كتبت / فاطمة حسن الجعفرى
القلب الممتن مغناطيس للمعجزات فى فك شفرة الكون
المسخرة لسر الوفرة والزيادة “لقوة الشكر والحمد “
فلهم سحر وتآتير عجيب ، فالامتنان هو قوة
مغناطيسية تجذب إلي الأحداث السعيدة ،
والأشخاص السعداء، وتجذب إلي الإمكانيات الخفية
في الحياة فالامتنان هو أحد أهم الأسرار لحياة مليئة
بالانجازات وتحقيق الذات .
وايضا هما اسلوب حياة ووعى ايجابى عميق له ثمرات
وقوة الحمد والشكر من أقوى مفجرات الطاقة الإيجابية
والجذب للإيجابيات في الحياة عش بالحمد والشكر
والامتنان تكن مرتاحا هانئا على الدوام .
-الامتنان وقوة الشكر والحمد فى الدين
هما جزء من العبادة ، إن الإسلام جعل من
الشكر والحمد عبادة لله تعالى،
يقول الله عز وجل : (فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) [النحل: 114]
إنها آيات عظيمة سوف تكون سبباً في سعادتك
ونجاحك، لأن الله هو الذي يرسم لك طريق الخير،
ويهيء لك أسباب النجاح ولكن ينبغي أن تتذكره في
كل لحظة وتحمده على نعمه حتى يعطيك ما تريد
لنتأمل هذه الآية التي تصور لنا حال المؤمن يوم القيامة :
(وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ) [الأعراف: 43]،
وآخر دعوة للمؤمن يوم القيامة هي الحمد والشكر لله تعالى :
(دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآَخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [يونس: 10]
– الصبر والشكر
هناك خبراء اليوم ينصحون بالشكر لعلاج الأمراض
حيث يؤكد الباحثون وجود طاقة شفائية للامتنان
والشكر يمكن بواسطتها علاج بعض الأمراض المستعصية
ويقولون : إذا اقترن الشكر بالصبر كان ذلك علاجاً ناجحاً
للكثير من الأمراض لأن جهاز المناعة سيتحسن
كثيراً ويقوى على مواجهة الأمراض
وسبحان الله، تأملوا معي هذه الآية العظيمة :
(إنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) [الشورى: 33]
فقد قرن الله بين الصبر والشكر.
ولا ننسى أن النبي صلى الله عليه وسلم أكد
أن حال المؤمن عجيب، فعندما يصيبه الضر يصبر،
وعندما يصيبه الخير يشكر، فكل شأنه خير
– الأنبياء مارسوا عبادة الشكر
هذا هو سيدنا سليمان عليه السلام يشكر الله ويقدر نعمه
يقول تعالى على لسان سليمان :
( قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ) [النمل: 40].
وكذلك سيدنا لقمان شكر الله تعالى،
فقد علمه الله الحكمة وأول قواعد الحكمة الشكر لله،
يقول تعالى : (وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) [لقمان: 12].
وكأن الله يريد أن يعطينا إشارة قوية لأهمية الشكر وأنه جزء من الحكمة بل هو الحكمة :
(وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ)
وقال الله في حق سيدنا نوح عليه السلام :
( ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا ) [الإسراء: 3]
انظروا كيف يركز القرآن على الشكر ويجعله صفة لأنبياء الله سبحانه وتعالى لنقتدي بهم وهذا هو النجاح الحقيقي وليس نجاح الثروة والمال .
– الشكر للوالدين
شكر الله أولاً ثم الوالدين، يقول تعالى :
(وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) [لقمان: 14]
وتأملوا معي هذا الأمر الإلهي :
(أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ)، لأن الإنسان عندما لا يقدر قيمة الأبوين ولا يشعر بحنانهما وما بذلاه في تربيته، فلا يمكن أن يشكر الناس ولا يشكر الله تعالى .
فالشكر ليس مجرد عادة تمارسها بل هو عبادة لله
تعالى يرافقك في كل أعمالك، ومعظم الناجحين
والمبدعين كانوا يرافقون عملهم بالشكر للاسباب
والشكرلله، وهذا ما أمر الله به .
