كتب : هانى مجدى
تمتد جذور العداوة التاريخية بين الناديين بدأت تنمو بعد جلوس الجنرال الديكتاتور فرانشيسكو فرانكو على سدة الحكم في إسبانيا.
فقد شهد يوم 18 يوليو 1936 انقلاباً عسكرياً قام به القائد العسكري فرانكو على الجبهة الشعبية الحاكمة للبلاد، والتي كانت تتكون من الديموقراطيين و الاشتراكيين، مما أدى إلى اشتعال حرب أهلية بين الجمهوريين في مدينة برشلونة، والقوميين بقيادة فرانكو في مدينة مدريد.
وفور اندلاع الحرب الأهلية التي راح ضحيتها أكثر من نصف مليون إسباني شنّ فرانكو حرباً لاذعة على مدينة كتالونيا ووصفها بأنها “مستوطنة للمجرمين و الأشرار” لأنها كانت تحتضن معظم معارضي حكمه.
فرانكو عاش في الأرض فساداً، واعتقل المحامي الشهير و السياسي المرموق جوسيب سونال عضو اليسار الجمهوري لإقليم كتالونيا ورئيس نادي برشلونة حينها وأعدمه دون محاكمة.
ثم قام بإعدام أشهر شعراء كتالونيا “لوكا ألفاريس” لأنه كان من أشرس معارضي حكمه، بل ووصلت درجة ظلمه إلى قيامه بقصف ملعب “كامب نو” بالصواريخ والقذائف.
حتى الهوية الكتالونية لم تسلم من استبداد فرانكو. فقد أصر على طمسها بعد أن عيّن نائبه “إنريكي بينيرو” رئيساً لبرشلونة، ووجه له التعليمات المشددة بمنع التحدث باللغة الكتالونية ومنع تداول النشيد الوطني الكتالوني –الذي ألّفه ألفاريس- وإلغاء علم كتالونيا. وخلال تلك الفترة اكتسب نادي برشلونة شعار (Més que un club) أو ( أكثر من مجرد نادٍ) بسبب احتضانه للهوية الكتالونية و ومقاومته لاستبداد فرانكو. وعقب وفاة فرانكو صباح يوم 20 نوفمبر 1975 لعب سكرتير عام برشلونة خاومي روسيل و مدير النادي خوان جرانادوس بتمثال مصغر لفرانكو في إشارة إلى أن عصر الظلم و القمع قد ولّى ، وربما يعطيك هذا الموقف السابق نبذة صغيرة عن مدى الكراهية التي تكنّها جماهير برشلونة لطاغية مدريد .