة لفلسفة تتمون أنتم صياغتها ، وتتفقون عليها لتكون دستورا يعبر عن العقل والضمير الجمعى لكل المنتسبين اليها ، ليكونوا نورا فى عيون كل المصريين ، وبصيرة للعقول التى هوت من سماء الحب الى بئر الكراهية المظلم .
# ولفظ المسياهية مصطلح ابتكرته وأعرضه عليكم ، والتسمية أيضا مشتقة من أسماء اصحاب الديانات السماوية الثلاث : مسلم – مسيحى – يهودى .
فهى تنظر الى كل المؤمنين على أنهم حبات من نور انتظمت فى عقد رائع ، خلقه الله لسعادتنا فى الحياة الدنيا والآخرة ، ويريد الشيطان قطع ما يصل بين قلوبنا من حب فطرى ، نولد به وكأنه خيط من نور إلهى .. يربط بيننا جميعا نحن البشر ، وليس هناك عمل للشيطان ليلا ونهارا إلا محاولات مستميتة لقطع هذا الرباط المقدس بين بنى الانسان ! }

* (( مقدمة الفكر المسباهى .. ))

* ( 1 ) تقوم الفلسفة المسياهية على مفهوم ” التعادلية ” بين البشر .. فالله قد خلق الناس من أم واحدة وأب واحد ، بقصد إلهى .. يعلن أننا جميعا سواسية ، بحسب مشيئة الله وإرادته ، ولا يفضل إنسان أو شعب أو جنس من البشر على الآخرين إلا بما يقدم من فكر أو علم أو فن لنفع الإنسانية وعمار الكون .

* ( 2 ) والله قد خلقنا فى أحسن صورة ، على اختلاف الواننا وأشكالنا لنتعارف ونتحاب ونتعاون ونتبادل القبول فيما بيننا ، بلا عنصرية أو إحساس بالكبر والتعالى على الآخر .

* ( 3 ) من العدم أنشأ الله السماوات والأراضين من أجل مخلوقاته جميعا ، وما هو أرض بالنسبة لك ، قد يكون سماء لآخرين يعلمهم الله ، وما هو ملموس لك بحواسك فى هذا الكون ، يعد مجهولا لآخرين لا تدرى كنههم ويبعدون عنك مئات أو ملايين من السنين الضوئية ، فى مجرات لا نهائية خلقها الله بحكمة تعلو فوق أفهامنا .

* ( 4 ) والفلسفة المسباهية توحد تحت رايتها كل البشر من مسلمين ومسيحيين ويهود وبوذيين وزاردشت وهندوس ، وكل أصحاب الديانات والأفكار المختلفة ، يجمعنا كلنا أفضل ما حدثتنا به عقائدنا وأفكارنا المتباينة ، والتى تلتقى حتما فيما بينها على ما دعانا الله اليه ، أو توصلنا اليه بإعمال الفكر والضمير من قيم ومُثل ، قامت عليها الانسانية واستمرت حتى يومنا هذا .
سنلتقى جميعا على العدل ، والإحسان ، والتسامح ، والمحبة ، والنقاء ، والاخلاص ، والتواد ، والتآلف ، والتآذر ، والعطف ، والشفقة ، والإيثار ، والعفو ، والمعروف ، والمروءة .

* ( 5 ) وسنلتقى أيضا على ما نهانا الله عنه من .. البغضاء ، والشحناء ، والحقد ، والخصومة ، والعنف ، واغتصاب حقوق الآخر ، والتعالى ، والكبر ، والحسد ، والغيبة ، والنميمة ، والغش ، والنفاق ، وارتكاب الفواحش ، وأب المظالم كلها .. القتل .

* ( 6 ) والمسياهى يحب لأخيه فى الإنسانية ما يحب لنفسه ، يفرح إن نال خيرا ويحزن إن أصابه شر ، لا يجادل ولا يمارى إلا فيما هو خير وحق وصلاح ، وينأى بنفسه عن الجهول ، والغلول ، والسفيه ، والكريه ، والمدلس ، والغاضب بلا سبب ، والمتأفف من خلق الله .. كبرا وتعاليا ورفضا وازدراء وخيلاء .

