بقلم وليد المصرى
يجيب ان ندرك ما نمر به الان… و لماذا لدينا ازمة اقتصادية…و الحقيقة ان الوضع حاليا صعب و دقيق للغاية, فالوضع الاقتصادى فى عهد النظام السابق كان يقوم على دخل قناة السويس مع دخل السياحة الذى كان عاليا و ايضا بعض المنح العربية التى كانت تتدفق علينا من اشقائنا من الدول العربية الغنية بالبترول, لكن النظام السابق الفاسد ترك البلد نهبة للفساد و الرشوة و المحسوبيةو اهمل المشروعات القومية العملاقة التى كان من الممكن ان تقيم عصب الاقتصاد القومى فبيع كل مشروع عملاق لمن يدفع اكثر على سبيل الرشوة , واهملت الصناعات الكبيرة كمصانع الغزل و النسيج و الحديد و الصلب و ذلك لصالح اصحاب المشروعات و المصالح الخاصة من اصحاب النفوذ و حاشية النظام السابق, و اغلقت الكثير من المصانع و الشركات نتيجة الاهمال و الفوضى و غياب الرقابة و نظام ادارى فاسد شله الروتين و و الرشاوى و ضعف القائمين عليه و الموظفين العاملين به,و تم اهمال المدارس و المستشفيات و الهيئات المختلفة بالدولة, فضعف التعليم و اهملت الصحة العامة و انتشرت الامراض خاصة المزمنة و الخطيرة منها كالسرطان و امراض القلب و فيروس سى,و غابت هيبة و سيطرة الدولة على الادارات و الوزارات المختلفة, و انتشر اصحاب المصالح و المرتشين و قويت شوكة اصحاب النفوذ.
اما الان فبعد ثورتين قويتين و انتشار الارهاب و الجماعات المتطرفة فقد توقف دخل السياحة و توقفت او ضعفت المنح العربية بسبب انخفاض اسعار البترول و الازمة التى تمر بها الدول الخليجية الشقيقة حاليا
, و اضطرت الدولة حاليا الى ترشيد الانفاق حتى نستطيع العبور من الوضع الحالى , حيث اصبح لا دخل لنا الا ما تصنعه ايدينا , فسوف نزرع لكى ناْكل و نصنع لكى نلبس و تتوفر لنا مقومات حياتنا.
و الحقيقة ان الفرصة لدينا حاليا لكى نغير طريقة حياتنا و الا نعتمد على غيرنا فى اقواتنا و معيشتنا, فيجب ان نغتنم الفرصة كما اغتنمها غيرنا من الشعوب الاخرى التى غيرت طريقة تفكيرها لكى تستطيع ان تعيش و تنتج و تبدع و تتقدم , فيجب ان نعمل بكل جهد لكى نزرع اراضينا فناْكل ما تزرعه ايدينا,و ان نصنع و نبتكر و نتطور حتى نصبح مثل غيرنا ممن استطاعوا ان يغيروا مسار حياتهم و يكونوا مثالا يحتذى به بين الشعوب , يجب ان نعمل جميعا شعبا و حكومة على زيادة الانتاج و تحديثه و تحديث العقول و تطوير اجهزتنا الحكوية و تشجيع الاستثمار و ازالة العقبات امامه من روتين و خلافه, بل و اعطاء المستثمرين كبارا و صغارا الكثير من المميزات التى تتيح لهم المنافسة فى الاسواق العالميةباكثر من المميزات التى تتيحها الدول الاخرى القوية فى هذا المجال, يجب ان ننمى العقول بالتعليم و الرعاية الصحية و الاجتماعية فنصنع اجيالا محبة للعمل قويا فكريا و جسديا لكى تنتج و تبنى و تعمر و تحدث ,
هكذا نبنى بلدنا جميلة و حديثة و قوية الاركان قادرة على البناء و التحديث باستمرار, فهل نستطيع ذلك ام نقف مكاننا و نعود الى الوراء من جديد؟