كتب لفته عبد النبي الخزرجي / العراق – بابل يعتبر انطون تشيخوف ، كاتب وفنان ومبدع من الطراز الاول فقد كانت كتاباته ورواياته وقصصه القصيرة ومسرحياته محل اعجاب في جميع انحاء العالم ، حيث ان قصصه ومسرحياته ما زالت تحظى بالمزيد من الاقتناء والمطالعة والقراءة والمتابعة والمناقشة والتعقيب علىها وتقديمها في العديد من مسارح العالم المشهورة . لأن تشيخوف لم يكن في يوم من الايام روسيا فحسب .. انه قد اصبح ملك البشريةوالانسانية اجمعها .
تشيخوف .. هذا الكاتب العملاق، ولد في قرية على بحر آزوف ..في عائلة كبيرة حيث كان تسلسله السادس .. في عائلة كبيرة ، ابتاعت حريتها من العبودية ، التي كانت سائدة في روسيا القبصرية .
بدأ تشيخوف يعمل ويدرس ويواصل القراءة ، وفي الوقت نفسه كان يكتب لبعض الصحف والمجلات بعضا من قصص قصيرة تبدو هزيلة لكنها ساخرة ومعبرة وهذا ما جعله يتواصل بجدية ظاهرة وعمل دؤوب ويكتب المزيد من القصص القصيرة التي يحصل عليها القليل من المال لتغطية احتياجاته المتزايدة .
كان تشيخوف موضوعيا تماما .. لا يتدخل بمصير شخصياته ، ويتركها تواجه الاحداث دون ان يتدخل في ذلك ، وهذا كان من اسباب شهرته وجلب الانتباه اليه والى اسلوبه الجديد في كتابة القصة القصيرة الرائدة .
تطور منهج تشيخوف في الكتابة .. واختط له طريقا خاصة في معالجة القصص والمسرحيات التي كتبها .. ولذلك وصفه ليون تولستوي قائلا ( تشيخوف فنان لانظير له ، انه فنان الحياة ، وقيمة ابداعه كامنة في انه مفهوم ومقبول ليس من كل روسيا فحسب ، بل من الانسانية جمعاء ) .
وتعتبر مسرحيته ” ايفانوف ” نقطة الانطلاق لهذا الكاتب المبدع والفنان الاصيل حيث قدمت على مسارح موسكو واستمر تقديمها لفترة طويلة وكانت تحظى بالمزيد من الاهتمام من النخبة المثقفة وابناء الشعب الروسي ، كما انها عرضت في مسارح العالم وشوهدت من ملايين المتطلعين لحركة المسرح وما يقدمه من نتاجات مسرحية عالمية .
الحديث عن انطون تشيخوف لايمكن ان بختصره في هذه الكلمات البسيطة وهو يحتاج الى مجلدات لكننا استذكرنا هذا المبدع والفنان العالمي لشهرته الواسعة ولما قدمه للبشرية من نتاج ادبي زاخر بالإبداع والنظرة الجديدة للحياة والفن والانسان .