بنيامين …. مـن يــكــو ن ….. ؟ !
يتصادف – وهذا ليس دائما – أن يمتلك مُبدعاً رؤي عديدة و مختلفةً في إبداعاتهِ ، وبكمّ وحجم هذه الإبداعات ، يفترض بعد مسافةٍ ما أن تنحسر هذه الرؤي في خط إبداعي مًميزٌ له ، تُعبر عنهُ ، وتكون عنواناً ثابتاً لهُ ودالةٌ عليه ، غير أن مُبعدُعنّا الذي نحنً بصدد الحديث عنه وعن إبداعاته ، وإلقاء نظرة – نظرة طائرٍ من علو – نجدُ في سيرته الذاتية مساحةٌ بلا اطراف تُنبئنا في عُمقِها ، ان الغوص والسباحة كانتا من ديدنهِ الثابت الذي إنطلق منهِ من بداية هذا العشقً للفن ، والجمال ، ولم تكنّ السباحةِ والغوصِ ترفاُ ينعمُ بهِ ، بل تدريباً وتجريبا ، وبناءاً بعد إلمامٍ وإلتقاطٍ بما تذخرُ بها بحارِ ومحيطاتِ الفن من مدارس ومذاهبِ وتجاربٍ واعلامٍ الخ ، جمع وحصد ، ثم إنتقي ، وقارن ثم رتب في دولابِ ذاكرته ، و وجدانهِ أطناناً من المعلوماتِ التي تمثلُ شرايين ضاخةٌ دائما تتمثلُ في إبداعاتهِ ، وجعل هذا الدولاب المسكون بكل الغرائب والإضافات دولاباً مفتوحاً يأخُذ منهُ ويعيد إليهِ مزيدا مما حصل عليه من النتاجات المُستحدثة في عالم الفن والتشكيل ، فهو دولاب بلا ضُلفٍ ، ورفوفهِ متحركة وطيعةٍ تقبل دائما المزيد ، ومبدعنا كان كريما وغير بخيلٍ ، حريص أن يُضيف ويزيد .
نتوقف قليلاً عند سيرتهِ الذاتية فنقرأ ونعرف أنهُ علي سبيل المثال شارك في اكثر من ( 101 ) مائة و واحد ، معرضاً منفرداً او جماعياً محليا وعربيا وعالمياً حاصدا فيها عديد من الجوائز وشهادت التقدير ، فضلاً عن إعجاب وتقدير المتلقي بتعدد الثقافات و اللغات نقرأ أنه :
” الأسم : عادل بنيامين مرقص
….مواليد حي روض الفرج 1953…..بكالوريوس اكاديمية الفنون الجميلة اليوناردوا دافنشي…د77….عمل جريدة الاهرام….في الميكروفيلم….كبير مهندسي الديكور لعدة شركات ايطالية في مصر روسيتي مصر ايطاليا لاكازا…..
- اول معرض فردي على قارعة الطريق لتقليل الفجوة بين الجمهور والفنان…اللواء حسني شميس امر بحراسة المعرض.رحمه الله عليه…..74……عام 75 علي سور المتحف المصري….اكثر من مليون مشاهد…داخل حديقة الازبكيه…..داخل سجن ليمان طرة….76 77…..معارض عالميه بينالي الرياضة اسبانيا برشلونة الامير خوان كارلوس معرض يقام كل عامين….
- معارض جماعية :
- انتصارات الشباب 73 مبني اللجنة المركزيه الاتحاد الاشتراكي كورنيش النيل….معرض شباب الليوناردو دافنشي…المعادي…معرض السوق الفني باب اللوق….المعرض العام الثامن الاتحاد الاشتراكي……معرض الربيع الخامس عشر….معرض الربيع السادس عشر….معرض الطلائع جمعية محبي الفنون الجميلة….جاردن سيتي…..٧٥…..معرض الطلائع جمعية محبي الفنون الجميلة جاردن سيتي ٧٦….معرض دولي محلي لاكبر فناني مصر معرض الصالون في خمسين عاما لاشهر الفنانين المصريين د بدر الدين ابو غازي….جاردن سيتي….معرض صالون الجمعية الاهلية الثالث فندق المريديان…..معرض صالون الجمعية الاهلية الرابع قصر عائشة فهمي
- جوائز عالمية…بينالي الرياضة اسبانيا برشلونة…د مثال عبد القادر مختار
- جوائز محلية التقديرية معرض الطلائع….الثالثة معرض الطلائع…لقب الابداع واختيار لوحاتي ضمن كبار الفنانين المصريين فى خمسين عاما
- الهيئة العامة للاستعلامات د ممدوح البلتاجي كتيب لي صادر من الهيئة .
