حسن نصراوي
………………
ليس له علاقة بكمية المعرفة او الثقافة او المستوى الدراسي بقدر ماله علاقة باليقضة الداخلية والانتباه ، وكمية مايحمله الانسان بداخله من قيم المحبة والرحمة والتسامح ، فهناك الكثير ممن يعيشون في عالمنا وهم على درجة متقدمة من الوعي الفطري والتربية الذاتية . ومن المؤكد ان هذا الوعي لا ياتي اعتباطا بل نتيجة انتباه على افعالنا وردود افعالنا ونتيجة لامتلاء انفسنا بقيم ارواحنا الجميلة فكلنا نتعرض لمواقف مؤلمة او محزنة او محرجة هي اشبه بدروس ورسائل كونية من اجل ان نفهم ونرتقي بأنفسنا لان هذا الارتقاء هو ما يجلب لانفسنا السعادة والاستقرار الداخلي والتوازن النفسي والذي ينعكس بدوره على مجمل افعالنا وتعاملاتنا مع الاخرين … الوعي الارتقاء الاممي ومنجزها العقلي الابداعي …ومحفزها الانساني ومستلهم الادراك التفاعلي … لم تكن الاديان والرسل والبلاغة الى نتيجة الوعي المكتسب والمتحقق لمحيط الامم لتنظيمها وفهرست ابداعها … الاساطير والملاحم والحكايات والموروث الشعبي تحقق نتيجة وعي تلك الامم … الشواخص والارث والسفر الاممي الابداعي والفكري نتاج وعي متقدم … عندما تكون الامة واعية مستدركه حقوقها وواجبتها … ترتقي وتزدهر عكس الامة الخاملة الخانعه المذلة المتراجعة التي هي خلف اسوار التاريخ … التحكم بالعقل والمنطق والابتعاد عن العواطف في التصرافات الفكرية والانجازية … ويكون المتسيد طرح منتوج العقل في المشتركات الابداعية الكونية مبتعدا عن الفواصل الاثنية والعرقية والجنسية ويكون الرابط المتحقق والمشترك درجة افراز العقل من منتوج انساني تنموي ولن يتحقق الا باكتساب دراجات من الوعي الجمعي … للواعي قوة خارق اذا ما اجتاحه جغرافية مكانية زمانية …. حيث يسود التزاحم الانساني العلمي وتكون تلك الامة منار يستدل بها انيا ومستقبليا … اذا الوعي حتمي للامم ولو بدرجات متفاوته وحسب قربها من دائرة الضوء في تلك المقطع الزمني والضواغط المرحلية … الفكر وعي … الابداع وعي … الانسانية وعي …. التاريخ وعي ….العلوم الفلسفة الادب الفن وكل جماليات التكوين هي وعي …. نعم في الوعي يحيا الانسان ويستديم …