كتب لفته عبد النبي الخزرجي / العراق – بابل :
اثبتت الاحداث الاخيرة وخاصة ما يتعلق بعملية الاعداد لتحرير الموصل ، ان الولايات المتحدة الامريكية ، تشكل عائقا كبيرا في الاستعدادات الجارية على قدم وساق لدخول الموصل ، وقد شعرت امريكا بخيبة امل كبيرة لان القوات الامنية والحشد الشعبي وابناء العشائر قد اكملوا تحرير قضاء بيجي بشكل كامل ، وواصلت القوات العراقية زحفها لتحرير ما تبقى من الشرقاط وهي آخر قضاء تابع لصلاح الدين في شمال المحافظة ، وهو سيكون المفتاح لتحرير الموصل ، مما تسبب بتحرك امريكي سريع لوقف الزحف على الشرقاط ، وحصلت زيارات مكوكية لعسكريين امريكان ، يحاولون ان يثبطوا العزائم وينحون باللائمة على الحشد الشعبي ، لانه نجح وتفوق في الاسراع بتحرير بيجي ، والتي تشكل نقطة انطلاق لدخول الموصل مع تواصل الانهيارات لجموع داعش في هذه المناطق ، مما اثار حفيظة الولايات المتجدة الامريكية ، ودفعها للتحرك السريع للحفاظ على ما تبقى من المجاميع الارهابية ، مع اعتراضهم الشديد على اي ضربات جوية يمكن ان تقوم بها طائرات حربية روسية تستجيب لطلب العراق لاحقا . ان هذا يجعلنا نشير باصابع الاتهام للولايات المتحدة الامريكية ، ومحاولاتها المتكررة لاضعاف الدور العسكري والامني والاستخباري للعراق ، لكي يتم اضعافه واستنزاف طاقاته ، ولغرض جعله سوقا رائجة للاسلحة الامريكية والخبراء الامريكان .
ان الولايات المتحدة الامريكية تريد ان تلعب بعواطف العراقيين وتمزق شملهم وتعمل على استغلال المكونات الطائفية ورقة تلعب بها ، وقد قامت بتسليح عشائر الانبار خارج ارادة الحكومة وبعيدا عن موافقاتها الاصولية ، مما يدعونا للقلق على مصير بلادنا ،وهي ترزح تحت سياط داعش واعداء العراق والانسانية والحضارة والتاريخ .
ان رئيس الوزراء حيدر العبادي امام خيارات صعبة جدا ، فمن جانب هناك ضغوط كبيرة من الحشد الشعبي والتحالف الوطني الشيعي لمواصلة التقدم لتحرير ما تبقى من ارض عراقية والطلب من روسيا لتوجيه ضربات لمواقع داعش للاسراع بعملية التحرير ، وهناك ضغوط امريكية وسياسية من اطراف مختلفة ،تقف على الضد من الاسراع بتحرير الموصل ، وهذا لابد ان يتسبب بخلق الكثير من المعوقات امام عمليات التحرير الجارية ، وفي الوقت نفسه يمنح الفرصة امام الارهابيين لاعادة ترتيب صفوفهم وحصولهم على المزيد من الانصار والسلاح والعتاد ، لتعويق عمليات التحرير .
ان هذا الموقف الامريكي يثير الكثير من الشبهات حول مصداقية الجانب الامريكي في العمل ضد الارهاب ، ان العراقيين اصبحوا على قناعة تامة ان الامريكان يعملون على احباط اي محاولة لطرد داعش من العراق ، ويبذلون قصارى الجهد لعدم تدخل روسيا في الحرب ضد داعش في العراق .