أخبار إيرانأهم الاخبار

انتصار الثورة السورية: هزيمة استراتيجية للنظام الإیراني‌ في المنطقة

احجز مساحتك الاعلانية

عقب انتصار الثورة السورية والإطاحة بالديكتاتور بشار الأسد، بدأ فصل جديد في تاريخ  الشرق الأوسط. لم تؤد هذه التطورات إلى تحويل النظام السياسي السوري فحسب، بل وجهت أيضًا ضربة قوية للعمق الاستراتيجي الإيراني في المنطقة.

وبانهيار نظام الأسد، فقد النظام الإيراني أحد أهم حلفائه في المعادلة الإقليمية، وبهذا الحادث اختفت القاعدة التي كانت تستخدم في السابق لتخزين الأسلحة وإرسال قوات إلى حزب الله اللبناني. بهذه الطريقة، تم قطع الوصول البري السهل إلى حزب الله وتأثر الدعم اللوجستي لهذه المجموعة.

وأشارت صحيفة “فايننشال تايمز” إلى نقاط الضعف الاستراتيجية للنظام الإيراني من خلال التركيز على الصراعات الطويلة في سوريا. لم يؤد دعم طهران لنظام الأسد إلى إجهاد موارد إيران المالية والعسكرية فحسب، بل أظهر أيضًا كيف يمكن أن يتحول الاعتماد على الحلفاء الإقليميين إلى نقطة ضعف استراتيجية.

وتشير تقارير “سي إن إن” و”إن بي سي نيوز” إلى أن الوضع الجديد في سوريا خلق ضعفًا كبيرًا لحزب الله وبالتالي للنظام الإيراني. جعلت نقاط الضعف هذه قدرة إيران على إمداد حزب الله بالأسلحة تواجه تحديات خطيرة.

وفي حديثه إلى شبكة إن بي سي نيوز، صرح نورمان رول، المسؤول الكبير السابق بالمخابرات الأمريكية، أن خسارة سوريا أضرت بشكل لا يمكن إصلاحه بشبكة وكلاء إيران وكشف التعفن داخل الجهاز العسكري والأمني الإيراني.

كما أكد أحمد الشرع، في مقابلة مع “سكاي نيوز”، أن سوريا تتجه الآن نحو إعادة الإعمار والاستقرار، وأن القضاء على التهديدات الناجمة عن نفوذ النظام الإيراني وحلفائه في المنطقة هو المفتاح لتحقيق هذا الهدف.

ويجد النظام الإيراني نفسه في مستنقع عميق في سوريا، المكون من دماء نصف مليون شهيد حرية الشعب السوري التي سفكت على يد نظام الأسد والنظام الإيراني وحزب الله اللبناني. جهود النظام الایراني واستثماراته الكبيرة لإبقاء بشار الأسد في السلطة لم تحقق النتيجة المرجوة فحسب، بل تسببت أيضًا في الانهيار السريع وغير المتوقع لنظام الأسد. وبحسب التقارير، أنفق النظام الإيراني أكثر من 50 مليار دولار للحفاظ على هذا النظام، لكنه شهد انهياره بين عشية وضحاها.

لهذا الفشل عواقب وخيمة ليس فقط على حلفاء النظام الإيراني في المنطقة، بل على النظام الإيراني نفسه أيضًا. والآن، يتعين على النظام الإيراني أن ينتظر تأثير الدومينو لهذا الفشل، والذي يمكن الشعور به داخل إيران نفسها. وتزايد غضب الشعب الإيراني ضد النظام، خاصة بسبب التكاليف المالية والبشرية الباهظة التي تنفق على السياسات الخارجية، وتسبب في استياء واسع النطاق.

إن فرحة الشعب الإيراني بانتصار الثورة السورية تشهد على حقيقة أن الناس يريدون التغيير في المنطقة، وهذه التغييرات يمكن أن تلهم الناس في بلدان أخرى، بما في ذلك إيران، للإطاحة بنظام الملالي. والدليل على ذلك موقف مسؤولي النظام في الداخل، حيث يبدو الخوف واضحًا في كلامهم.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى