كتب_ أشرف المهندس
ويتجد بنا اللقاء الايمانى الاسبوعى مع فضيلة الدكتور اسماعيل المرشدى من علماء الاوقاف وحلقة ايمانية جديدة
لا يصاب الإنسان بشيء إلا بإذن الله: يقول الله تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ) ولا عاصم من أمر الله: قال تعالى: { قُلْ مَن ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُم مِّنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً } لذا لا بُد من سؤال الله العافية: عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِي شَيْئًا أَسْأَلُ اللَّهَ بِهِ، فَقَالَ: «يَا عَبَّاسُ، سَلِ اللَّهَ الْعَافِيَةَ» ، ثُمَّ مَكَثْتُ ثَلَاثًا، ثُمَّ جِئْتُ فَقُلْتُ: عَلِّمْنِي شَيْئًا أَسْأَلُ اللَّهَ بِهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: «يَا عَبَّاسُ، يَا عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ، سَلِ اللَّهَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ» فالصحة نعمة عظيمة: عن ابن عباس رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُول الله – صلى الله عليه وسلم -: «نِعْمَتَانِ مَغبونٌ فيهما كَثيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ، وَالفَرَاغُ» ، ومعنى الغبن أنهم حرموا استغلال الصحة فيما ينفعهم والفراغ فيما ينفعهم، فمن لم يعمل في فراغه وصحته فهو مغبون. قال الله تعالى: {يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ} وأخبر صلى الله عليه وسلم: أنه من أصبح متمتعاً بجسده مع أمنه وتوكل معيشته فقد نال خيراً كثيراً فقال: “مَنْ أَصْبَحَ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ وليلته فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بحذافيرها” ودخل ابن السماك على هارون الرشيد يوما؛ فاستسقى الخليفة فأُتى بكأس به ماء؛ فلما أخذها قال ابن السماك: على رسلك يا أمير المؤمنين! لو منعت هذه الشربة بكم كنت تشتريها؟! قال: بنصف ملكي. قال: اشرب هنأك الله تعالى يا أمير المؤمنين. فلما شربها قال: أسألك بالله لو منعت خروجها من بدنك بماذا كنت تشترى خروجها؟! قال: بجميع ملكي. قال ابن السماك: لا خير في ملك لا يساوي شربة ماء. فبكى هارون الرشيد0وما أنزل الله من داء إلا وجعل له دواء: عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُول الله أفنتداوى؟ قَالَ: «نعم يَا عبد اللَّهِ تَدَاوَوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَّا وَضَعَ لَهُ شِفَاءً غَيْرَ دَاءٍ وَاحِدٍ الْهَرم» وعَنْ جَابِرٍ؛ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: { لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ؛ فَإِذَا أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ بَرَأَ بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ } . وسائل متعددة للوقاية من الأمراض وقاية الأطعمة والأشربة من الوباء: عن جابر بن عبد الله، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: { غطوا الْإِنَاء، وأوكوا السقاء، فَإِن فِي السّنة لَيْلَة ينزل فِيهَا وباءٌ، لَا يمر بِإِنَاء لَيْسَ عَلَيْهِ غطاء، أَو سقاء لَيْسَ عَلَيْهِ وعَاء إِلَّا نزل فِيهِ من ذَلِك الوباء} وقاية المعدة بالاعتدال في الطعام والشراب: المقداد بن معد يكرب عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: (ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لابد فاعلاً فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه) الوقاية من أصحاب المرض المُعدي: عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لاَ يُورِدَنَّ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ» (يوردن) يحضرن ويأتين بإبله. (ممرض) من له إبل مرضى. (مصح) من كانت إبله صحيحة. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «فِرَّ من المجذوم فرارك من الأسد» قال القرطبي: إنما نهى رسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – عن إيراد الممرض على المصح، مخافةَ الوقوع، فيما وقع فيه أهل الجاهلية من اعتقاد العدوى، أو مخافة تشويش النفوس، وتأثير الأوهام، وإنْ كنا نعتقد أنَّ الجذام لا يُعْدي، لكنا نجد في أنفسنا نفرة وكراهية لمخالطته.وقد رجع عمر بن الخطاب – رضى الله عنه – ولم يدخل بلاد الشام حينما أراد فتح بيت المقدس فرارًا من الطاعون وتطبيقًا للتعاليم النبوية ؛ فقيل له: أتفر من قدر الله يا عمر ؟! فقال: نفر من قدر الله إلى قدر الله !! وعَنْ عُثْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” مَنْ قَالَ صَبَاحَ كُلِّ يَوْمٍ، وَمَسَاءَ كُلِّ لَيْلَةٍ، ثَلَاثًا ثَلَاثًا: بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ ” وَكَانَ أَصَابَهُ طَرَفٌ مِنَ الْفَالِجِ، فَجَعَلَ يَنْظُر
- إِلَيْهِ، فَفَطِنَ لَهُ فَقَالَ: إِنَّ الْحَدِيثَ كَمَا حَدَّثْتُكَ، وَلَكِنِّي لَمْ أَقُلْهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ، لِيَمْضِيَ قَدَرُ اللَّهِ.