فعلى سبيل المثال أمر الله آل داوود بالشكر أثناء العمل فقال :
(اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)
[سبأ: 13]. فالعمل هو نوع من أنواع الشكر أيضاً!
فضائل الشكر:
_ زيادة النعم من الله مرتبطة بالشكر
” وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ” إبراهيم7
– الشكر سبب من أسباب منع العذاب ” مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِراً عَلِيماً ” النساء147
– جعل الله الشكر دليل على العبادة
“واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون ” البقرة 172
– الشكر من أجل مظاهر بر الوالدين ” أن اشكر لي ولواديك إلي المصير” لقمان 14
– هم أبليس الأكبر أن يصرف العباد عن الشكر لعظيم أجر الشاكرين “ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَـٰنِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَـٰكِرِينَ” الاعراف 17
عن بعض التابعين رضى الله عنهم قالوا فى الشكر والحمد :
قال ابن القيم رحمه الله :
” مبنى الدين على قاعدتين : الذكر والشكر،
وهذان الأمران هما جماع الدين؛
فذكره مستلزم لمعرفته، وشكره متضمن لطاعته ،
وهذان هما الغاية التي خلق لأجلها الجن والإنس،
أن يذكر وأن يشكر، يذكر فلا ينسى، ويشكر فلا يكفر،
وهو سبحانه ذاكر لمن ذكره شاكر لمن شكره،
فذكره سبب لذكره وشكره سبب لزيادته من فضله”
قال كعب الأحبار :
ما أنعم الله على عبد نعمة في الدنيا فشكرها لله ،
وتواضع بها لله ، إلا أعطاه الله نفعها في الدنيا ،
ورفع له بها درجة في الآخرة ، وما أنعم الله على
عبد من نعمة في الدنيا فلم يشكرها لله ، ولم يتواضع
بها لله إلا منعه الله نفعها في الدنيا ، وفتح له
طبقات من النار يعذبه إن شاء أو يتجاوز عنه”
عن ابن عطاء يقول :
” من لم يشكر النعمة فقد تعرض
لزوالها ومن شكرها فقد قيدها بعقالها “
قال شقيق بن إبراهيم في تفسير “الحمد لله”
قال : هو على ثلاثة أوجه :
أولها إذا أعطاك الله شيئا تعرف من أعطاك،
والثاني أن ترضى بما أعطاك ،
والثالث ما دامت قوته في جسدك ألا تعصيه،
فهذه شرائط الحمد .
-عن أبي عبد الرحمن الجبائي قال :
الصلاة شكر ، والصيام شكر ، وكل خير تفعله
لله شكر ، وأفضل الشكر الحمد .
الفرق بين مقام الحمد ومقام الشكر
فرق العلماء بين مقام الحمد والشكر على رأيين :
الرأي الأول :
يقول الإمام بن القيم رحمه الله :
“ومقام الشكر جامع لجميع مقامات الإيمان،
و لذلك كان أرفعها و أعلاها .
و هو فوق الرضا و هو يتضمن الصبر من غير عكس
و يتضمن التوكل و الإنابة و الحب والإخبات
والخشوع و الرجاء فجميع المقامات مندرجة فيه .
و لهذا كان الإيمان نصفين :
نصف صبر ونصف شكر،
و الصبر داخل في الشكر، فرجع الإيمان كله شكرا،
و الشاكرون هم أقلال عباد،
كما قال تعالى : “و قليل من عبادي الشكور “
الرأي الثاني :
يقول الشيخ متولي الشعراوي :
” أدلة الحمد هو الأعم أقرب لما ترتاح له النفس ،
وتكثر أدلته فإنه وإن كان أعم إلا أن مقام الشكر
هو مقام الصفوة فباب الشكر لله ، كباب الذل لله ،
داخلوه قليل ومكانتهم أعلى وأقرب عند الله .
إن كانت أشجار الشكر بثمرها الطيب تظهر في
السراء
فإن أشجار الحمد تظهر في السراء والضراء