“امرأة من زمن الكذب” قصة أحمد فتحي رزق (مجموعة ظنون الملائكة)
كانت ثورتها عارمة ومقيتة .صفعته على وجهه بمنتهى القسوة حيث عادته في تهدئتها بين حين واخرى مراعاة لظروفها النفسية وهى لم تفهم ماذا تعنى تلك الصفعة بالنسبة لرجل شرقي.
اخرج . إنها شقتي التي تعبت من أجلها ولم أسدد الثمن حتى الآن بعد أن تخلى الجميع عنى حتى اولادي وخيال الظل الذى كنت زوجته . وحتى أنت لا أريد أن أتزوج الآن . اشعر وكأنى ملكت العالم الآن حيث أنعم بالهدوء بمفردي .
تركها تصرخ وتأتى بأفعال لا تليق بامرأة في الأربعين وتشق ملابسها حتى سمع الجيران صوتها بعد أن فتحت باب الشقة على مصراعيه اخرج, اخرج .
فخرج الرجل طواعية خوفا من التسبب في فضح أمرهما معا أمام الجميع . هكذا كانت عادته كريم الخلق واللسان حنون لطيف بامرأة مرت بتجارب قاسية في حياتها .
ذهب إلى بيت عائلته القريب من القاهرة و ما تبقي من ميراثه . شقة بالية . أثاث متهالك . أجهزة لا تعمل حيث كانت مهجورة دائما من الجميع منذ توفى الوالدين .
جلس يفكر في أمرة وأمور هؤلاء البشر المزيفون وكأن شريطا يمر أمامه حيث قابلها عبر شبكات التواصل . تشعر به كما كانت تزعم وفتح قلبة . بعدما جف قلبة من الحب بعد وفاة زوجته . كانت صفحاتها منتهى الصفاقة التي لا تليق بامرأة مجتمع راقية . من التطاول عليها عبر التعليقات والهمز واللمز . قرر أن يتبني أمرها وكذبها دائما أبدا . كانت تختفى بالأيام متحججة بالسفر عبر أقاربها الذى اكتشف إنها منقطعة عن الجميع بسبب سوء سلوكها . تجاهلها طليقها بعد أن ثبت عليها خيانات زوجية متعددة وكثرة الأموال بيدها على غير العادة . وكانت تسكت الجميع بشراء الهدايا والمأكولات لكى لا يهتموا أين هي ومع من تعيش ولا من أين حصلت على الأموال ؟
فقرر أن ينقذها من تلك الحياة البائسة وإعادة ترتيب أمورها عسى الله أن يجمع بينهما فى طاعته واستأجر شقة بإحدى الأحياء المتوسطة لكى يقيما معا حتى يتمكن من متابعتها جيدا . تبادلا الحب والعشق وكان صادقا في نيته فكان دائما يكرر لها أن يتزوجا بعد طلاقها .
أهملتها أسرتها كما السابق واهتم الأولاد لأنها كنز بالنسبة لهم وأخير قررت الطلاق بعد عام من العذاب بين الأولاد ومحبوبها الجديد وزوج المستقبل كما كانت تزعم . وقف جوارها حتى تم الطلاق . وأعاد ترتيب علاقتها بأسرتها كي يعيشوا في هدوء وسعادة كما كان يتخيل .
شاركته همومة وأحلامه في العمل دون أدنى جدوى لم تكن حسنة النية ولا صادقة في ذلك . عادت لسلوكها القديم في استخدام الملابس الملفتة للأنظار وطريقة حديثها التي توحى دائما للرجل قبل الأنثى أنها عاهرة مع سبق الإصرار والترصد .
اهتم بمشاكلها الصحية المتراكمة وبشجاعة ورجولة بعيدا عن الأهل, وبرغم أن أسرته الباقية لم تكن تقتنع بأنها زوجة للرجل فهي مريضة, كبيرة, ذات تاريخ ملوث, وتمسك بها أكثر لكى يتم عملة لوجه الله واكتفى بحياة الصحبة والهدوء .
وما إن استقرت, ظهر وجهها الخبيث والقبيح وتعرفت على رجل آخر ثم بواب العمارة ثم صاحب العمارة وأصبحت مرتعا لأصحاب النفوس الضعيفة . فقرر ألا يعود أبدا فقد هو يريد أبسط التقدير لعودتها للحياة على يدية وأصبحت أنثى سيدة بحق المجتمع . وتنصلت من الحقوق أموال ووعود زائفة وكذب وغش . فهو يملك تدمير مستقبلها في العمل وأيضا فضحها وأسرتها بطريقة أو أخرى .
انغلق على نفسة مكتئبا شهورا فقد عملة يفكر فقط في الانتقام . لم يكن يعرف بالقسوة أبدا يوما ما . وفجأة تحول لشخص آخر عصبي المزاج يستخدم المخدرات حتى أدمنها . انتظرها ذات ليلة عائدة من العمل و إصطحبها تدريجيا بحجة مقابلة عمته لكى تصلح بينهم وعلى مضض وافقت بعد أن استعار سيارة صديقة . وفى فترات الإنفلات المتتالية ذهب لطريق الواحات البعيد واستل خنجرة الذى يتأبطة للمرة الأولى وإنهال ضربا حتى فقدت الحياة وقذفها خارج السيارة وفر هاربا . جلس يبكى كثيرا لأنه يحبها ويسأل نفسة هل كانت امرأة من زمن الكذب حتى تستحق القتل والفضيحة .
ظهرت علية علامات هيستيرية وبعد علم أهلة ذهبوا للأطباء والشيوخ ولا جدوى وبعد الاستيلاء على شقة العائلة اودعوه مصحة نفسية حيث العقلاء .