أهم الاخبار

النص الكامل لمقال إريك تريجر عن اسباب استقرار نظام السيسي

احجز مساحتك الاعلانية

كتب – علي تمام

ذكر اريك تريجر تحليلا مطولا لمجلة فورين افيرز حول اسباب استقرار نظام السيسي رغم التدهور الأمني وتراجع الأوضاع الداخلية للبلاد.. مشيرا إلى ان نظام السيسي مؤهل للاستمرار والبقاء .. وإلى المقال كما تم نشره بالمجلة
ربما يكون العامين الماضيين منذ استجاب الجيش في مصر لاحتجاجات حاشدة وقبل الاطاحة بالرئيس الإخواني المنتخب في البلاد لأول مرة، محمد مرسي ، في يوليو 2013.. أكثر عنفا وقمعا في تاريخ مصر المعاصر. حيث لقى خلالهما 1800 مدنيا على الأقل مصرعهم و 700 من أفراد الأمن، وتم سجن عشرات الآلاف، ووضعت قيودا شديدة على وسائل الإعلام، والمجتمع المدني، والنشاط الاحتجاجي. وظهر التدهور بشكل واضح.. بعد حادثة اغتيال النائب العام المصري يوم 29 يونيو، حيث حمل الرئيس عبد الفتاح السيسي الإخوان المسئولية وقام بشن حملة-أقسى من أي وقت مضى – على الجماعة، بما في ذلك دعوته لفرض قوانين أكثر صرامة لضمان تنفيذ أحكام الإعدام بحق الإخوان المسلمين بشكل عاجل. وردا على ذلك، تبنى الإخوان التصاعد المفاجئ في الهجمات على البنية التحتية، بما في ذلك أبراج الكهرباء.

كما بدأت داعش جولة جديدة من الهجمات، كان أبرزها التفجيرات التي شهدتها شمال سيناء في 1 يوليو والتي قتل واصيب فيها العشرات من الجنود انتهاء بالهجوم الأخير على القنصلية الإيطالية في القاهرة.

ويؤكد إريك تريجر في مقاله إنه على الرغم من هذه النظرة الأمنية القاتمة، فإن مصر أكثر استقرارا من الناحية السياسية مما كانت عليه في السنوات الماضية.. على عكس نظامي مبارك ومرسي اللذان انهارا في مواجهة احتجاجات واسعة في يناير 2011 ويونيو 2013، فنظام السيسي يبدو أكثر تماسكا داخليا، ومختلف مؤسسات الدولة والجماعات المدنية التي تشكل النظام من المرجح أن تظل متماسكة بإحكام لسبب أساسي واحد: أنهم ينظرون إلى جماعة الإخوان باعتبارها تشكل تهديدا كبيرا لمصالحهم ، وبالتالي ترى حملة النظام على التنظيم أمر ضروري لبقائهم على قيد الحياة .

ولا يقف الأمر عند هذا الحد – طبقا لتريجر- فالعديد من المصريين، وربما معظمهم يرون أن تماسك نظام السيسي داخليا هو الشيء الوحيد الذي منع البلاد من الانزلاق إلى حالة الفوضى، التي اجتاحت بلدان الربيع العربي الأخرى، ولذلك فأنهم يفضلون بقوة نظام قمعي وغير كفؤ إلى حد ما، عما يعتبرونه بديلا أسوأ بكثير.

وفي هذا السياق وعلى الرغم من توتر الأوضاع في مصر وتراجع الوضع الأمني بشكل كبير والذي يبدو أنه ربما يستمر لفترة طويلة فإنه من المستبعد جدا على المدى القريب تغيير النظام.

بقاء النظام المصري لا يتوقف على طول العمر السيسي.

ومن المؤكد أن متانة النظام يعني بالاساس بقاء السيسي لكنه هو نفسه، قال انه يواجه خطر الإغتيال بشكل كبير. والمصريون يتحدثون عن ذلك صراحة، حت أن السيسي نفسه تعرض لذلك خلال مقابلة قبل انتخابه العام الماضي، واعترف بأن هناك محاولتين لاغتياله في الأشهر التي تلت الإطاحة مرسي.

على الجانب الآخر فإن دعوات الإخوان المسلمين لقتل السيسي صراحة لم تتوقف، بل وقامت مجموعة إرهابية بزرع قنابل خارج قصر الرئاسة في يونيو الماضي، وبعد أسابيع فقط نقل السيسي مكتبه وإقامته لمكان لم يكشف عنه في البروتوكول بخلاف من سبقوه الذين كانت أماكن إقامتهم معروفة ومحددة ومحمية بشكل جيد ولكنها ليست من أسرار الدولة.
ورغم كل ذلك فإن بقاء النظام لا يعتمد على طول العمر السيسي.. فعلى الرغم من أن النظام غالبا ما يقدم السيسي باعتباره يشبه عبد الناصر “القوي” .. لكنه بشكل أكثر دقة هو أقرب أن يكون الرئيس التنفيذي لائتلاف حاكم فضفاض من المؤسسات وجماعات المصالح التي دعمت الاطاحة بمرسي في عام 2013، وهو الائتلاف الذي دعم ترشيح السيسي للانتخابات الرئاسية في عام 2014، و هم من يشكلون الآن نظامه.

ويشمل هذا التحالف هيئات الدولة مثل الجيش والمخابرات والشرطة والقضاء، وكذلك الكيانات غير الحكومية التي تشكل زوائد الدولة في الريف، مثل العشائر القوية بدلتا النيل والقبائل في صعيد مصر. كما يحصل النظام على دعم حاسم من مجتمع الأعمال وسائل الإعلام الخاصة، والتي كانت مؤثرة بشكل خاص في حشد الجماهير ضد مرسي قبل عامين.

وعلى الرغم من حالة عدم اليقين السياسي والعنف الشديد الذي أعقب الإطاحة مرسي، فإن هذه المراكز تقاسمت السلطة معا لأكثر من عامين حتى الآن لسبب رئيسي واحد: أنهم يشتركون في هدف واحد هو تدمير جماعة الإخوان ، والتي هددت مصالحهم بشكل كبير أثناء فترة مرسي والتي استمرت 369 يوم في السلطة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى