أخبار عاجلةأخبار مصرالأدب و الأدباءالثقافةحصرى لــ"العالم الحر"قرأت لك

الهروب من الجنة ” قصة قصيرة ” ضمن مجموعة ( الحب فوق هضبة الفيس بوك ) أحمد فتحى رزق 2012

احجز مساحتك الاعلانية

الهروب من الجنة

قصة قصيرة لأحمد فتحى رزق

مراجعة لغوية الدكتور خالد جودة

ذهب ليلحق بأخية على أحد الشواطئ الليبية تاركا حملا ثقيلا من الديون والأفواه الجائعة ليتسنى له الصعود على أحد المراكب المتجهة إلى جنوب أوروبا حيث رغد العيش والعمل المستمر حسبما يظن البعض من المهاجرين .

كان أخوة يعمل بليبيا قبل الثورة الليبية . وتغيرت الأحوال لكن الأمور أفضل من العيش بلا مورد يواجه  متطلبات الحياة فى قاهرة المعز وغلاء المعيشة بها .

وإتفقا الشقيقان على أن يبحثا عن إتجاة آخر كي يستريحا من الظروف الاقتصادية الطاحنة فى كلتا البلدين . وجمعا مبلغا من المال للدفع قبل الركوب كما هو المتبع مع سماسرة الهجرة الغير قانونية .

أقاما ليله معا قرب ميناء السفر وعند بزوغ الفجر الجديد كان كل شيئ على تمام المراد .

وصعدا للمركب وسط حشد كبير من مختلف الجنسيات . سوريون وليبيون وأفارقة . الكل قد  ُحشروا معا وغطاؤهم السماء وحولهم أمواج البحر .

وبعد أقل من يوم فى عرض البحر تعرضت المركب لأمواج عالية وشديدة وتحمل الجميع حتى وصلوا لأرض يابسة تبين أنها جزيرة يونانية تسمى ميكنوس . واستبشر الجميع خيرا .

آن الآوان أن يستريحا .

وكما يقال تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن .

وتقدم مركب تخص السلطات اليونانية للمركب المترنح . وتحدث الظابط بصوت منخفض رفيع الذوق والإحترام .

وقال : الكل يعلم أن بلدنا تواجهة مشاكل إقتصادية قاسية وسنحاول مساعدة الجميع بقدر الإمكان دون أى وعد بالعمل أو الإقامة فقط طلب اللجوء . وحتى يبت فى الأمر . الكل سيتحمل مسئولية نفسة .

اغتم الجميع من تلك التصريحات إلا أنهم حمدوا الله وصولهم سالمين .

تم تسكينهم فى خيام على شاطئ الجزيرة دون أى خدمات تذكر سوى الماء للشرب وأخذوا الأطفال والنساء لمكان آخر أكثر أمنا حسب الرواية .

بمرور أسبوع استسلم البعض للجوع والعطش والبرد وقام بعضا آخر منهم بالهرب ليبحث عن أى عمل يسد رمقة . لكن الشرطة كانت بالمرصاد فتعيدهم تارة أخرى للخيام المتهالكة .

وفى صباح اليوم التالى حضر مندوب من إدارة الهجرة وتهللت الوجوه فرحا لكن عادت إليها الكآبه من جديد . لقد قررت الحكومة اليونانية أن تأخذ الأطفال والنساء فقط وتعيد الرجال من حيث آتوا ولا تفسير لذلك حتى لدى الضباط .

دبرت السلطة هناك مركبا تجاريا للشحن كان متجها لجنوب المتوسط وصعد جميع الرجال حسب الإتفاق ليعودوا إلى الشواطئ الليبية .وفور وصول الجميع شنت القوات الموالية للإرهاب هجوما بالصواريخ أتلف الجميع وأبادهم من على قيد الحياة (وإذا الموؤودة سئلت . بأى ذنب قتلت)

هكذا كان السؤال وهم يودعون ضجيج الحياة.

احمد فتحي رزق

المشرف العام

Related Articles

Back to top button