* ( 7 ) والمسياهى يرفض سفك الدماء والحروب غير المبررة بين الجماعات والأعراق والدول ، وينأى بنفسه عنها ، لأنها ضد ارادة الله فى الخلق . فإن كان ضمن جماعة فى حالة صراع مع أخرى ، فواجبه الصلح بين الفرقاء ، وحقن الدماء ، ووأد الشر فى مهده ، فيكتب له هذا العمل بالنور الإلهى على صفحة السماء ، وبه يقترب خطوة من سدرة المنتهى حيث عرش – الله – عن كل روح قدر لها أن تعيش بفضل سعيه فى الخير بين الناس ، والله يبارك حياته على الأرض ويجازيه خيرا فى السماء ، جزاء وفاقا عن كل إحساس بالحب والتسامح حل فى القلوب بعمله الخالص لوجه الله ، وأيضا عما أزاله من مشاعر سلبية ورفض للآخر فى كل نفس مبتلاه بفعل الشيطان .

* ( 8 ) المسياهى لا يخرج على الحاكم أو الأمة بسلاح ، فإن ضلت الأمة وفسق الحاكم ، أسدى النصح للجميع ، وأبان للناس سبل الرشاد والصلاح بالحكمة والقول اللين ، ودعا الله أن يمن بالاستنارة والبصر والبصيرة لمن ضلوا سواء السبيل .

* ( 9 ) المسياهى .. مسلم كان أو مسيحى أو يهودى أو هندوسى ، أيا كان معتقده الدينى ، ملزم بتعريف أخوانه فى المسياهية بكل ما لا يعلموه عن عقيدته ، وواجب الآخرين أن يستمعوا اليه بحب وقبول وسماحة وتعاطف وود .. فكلنا أخوة فى الله وفى الإنسانية .. لا حسد ، لا بغضاء ، لا رفض للآخر ، لا تنابذ أو تناحر .. قلوبنا وعقولنا وفكرنا تطهر فى الله الواحد ، خالق الكل ورازق الجميع من خيره وفضله وجوده وعطائه .

* ( 10 ) من كره أخ له فى الانسانية .. كرهه الله . ومن أحب الآخر فقد فاز فوزا عظيما ، ونال رضا الخالق فى الحياة الدنيا والآخرة ، وحقت له البركة فى نفسه ونسله ، فى حياته ومماته ، وكُتب فى ألواح السماء من الصديقين ، والمقربين الى عرش الخالق الأمين .

* ( 11 ) والعمل لاكتساب القوت فى الفلسفة المسياهية درب من دروب العبادة .. نعمل ( عشر ساعات يوميا ) خلال أيام ( الاثنين ، والأربعاء ، والخميس ) ، وثلاث أيام يكون العمل خلالها ثلثى اليوم فقط ( سبع ساعات ) ، وبدءا من بعد منتصف نهار تلك الأيام .. وهى ( الجمعة والسبت والأحد ) من كل أسبوع . والثلاثاء هو يوم العطلة الأسبوعية عند المسياهيين ، يلتقى فيه الجميع على التحاب والصفاء يتناولون الطعام ويتدبرون شئون الخلق والكون الذى أمرنا الله بإعماره .

* ( 12 ) فى يوم الجمعة يذهب المسلم الى مسجده للصلاة مصطحبا معه أصدقاءه من أصحاب الديانات الأخرى ، وكذلك يفعل المسيحى يوم الأحد ، واليهودى يوم السبت ، حتى يزول الجهل بالآخر والذى يكمن وراء رفضه والخوف منه وكرهه فى نهاية الأمر ، ثم الشعور بأن الحياة لا تستقيم فى وجوده ، وأنك غير قادر على الاستمرار فى الحياة وهو حى ، مما يملك الشيطان من قلبك ، ليزين لك إزهاق روحه لتبوء باللعنة التى لا تغتفر ، وتشطب من سفر الخالدين فى الفردوس ، لتخلد فى الجحيم مع إبليس وأعوانه .

