بقلم / حسن بخيت
عند قرأتك لكلماتى هذه ، أرسلها إلى عشرة من أصاحبك وستسمع خبرا” جميلا” بعدها مباشرا” ، وإن تجاهلتها سيصبك مكروه على الفور !
عبارات يكتبها بعض الناس الذين يريدون نشر ما يدعون إليه ، وكثيرا” ما يرد إلينا مثل هذا الهطل والعبط عبر رسائل الجوال من بعض الجهلة والحمقاء من الناس والذين يستخفون عقول العامة ، ومن المؤلم والمؤسف أن من يرسل اليك مثل هذة العبارات يكون على قدر كبير من التعليم .
جهل كبير انتشر عبر مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة ،.أو عبر رسائل نصية عبر الجوال ، ويطلبون من الأخرين إرسالها إلى عدد معين من الأشخاص بقصد نشر الخير .
وهذه الرسائل فى الغالب تكون لنشر أحاديث أو أذكارا” أو حكايات ذات طابع ديني . وأغلب هذة الرسائل تختم بجمل عديدة ومنها .
” أستحلفك بالله أن ترسلها للى عندك “
أرسلها ألى عشرة من أصحابك وستسمع خبرا” سعيدا” الليلة ، وأنا جربت ذلك بنفسي ، وبعد نشرها سيظهر لك عبر الشريط الأسود عفريت صلاح الدين ، ويحقق لك ما تشاء
وبعض هذه الرسائل ينتهى بالتحذير والتوعد والتهديد ومنها . “إذأ لم تنشرها فسوف يصيبك مكروه فى نفسك ، أو أسرتك ، أو مالك .””
وقد تكون الرسائل وعظية أو اخبارية أو علمية وغيرها …. ومنها ما هو موثوق به من حيث المصدر والمحتوى ومنها ما هو مكذوب مختلق من حيث المصدر والمحتوى ومنها ما هو مشكوك فيه لا يدرى مصدره ولا حقيقته.
وكثير من الناس يتفاعل ويتحمس في هذا المجال رغبة في الخير وحبا لهذا الدين ولكن لا يكفي ذلك بل يجب أن يكون متقيدا بالشرع.
ولا شك أن كثيرا من هذه الرسائل تشتمل على مخالفات وأوهام في الاعتقاد أو الشريعة أو الأحاديث أو تتضمن مخالفة لمنهج السلف الصالح. ولذلك ينبغي على الانسان أن يكون حذرا في هذا الباب لأنه مسئول شرعا عن نشر شيء لم يتحقق من صوابه وصحته.
والخطورة العظيمة من إرسال مثل هذ الرسائل والتي تتضمن أمورا” دينية وأحكاما” شرعية مغلوطة أو غير واردة بسند صحيح فى السنة الشريفة ، ومن المحتمل أن تتضمن أحاديث نبوية مكذوبة ،أو موضوعة ،.أو ضعيفة ، وبعضها يتضمن بعض القصص وتقديمها للناس على أنها حقائق ومسلمات ولابد التمسك بها ،. وتنشر على مدى واسع عبر مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة . أو عبر رسائل الجوال النصية كالواتساب وغيرها .
أو أن هذه الرسائل تتضمن حكايات وقصص مدسوسة لا تتحرى الدقة أو الصحة ومنها . أن رجلا” رأىء النبىء ودخل الجنة وتقابل مع الصحابة وأكل من ثمار الجنة .
ومنها يحمل طابع الجهل والنكت . فمثلا” محشش شاف زرافة فقال ( الله أكبر ) وفى أخر الرسالة يقول ( خليتك تذكر الله غصب عنك) أو يكتب صورة كريمة من قصار الصور . ويقول أتحداك أن تطلع الخطأ اللى فى الصورة ، وفى نهاية الرسالة يقول خليتك تقرأها وتأخذ حسنات .
أنا ما جعلنى أضحك كثيرا” ذات مرة وصلتنى رسالة عبر الواتساب ومضمونها كالتالى . من قال ( سبحان الله وبحمدة ) مأئة مرة فى اليوم . سخر الله له 70 ألف ملك من الملائكة يكتبون الأجر له . ولكن الملائكة تعبت من كتابة الحسنات ، فشكوا الأمر لله ، فقال لهم الله عز وجل اجعلوا صحائف عبدى تحت عرش الرحمن الى يوم القيامة .
وهذة الرسائل تحمل أمرين من الجهل والتخلف وهما :
أولا : ذكر الله وعمل الخير لا يأتى بإجبار الناس بالقسم عليهم .أو بميعاد معين .
ثانيا” مثل هذة الوعيد والتهديد الذى تحتوى عليه مثل هذة الرسائل تسبب القلق والخوف والتوتر لدى الناس وتؤدى إلى تشتت التفكير والذهن .
إتقوا الله فى كل ما ينشر واجعل لذهنك لحظات قليلة للتفكير فيما يأتى إليك عبر هذه الرسائل