«النور المقدس» تلك اللحظات التى يزور من أجلها الحجاج القدس الذى يخرج من قبر المسيح تحتضنه «كنيسة القيامة» لحظات تذوب فيها القلوب وتمتزج الدموع بالزغاريد والتهليل وسط آلاف المصلين.
فالنور الذى يرفضه الاحتلال ولا يؤمن به لا يمكنه أن يمنعه، فعلى الرغم من التشكيك وإشرافهم على دخول البطاركة للقبر المقدس وغلق الأبواب على أن النور يخترق ظلمتهم وينفجر من القبر، بعد قيامهم بالفحص الدقيق للبطاركة للتأكد من عدم وجود أى مسببات بشرية تؤدى لانبعاث النور من القبر، ويظل الفحص من العاشرة حتى الحادية عشرة صباح سبت النور، تحت إشراف رئيس شرطة إسرائيل بنفسه ورئيس المدينة اليهودي، وبعد الانتهاء من فحص القبر وتفتيشه جيدا، يتم وضع ختم من العسل الممزوج بالشمع على باب القبر تحت حراسات أمنية مشددة.
ويدخل بطريرك الروم الأرثوذكس تحت حراسة أمنية إسرائيلية، ويبقى رئيس أساقفة الأرمن فى موضع ظهور الملاك لمريم المجدلية، حين بشرها بقيامة المسيح، وسط ترديد المصلين بالخارج «كريى ليسون»، بعدها تنزل النار على ٣٣ شمعة بيضاء مرتبطة ببعضها يمسكها البطريرك داخل القبر والتى تضاء ذاتيًا.
ووسط الذهول رغم تكرار المشهد كل عام فى التوقيت ذاته يخرج البطريرك من القبر، ويوزع الشموع على المصلين، وتضاء الشموع التى يحملونها بواسطة تلك التى أشعلها البطريرك فى القبر، ٣٣ دقيقة هى مدة اشتعال النور المقدس، وهى تمثل عمر المسيح على الأرض، بعدها يتحول إلى نار ويكتسب خواص النار التى تحرق وتؤذى عند ملامستها الجسم.