ألا يجوز أن تنحني سنوات الدماء للحياة وأن يُزف الربيع للطبيعة بعدما جردها الشتاء من كل ثياب الجمال وبدل أن تكتئب هي إنهارت السماء بالبكاء، ألا يجوز أن يتناول الاكتئاب جرعة السعادة بعدما اتهمت العيون بالخيانة ،
ألا يجوز أن يكون سبب الحياة أنت وأنت في محاولات الانتحار تمارس جنون الانتظار، بل يجوز بعض الامل ،بعض الحياة بعض الارادة لرسم معالم أخرى للحياة لنغير حتى مجرى القدر ولو بالدعاء،
هي الحياة مغرورة أحيانا فتتكبر على عبدها الضعيف متناسية أنها ملك زمن يرديها قتيلة إن أراد وحتى لم تريد.
لذا ليس علينا كثرة الشكوى فالقاضي قد حُوّل على المعاش، وليس العدل متمرّد علينا بقدر ما هو غريب و محتار لنيل تحالف القرار.
الوضع الحالي لا يستحق منا العتاب لا اللوم ولا السعي خلف التبريرات والتفسيرات والتعليلات فالذي يحبك يتقبلك كما انت بمزاياك وعيوبك، بايجابياتك وسلبياتك .
هو من حين تخطئ يلتمس لك ألف عذر، هو من يجعلك تخجل من نفسك حين تخطئ فتعتذر من دون أن يجبرك على الاعتذار بل يشعرك وكأن شيئا ما كان.
دعكم من الذين يحاولون تتبعك خطوة بخطوة ليتلقفوا خطأ أو عيبا ليحاربوك به محاولون الصعود على تعثرك على انهم صائبون .
دعكم من الذين اذا ابتسمت أدانوك وإذا بكيت عايروك وإذا تكلمت كذبوك وإذا صدقت تجاهلوا الحقيقة وذموك يحاولون دوما احباطك واستضافتك على مائدة الفشل ليقللوا من شأن النجاح وينقصوا من شأن القدرات فيك .
دعكم من الذين يحاولون خرق كل سفينة تودون فيها الابحار نحو الهدف، فالوضع فعلا لا يستحق أن تعيش للآخر لتمنحه الحياة في حين يعيش لنفسه ويهديك تابوتا تلملم فيه ذكرياتا تهجرها الارواح.
الوضع الحالي لا يستحق التفكير كثيرا في الماضي والتخبط في ظروف الحاضر لأنه وجب التفكير في المستقبل وحل ازمة الحاضر بتحقيق أهدافك مصيرك حلمك بدون حاجة لأحد سوى موهبتك وبرنامجا قد خططته يوما ما لنفسك لتصل.
الوضع الحالي لا يستحق أن نقتل فينا ما يداوينا فاتركوا الطفل الصغير في وجدانكم لا يكبر أتركوه ببراءته يواصل المسير فنحن ببساطة انسان تعود على النسيان فلا خوف أن تكون النفسية مشرذمة وهناك قلب ينبض وروح تجول في وجدانك تطالب بفتح نوافذ الامل لتدخل اليك .
لا يستحق الامر مساعدة من أحد فمن لا يستطيع مساعدة نفسه لا يستطيع أحد مساعدته فاليوم حين تمد اليد تقطع وحين تشكوا تُلذع وحين تلوم وتعاتب تأخذهم العزة بالنفس.
لذا اتركوا لأنفسكم مكانا لكم فعزة النفس والكرامة ذخيرتكم ووقودكم لنيل حياة بكبرياء، ولا تتركوا مافي داخلكم كمقبرة لسماع وجع الكل للدرجة التي فيها لا تجدون مكانا لأنفسكم بداخلكم لدفن أوجاعكم فلا تجدون حتى من يسمعكم فمن لم تجده اليوم ارميه في خانة اللاوجود وامضي.
الوضع لا يستحق منك أن تراعي الجميع في حين لا أحد يراعيك أن ترسم بسمتهم في حين يستمتعون بأنين الدموع فيك، فكفاك حنينا فانينا ..
ارمي ما مضى وتجاوز كل أسى فالحياة لا تتوقف على أحد لك رب واحد ناديه بالواحد الاحد واطلب منه أي طلب ولا تكن ناكرا ساخطا كأبي لهب.