اسليدرمقالات واراء

الوطن العربي في مفترق الطرق بين الاستقرار والفوضي

كتب : علي تمام

يطل رمضان، غداً الخميس، على دول عربية عدة، وهي ما زالت غارقة في أزمات طاحنة منذ سنوات، بدءا من سوريا مرورا بالعراق وصولا إلى ليبيا، واليمن، وفلسطين، ومصر ونجد دول أخرى تسعى إلى الاستقرار والانتصار على الفوضى ومواجهة الإرهاب.
ليبيا
يشهد ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، فوضى أمنية ونزاعا على السلطة تسببت في انقسام البلاد بين سلطتين، حكومة وبرلمان معترف بهما دوليا في الشرق، ومقرهما في طبرق، وحكومة وبرلمان في طرابلس تحت اسم قوات “فجر ليبيا”.
ويقول جمال أحمد، المحلل السياسي الليبي، إن الشعب الليبي يعاني من التفرقة ومحاولات شق الصف، وكنا نأمل أن يكون شهر رمضان فرصة للوحدة بين طرفي النزاع، ولكن من الواضح أن هناك إصرارا من طرف حكومة طبرق وقوات حفتر على إقصاء المؤتمر الليبي والجبهات الثورية من المشهد السياسي.
مصر.. استعادة الاستقرار
تعيش مصر رمضان 2015، في أجواء تسعى خلالها لاستعادة الاستقرار وتحقيق تنمية اقتصادية بينما لا تزال الأوضاع غير هادئة في شبه جزيرة سيناء حيث تتزايد وتيرة الهجمات التي تستهدف قوات الأمن، منذ عزل محمد مرسي من الحكم عام 2013، إثر احتجاجات شعبية عارمة، وتولى الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم.
اليمن.. تجهيز الطعام على الحطب
يعيش اليمن واقعا مرا، وذلك بعد التمرد المسلح الذي قامت به ميليشيات الحوثيين، وسيطرتهم على العاصمة صنعاء، مما أدى لتدخل خليجي تحت اسم “عاصفة الحزم”، لإنقاذ شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي.
يقول الكاتب والمحلل السياسي القريب من المقاومة، فؤاد مسعد، إن اليمنيين يعيشون أسوأ حالاتهم من نقص مياه الشرب وعدم توافر الغاز والوقود، لافتا إلى عدم قدرة منظمات الإغاثة الدولية على مساعدة المواطنين.
وأضاف مسعد، أن المقاومة في تعز صامدة لأكثر من شهرين أمام ميليشيات الحوثي وقوات صالح، في جبهات شمال وغرب مدينة تعز، بعد الاستعانة بقوات مدربة يقودها المجلس العسكري للمقاومة الذي تشكل لهذه المهمة.
في الوقت نفسه انطلقت مشاورات جنيف حول اليمن بالتزامن مع دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى وقف شامل لإطلاق النار وإقرار هدنة إنسانية بمناسبة حلول شهر رمضان.
سوريا
5 سنوات من القتال المتواصل بين قوات بشار الأسد وفصائل المعارضة السورية التي تحارب على أمل نيل الحرية والقضاء على نظام مرفوض من شعبه، بعد اتهامات قوات بشار بارتكاب المجازر.
ويشهد السوريون الشهر الكريم بعيدا عن ديارهم بعدما تركوها هاربين من مطرقة النظام وسندان داعش.
ويعيش اللاجئون أجواء رمضان بعيدا عن أهلهم للمرة الخامسة منذ اندلاع الثورة السورية سنة 2011، حيث يعانون من نقص في الغذاء وغلاء الأسعار، بعد أن خفض برنامج الأغذية العالمي المساعدات المقررة لهم بسبب النقص الشديد في التمويل.
ووصل سعر المازوت في المخيمات إلى 250 ليرة سورية، بينما بلغ سعر لتر البنزين 350 ليرة، بالإضافة إلى النقص الحاد في إمدادات القمح والخضراوات، مما أدى لرفع أسعار تلك المواد إلى حدود باتت تشكل عبئاً كبيراً على السكان.
العراق
يعيش العراق حربا طائفية، حيث تحتدم المعارك المستمرة التي يشنها تنظيم داعش ضد الجيش النظامي العراقي وقوات الحشد الشعبي الشيعية.
معاناة متكررة يعيشها العراقيون كل عام، إذ يتوافق قدوم شهر رمضان المبارك مع ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع مستمر للكهرباء، واستمار الحروب، وسفك الدماء.
ويقول محمد سعدون، إمام أحد مساجد بغداد، إن التمييز بين السنة والشيعة زاد عن الحد، إذ تنتقم الميليشيات الشيعية التي ترعاها الحكومة من داعش في قمع المسلمين السنة في شتى أنحاء البلاد.
وأضاف سعدون أن هناك تضييقا على المساجد السنية في البلاد، من إقامة الشعائر، إذ نعاني في المسجد من انقطاع الكهرباء والمياه بشكل مستمر.
فلسطين
عام بعد عام، ومع استمرار الحصار، ودخوله العام العاشر، توحد ساكنو قطاع غزة مع مصاعب الحياة، وبات شظف الحياة وصعابها من “روتين” اليوم الطبيعي داخل القطاع.
ويشير تقرير حقوقي إلى أنه منذ عام 2007، فإن أكثر من 80.000 شخص يعيلون حوالي نصف مليون فرد، فقدوا أعمالهم داخل القطاع.
كما أن هناك ارتفاعا خطيرا بشأن معدلات العيش تحت خطر الفقر، وأن ذلك يزداد في ظل أن نحو 50 ألفا من موظفي القطاع يعيلون نحو ربع مليون فرد، لا يتلقون الرواتب بشكل منتظم وتقتصر رواتبهم التي يتلقونها كل نحو 57 يوما، على مبالغ لا تتعدى الـ250 دولارا، مما يفاقم الواقع الاقتصادي الصعب في غز

ليبيا

زر الذهاب إلى الأعلى