كتب:ربيع زهران
قبل انطلاق مباراة العودة بين الأهلي والوداد البيضاوي المغربي في نهائي دوري أبطال أفريقيا بساعات تدور العديد من السيناريوهات للقاء الذي يحسم بطل أفريقيا 2017 ، والذي يمثل القارة في نهائيات كأس العالم للأندية المقرر إقامتها في أبوظبي بالإمارات في ديسمبر القادم.
في البداية علينا أن نذكر أن المباراة أصبحت ذات أهمية قصوى وخاصة بالنسبة للنادي الأهلي زعيم القارة الأفريقية بعد أكثر البطولات التي خاضها إثارة ، نجح خلال مشوارها الكبير في تجاوز العديد من العقبات حتى وصل إلى العقبة الأخيرة التي ازدادت صعوبة بتعادل إيجابي 1/1 في برج العرب مما يضعه تحت وطأة تسجيل ولو هدف واحد على الأقل إذا أراد اقتناص لقبه المفضل “الأميرة الأفريقية”.
مباراة العودة سعرها السوقي 4.5 مليون دولار، أي حوالي 80 مليون جنيه وهي مجموع جائزة الفوز باللقب الأفريقي 2.5 مليون دولار و2 مليون دولار الحد الأدنى لجوائز المشاركة في الدور الرئيسي لكأس العالم وهو أمر يزيد من قيمة المباراة ويزيد سيناريوهاتها جنونا.
سيناريو مجنون:
أما عن سيناريو المباراة المجنونة فهو في واقع الأمر صراع أبطاله حسام البدري المدير الفني للأهلي والحسين عموتة المدير الفني للوداد اللذين يمسكان بعصا القيادة من خارج الخطوط.
السيناريو الرئيسي هو كيف تكون استراتيجية البداية في المباراة ومن سيكون له الفعل ومن سيكون له رد الفعل بين الطرفين، هل يبدأ البدري المباراة مجازفا بالهجوم لاقتناص هدف مبكر يغير من شكل المباراة أم يبدأ متحفظا ومنتظرا لما يراه من فريق الوداد.
البدري نفسه خاض التجربتين.. الأولى عندما بدأ مجازفا بالهجوم في نهائي 2012 أمام الترجي بعد التعادل بنتيجة مشابهة 1/1 واقتنص هدفا في نهاية الشوط الأول وواصل السيادة بعده ليفوز 2/1 وكانت النتيجة قابلة للزيادة لو سجل أبوتريكة ضربة الجزاء التي احتسبت والنتيجة 2/صفر.
التجربة الثانية بالبداية المتحفظة فعلها البدري أمام الترجي أيضا ولكن في دور الثمانية للبطولة الحالية عندما تعادل 2/2 ذهابا وقرر أن يكون رد الفعل وليس الفعل فعاد بعد أن تقدم الترجي بهدف في الشوط الأول كان بالنسبة حتى لجماهير الأهلي ضربة قاضية لأحلام الفريق ، ولكنه حقق فوزا تاريخيا 2/1 في عقر دار الفريق التونسي الكبير.
عموتة أيضا يدرس.. هل يتحفظ أولا باعتبار أن التعادل السلبي يكفيه لاقتناص اللقب، أم أنه سيخشى مصير من يواجه الأهلي بالتحفظ مثلما فعل الصفاقسي عام 2006، وكان متعادلا 1/1 ذهابا وفقد اللقب في عقر داره بهدف قاتل لأبوتريكة.
أسلحة الفوز:
السيناريو الثاني هو كيفية استغلال كلا المدربين لأسلحته من اللاعبين وكيف يكون دور كل لاعب في منظومة تهدف إلى اقتناص اللقب حتى ولو بأداء غير مقبول للجماهير لأنه في مثل هذه الظروف تكون النتيجة دائما أهم من الأداء.
