النقطة الأخيرة
بقلم
الاديب الكبير/ عبد الزهرة خالد
——————
ينتشي بلحظة حينما ينفثُ دخان سيكارته بوجه الرّيحِ القادم من دورانِ مروحته المعلقةِ بلهاةِ غرفته التي احتوت طوله وجوانب أحلامه ، يختيار للفضاء أجمل المجراتِ ، وجع الصليب في شنق الموت لا بدقِّ مسامير الكفين ، سواحل الروح تنتظر قدومَ الأقدام لتقطع وشائج النهار يندفع الفرحُ نحو صفرة الأصيل ، هناك أمه جاثية على ركبتيها تنثني لها الدموع من غضب الكاهن على نذر الطقوس الذي نفذته أكف الأشجار بمسح رؤوس الظلال ، تورمت شفتاه بين قبلة وكلمةِ وداعٍ .
من بداية السطر يعرف وجهة ناصية السماء في دروبِ القمر ومغارات الغيوم الواعدة بمساكن الأشباح في ثقوب الجبال يولج قلمه النبوءة في تواريخ المدن هذا عذب وهذا يابس أشر كل من عند الطيور بمناقيرها حديث السجيل وخارطة الخوفِ ترسمها حوافر خيول الغزاة كان غايته أن يدون تضاريس الشهوة في عيون الجوع لتنزل ببرود تام في بُطُون المصاب
انكسار الطريدة أمام الفرار كجفاف المداد فوق النقطة الأخيرة وقد يندهش عندما يضوع الأريج بأحد الأمسيات فيه يمضغ وجع النجوم خلسةً بأسنان الفك العلوي من الليل ويلبس حرير القمر في أحدى حفلاته الحليبية
يتدلى حبل الموت الناعم من أعلى غصن في غابة الوحشة ليخرس أجراس الثرثرة وليحفظ ماء وجه الرمل قبالة مرآة متلعثمةٍ لم تعرف وصف ملامح السكرة الأخيرة وإغفاءة الاسم في دمٍ من صنف سالب يسري الى أصغر شريان نحو الطرف العلوي في العمر…
من يمشط ضفيرة القصد ويستر فيها عورة التابوتِ لأن في الموضوع هناك أبجدية تبيع الجماجم على بعض القبور كل حسب انتمائه ولقبه.
الأفضل لنا نطوي الدفتر ونسكت ، الظاهر حسب التوضيحات أن التنور يحبس الرغيف حد الشوي إلى أن ينتشله المناقش في كسرة خبز ناشف.