* ( 13 ) والمسياهيون يحلمون بأجيال قادمة تؤمن أن المعركة الحقيقية ليست بين كل من يعتقد فى وجود إله لهذا الكون ، أيا كان معتقده ، ولكنها ضد المادية المطلقة والكفر والإلحاد وعبادة الشيطان .. فكل المؤمنون بناء واحد ، لبناته قلوب آمنت بالله ، خالق السماوات والأرض ، وفاطر الكل .. والله سوف يدين كل من ساهم فى تسليم هذا العالم لأتباع إبليس اللعين ، الذى يأمرنا بالفحشاء والمنكر والبغى ويوقع بيننا البغضاء والفرقة .

* ( 14 ) المسياهية تؤمن وتؤكد على أن الأسرة هى الخلية الأولى للبشرية .. فالله قد أمرنا بالزواج والطهر والعفة فى جميع الأديان التى ينتمى اليها كل المؤيدين لفلسفتنا فى الحياة . خلق الله حواء من ضلع آدم وأمره بحبها واحترامها والقوامة عليها ، فإن رغبت فى امرأة فتزوجها ، ولا تشتهيها فى الحرام ، ولا زواج إلا برضى وقبول من الطرفين والإكراه يبطل عقد الزواج، والأطفال هم الثمرة وهدف الله الأول من الزواج ، وللأمومة والطفولة الحق فى كل الرعاية والعطف والمؤازرة من الجميع . والطلاق لا يكون إلا بالحسنى إن استحالت العشرة .

* ( 15 ) المسياهية تحرص على النشأ .. فمنهم رجال ونساء الغد . علموهم علوم الدنيا ليعمروا الكون ، واملؤا قلوبهم بالمحبة والقبول لكل خلق الله ، ولا تدعوهم يسلكون فى طرق الشيطان ، احفظوهم من الشر والشرير بما هداكم الله اليه ، ولا تدعوا قلوبهم خواء حتى لا يُشرِبهم الشيطان الشر فى قلوبهم .
لنربى أولادنا على الاحترام .. احترام النفس والآخر . وعلى الوفاء ، والنوايا الحسنة تجاه كل البشر ، والديمقراطية فى الحوار ، وعدم التدخل إلا بالحسنى فى شئون الناس ، والاستقلالية ، والشهامة والمروءة .

* ( 16 ) المسياهية ترى كل الناس أحرارا ولدوا ، ليعيشوا ويموتوا علي ما ولدوا عليه ، كلنا سواسية متعادلون فى الكرامة الانسانية ، والإخاء هو ما يجمعنا داخل عباءة البشرية ، ولا فضل لإنسان على آخر بدين ، أو لغة ، أو جنس ، أو لون ، أو منصب ، أو جاه ، أو ثروة .. فالمال والثروات ملك لله فى الأساس ، وهو خالقها من أجل صالح البشر جميعا وسعادتهم ورقيهم ورفاههم .

* ( 17 ) والعدل أساس الملك ، وكلنا سواسية أمام قضاتنا الموكلون بالعدل بين الناس ، ولنا الحق فى الكرامة عند التقاضى والتساوى بالجميع ، ولا يجوز لإنسان أن يحرم الآخر من الاحساس بالأمان ، أو نفيه ، أو اضطهاده ، أو تجريمه على فكر أو عقيدة طالما أنهى حريته عند حدود حرية الآخر ، ولا يجوز التعسف مع أى إنسان وبأى شكل من أشكال العسف ، أو تقييد حريته ، فى حل أو ترحال أو اقامة على بعض من أرض الله إن فضل العيش عليها . وعلى العالم أجمع أن يراعى هذا من خلال مواثيق دولية أكثر رقيا وإنسانية مما هى عليه الآن .
* ( 18 ) والمسياهية تحترم وتشجع كل الفلسفات الاندماجية بين كل البشر ، بهدف إزالة الحواجز بين الأجناس المتباينة ، والأديان والعقائد والأيديولوجيات المختلفة ، للتخفيف أو القضاء إن أمكن ، على الانقسام والتناحر الغير مبرر بين البشر ، والذى يفتقد الى النبالة والشرف ، ولا يخدم البشرية فى شئ بل ويهدد بقاءها !!!!

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏شخص أو أكثر‏، و‏لحية‏‏ و‏لقطة قريبة‏‏‏

منطقة المحررين