البدري عليه أن يستغل نقاط القوة المتوفرة في غياب ثلاثة عناصر رئيسية لا غنى عنها وأقصد هنا علي معلول الظهير الطائر الذي كان له دور كبير في مسيرة الفريق في تلك البطولة بشكل خاص، وحسام عاشور مسمار الوسط الذي تكون دائما مثل هذه المواقف هي يومه ، ثم صالح جمعة البديل الاستراتيجي الذي تكون مشاركته دائما ذات أبعاد كبيرة بما يملك من مقومات تغيير سير المباراة ونقل الفريق من المرحلة الدفاعية إلى الهجومية بأسلوب يختلف تماما عن باقي اللاعبين.
في ظروف مباراة العودة سيكون خلق المساحات بين وسط ودفاع الوداد هو العنصر الأول الذي يبحث عنه الأهلي لتسجيل هدف أو أكثر لكن كيف يكون خلق المساحات؟
أولا سيكون بالمهارة في تمرير الكرة السريعة دون انتظار أو الركض بها لمسافات طويلة وهو الأمر الذي يتوافر في عبدالله السعيد ومؤمن زكريا أكثر من أي نجوم آخرين. وحتى يقوم الثنائي بهذا الدور يجب أن يستند ظهرهما إلى ارتكاز قوي يعيد الكرة سريعا إلى نصف ملعب الوداد كلما فقدت وهو الدور الذي يجب أن يقوم به في هذه الحالة عمرو السولية وأحمد فتحي الذي يجب أن يلعب ارتكاز في وسط الملعب وليس ظهيرا أيمن على أن يعود لمكانه محمد هاني للقيام بهذا الدور.. وثانيا يكون التسديد من خارج المنطقة عن طريق كل المميزين بهذه المباراة.
التمرير السريع يجب أن يكون تارة في العمق إلى وليد أزارو وجونيور أجايي، وتارة في الأطراف لحسين السيد ومحمد هاني، ولكن الأجناب قد تكون حلا أمثل في النصف الأول للقاء تجنبا لارتداد سريع للهجوم في حالة قطع الكرة من العمق.
فقطع الكرة من الأهلي في جانبي الدفاع يضمن للأهلي عودة سريعة للحالة الدفاعية دون استغلال الوداد لعناصره المميزة في الهجمة المرتدة وأقصد هنا أشرف بن شرقي وعبدالعظيم الخضروف واسماعيل الحداد.
استغلال الفرص:
السيناريو الثالث هو استغلال أنصاف الفرص أمام المرمى وفي مثل هذه اللقاءات قد تأتيك فرصة او اثنتين فإن استغلها الأهلي ستدين له المباراة وسيكون على الوداد رد الفعل ، وستصبح للأهلي المزيد من الفرص إذا تخلى الوداد عن حظره الدفاعي.
في لقاء الذهاب كانت الفرصة بعد هدف التقدم في الدقيقة الثانية بهدف مؤمن زكريا، بانفراد أزارو وتسديدة أجايي، ولو سجل الأهلي أحداهما أو كليهما لتكرر سيناريو النجم الساحلي.
تحفظ دفاعي:
التحفظ الدفاعي للأهلي طوال المباراة هو سيناريو يجب أن يظل ثابتا في ذهن لاعبي الأهلي طوال المباراة حتى لو تقدموا بهدف لأنها الاستراتيجية التي تبقي الأهلي دائما أمام الكأس.. وتذكروا مباراة الصفاقسي التي حافظ فيها الأهلي على نظافة شباكه حتى جاءت لحظة الموت المفاجيء للمنافس بتسديدة محمد أبوتريكة الخالدة.. التحفظ الدفاعي يعني حالة من الفوقان لقلبي الدفاع ربيعة وسمير في كل الكرات العرضية التي تعتبر الأخطر لدى الوداد ويعني العمق الدفاعي المستمر منعا لاستغلال سرعة بن شرقي والحداد والسعيدي والخضروف، وحالة من التركيز الشديد لحارس المرمى شريف إكرامي.
في النهاية، أظنها فرصة لا تعوض لتسجيل بطولة تاريخية للقلعة الحمراء عاد خلالها من سلم الطائرة أكثر من مرة، حتى وصل إلى آخر درجة من درجات سلم المجد الأفريقي.