من خلال هذا المُقتطع البسيط والموجز من سيرته الذاتية ، نُدرك إِتساع وعمق وثراء مشوارهِ الإبداعي ، وان إبداعاته وتنّوعِها محصلة سنوات من عمره امضاها سابحا وغائصاً في بحار الفن والتشكيل ، تعددت امامهُ الجُزر ، والمرافئ لم يسكن إِحداها ، مر بها ، قضي وقتاً بها خرج من واحدةٍ إلي الأخرة مُحملاً بحصاد فكر وتجارب ورؤي بصرية لمن سبقه إليها ، لم يُرهقه الحملَ علي كتفيه ، فدولاب ذاكرته من البداية مؤهلُ للمزيد من الحصاد المُتميز .
إن إبداعاتهِ في تنوعها ، وتعددِها تعكس إِلمامُ مُمتازُ ليس فحسب بالمدارس والمذاهب الفنية ، لكن ايضاً بعكوفهِ الدائم علي التجريب والتحديث لأدواته وتقنياته ، فما بين اللون كعنصر رئيسي في اعمالهِ نري حرفية عالية في الإستخدام والتوظيف الجيد للدرجة الّلونية بعد إختيارها ، والإستفادة القصوي من مَيزاتِ اللونِ ودرجاتهِ في الإضاءةِ الذاتية كنعصرٍ مُتمم ومشارك مع عناصر العمل الأخري ، نجد أيضاً أن رؤاه الفكرية يجد لها العنصر المناسب لــ ” الرؤية البصرية ” التي يهتم ان تكون وسيلته للحوار مع المُتلقي ، ومرافقته واستمرار دعمهِ المُسْتتر بإرشادتٍ مُتنوعةِ ، و بما يحتاجهُ – المُتلقي – وهو يتجول في مكونات العمل باحثاً عن ما هو مكنونٌ فيهِ من دلالاتٍ فكريةٍ أو جمالية ،
نلحظ بسهولة هذا التنوع المتميز في إستخدام المادة الخام في اعماله ما بين الزيت ، والجواش ، والإكليرك والألوان المائية ،فضلا عن النحت علي الحجر ، والخشب والحرير . الخ ، وايضا ما يضيفه إلي الكولاج بإستخدام تكوينات من العمل نفسهِ كقطع ” كولاجية ” داخل العمل ، وذلك يعنيّ انه بهذا التعدد للخامات التي يستخدمها وفهمهِ للخصائص لكلٍ منها ، وإجادة إخضاع هذه المواصفاتها والخصائِصُ الذاتية للخامة والتوظيف المهاري لها ، الذي يكادُ يبلُغُ بهِ مبلغَ الحرفية الرائعةُ في أعماله ن نتيقن أنه مَلك ادواته وتقنياتهُ الخاصة وعبر بها إلي ساحةِ إبداعاتهِ بنجاحٍ بل بتفوقٍ رائع .
لمّحنا إلي فيما سبق إلي شيئينِ هامينٍ لا يجب ان نغفل عنهما ، وهما ” الرؤية الفكرية ، والرؤية البصرية ” في أعمالهِ ذلك ان ما ذكرناه عن ادواته ، وخاماتهِ ، وتجاربهِ فإن هذين البعدين هما موضع وبؤرة الإشعاع الرئيسة في مُجمل إبداعاته وهما اللذان حققا له حصاده من التقدير بشهاداتٍ ودروعٍ ، ومنشتات إعلامية في الصحافة ، و وسائط المديا والتواصال القديمة والحديثة التي نرفق بعضها فقط للتأكيد علي هذه الملاحظة الجديرة بالتنويه عنها .
يبقي قبل إختتام هذه السطورِ ان اضيف ان فناننا المُبدع عادل بنيامين مرقص في رحلته وسباحته وغوصه في بحارِ الفن والجمال ، كانت ولا زالت للكلمة سِحرُها ، و وقعِها الجمالي عليه ، فا قترب منها متذوقا ومستنشقاً لعطرها ، فاصابه منها ما اصابهُ ، لم يدخلتماما ردهة الشعراء ، وإن كان واقفا علي بابها ، يكتب القصيدة علي إستحياءٍ وهذا نموذجا ، قد يدفعُه نشر هذا المقطع أ ن يدّلف بقوةٍ إلي ردهة الشعراء .
” إصغي إلي يا اجمل عرس
قبل حبك لي
كنت آلة لتروس
بأجمل نسمةِ
وبأرقِ كلمةِ
مسحتي عذابَ سنين عقمٍ
أنت كرمة تعطي بسخاء
والآخذُ منك يُعلمُ
الكبرياء
أنت ملكُ من السماء
أم نجم سابحٌ
يلمعُ في الماء
الدرُ والذهبِ والعقيقُ والياقوتِ
كلُهمٌ ، كا النقيق
لا تعدلُ في أي ميزانِ
أنت في الربيع
فراشةً لا تطير ُ
في ضوء النهارِ
وفي الليلِ
تجوبي الكون
راقصةٍ
ما سألتُ عنك
إلا وقالوا
ليس لك، كا القمرِ والشمسِ
عنوانٍ .. !
عادل بنيامين
ســيــد جــمــعــه ســيــد
ناقد تشكيلي واديب
3 / 2/ 2018 م
F : CEALSAYEDJOMHA .