أخبار عاجلةالأدب و الأدباء

الناقد الفنى والأديب سيد جمعه يترك الحب فوق هضبة الفيس بوك ويذهب للمداعبات الشيطانيه

احجز مساحتك الاعلانية

رؤيه نقديه للناقد الفنى والأديب سيد جمعه حول الحب فوق هضبة الفيس بوك ورواية مداعبات شيطانيه لأحمد فتحى رزق

العمل الصحفي يبقي في كثيرٍ من الأحيان بعضا من مصادر الإبداعات لبعضِ الصحفيين ، ولقد حفظت لنا قوائم المبدعين بعضا من اسماء صحفيين ، كان العمل الصحفي مصدرهم الرئيسي لبعض إبداعاتهم ، نذكر منهم علي سبيل المثال – مع حفظ الالقاب – محمد التابعي ، مصطفي امين ، إحسان عبد القدوس وغيرهم كثيرين بل إن كاتباً صحفيا والذي يفتخر ويشير إلي نفسه بمسمي ” جورنالجي ” مع إحتفظه بلقب لا ينازعهُ عليه احد ” الأستاذ ” ، قالو عنه – لو لم تشغلهُ السياسة – لكان اديباً بقامة هيمنجواي أو ديستوفسكي أو غيرهم منْ مبدعي الرواية أو القصةِ . ذلك أن منْ يملك من البداية القُدرة علي الإلتقاط ثم التعبيرِ والوصف لِما إلتقطت بصيرتهِ ، فإن الصحافة بمجالتها المختلفة تُهيئُ له فضاءاً رحباً لموضوعاتِ ومادةٍ خام تَصلحُ لبدياتِ روايةٍ او قصةٍ .

ابدأ بهذه المقدمة حديثي عن الصحفي , احمد فتحي رزق ، وعن إصدارين صدرا لهُ

وهما : ( الحب فوق هضبة الفيس بوك ” قصص ” & مداعبات شيطانية ” رواية ” )

احمد فتحي رزق … فضلا عن انه يملكُ – كصحفي – مقدرةٍ لغوية تعبيرية تدعمُ مقدرتهِ علي السردِ ، وصفاً وتحليلاً ، وجذبا للمتلقي ، والإبقاء عليه مشدوداً بتوفير عناصر من الغموضِ ، والتشويق حتي نهاية العملِ ، فإنه ايضاً ومن خلال حرفيتهُ و مهنيتِه ، يجدُ في الفضاء الذي تحدثنا عنهُ – فضاء الصحافة – يجدُ مساحة واسعةٍ وبلا نهايات ، لموضوعاتِ مختلفة يستطيعُ من خلالِها إبراز كمّ هائلِ من المشاعر ، والسلوكيات ، ونماذج إنسانية متعددة تنضحُ بخيرٍ أو شرِ هو حصيلة تجارب أو مبررات أو موروثاتٍ ثقافية قديمة . هذا عن الشق الشخصي والمهني الذي يُقدمُ لنا الكاتب في عمليه المذكورينِ اعلاه ففي مجموعته القصصية ” الحب فوق هضبةِ الفيس بوك ” يلتقط بحسه الصحفي موضوعات هذا الإصدار ، حيثُ نجدُ نماذج نمرُ بها أو تمرُ علينا – قراءةٍ او سمعاً أو حتي مشاهدةٍ – يلتقها بعين الكاتب لا الصحفي ، ويُعيد صياغتها ادبياً حاشدا لها وفيها ” بعضا” من اسس القصة القصيرة و أهما الإيجاز في العرض ، فهو لا يهتم بالأشخاصِ أوحتي الحدثِ ذاتهُ ، بقدرِ ما يحرصُ علي وصف ” الحالة ” امام المُتلقي ، ويدفعُ المُتلقي إلي أن يشحذ فكره وراء أسباب هذه الحالة والنتائج المتوقعة لها ، فالكاتب هنا ليس مُعالجا بقدرِ ما هو ” مُشخصٌ ” للحالة وأعراضها ، وبهذه القدراتِ ، ومن هذا الفضاء الصحفي يقدمٌ لنا بإجادة مجموعته القصصية ، وإن غَلب عليها الأسلوب الصحفي . نأتي للإصدارة الثانية التي بين أيدينا وهي عمل روائي ، يحملُ اسم ” مداعبات شيطانية ” – اعرف ان لهُ إصدارتٍ تحت الطبع – ، في هذا العمل الروائي الذي قال في المقدمة عنه : ” تتمثــل أحــداث الروايــة في التمســك ببعــض الخرافــات والأســاطير دون إمعــان النظــر في طبيعــة المشــكلة، أو مغافلــة النفــس عــن الســير نحــو الأخـذ بالأسـباب كـا أمرنـا الله نعالي وسـنن الحيـاة الكونيــة. والشـخوص تتعـدد في أزمنـة مختلفـة متـذ عقـود طويلــة رغــم الشــعور بتطــور الأحــداث المتســارع. ومتابعــة الأحــداث السياســية بعيــدا عــن صلــب وجوهــر االموضــوع، والتــى أرغمــت بطــل روايتنــا عــى التصديــق بوجــود الخرافــة ومحاولــة مســايرتها وفــق مصالحــه خوفــا مــن الخــروج عــى هامــش المجتمــع دون تحقيــق أيــة أهــداف مــن الحيــاة. ” من خلال هذه المُقدمة سنجدُ انفسنا مع ” حــســن ” المُتجرعٌ لنصيب ٍ وافرٍ من الخرافات والأساطيرالتي تمحو كل الخيارات الحرة امامه ، بل في عبثية غير مُبررةٍ يسعي لتحقيق هذه الخُرافاتِ والأساطير كأنه مُنومٌ مغناطيسياً أو مسلوب الإرادةِ ففي كثير ، بل في كل الاحيانِ يَلغيّ ” المعقولية والمنطقية ” ويكون خيارهُ عكسي للصحيحُ تماماً ، والكاتب في الرواية لا نراه مطلقاً ، فقط هو يتتعبهُ ويأخنا معهُ وراءهُ ، لنرصد نحن والكاتب مسارت الأساطير والخرافات التي لا زات تسكنُ ثقافات بعض البيئاتِ ، حتي لو كانت وسط جُذرٍ ثقافية مختلفة تحيطُ بها ونالها شيئُ من التنويرِأوالتفتحِ ، فلا زالت هذه الجُذرِ موجودة ومسكونةٍ ، وتعيشُ بيننا ، وهذا ربما ما حرص الكاتب ان يُلفتُ نظرنا إليهِ ، و هذا الخطر الكامنِ ، من خلال هذه الإصدارة ، لذا سنري بعض عناصر الرواية غير موجود بقوة فَتتبعِ الحالة كما ذكرنا جعله وجعلنا لا نعرفُ بدقةٍ التكوين الذاتي والنفسي لهذه ” الشخصية ” النافرةِ من الوعيّ ، فنُتابعُها في قفزها ” اللاواعي ” إلي المجهولِ لها ، ودون أن تخشاهُ ، كأنها جرادةٍ خارج ” السرب ” . الرواية مليئةٌ بأحداثٍ ، وشخصياتٍ بطبيعةِ الحال غير سويةِ أتي بها الكاتب لإكمال عناصر البيئة التي تدور خلاها و وسطها الرواية دعماً وتاكيداً لِمضمونها ، وبعضها أري انه لا ضرورة منهُ والإستغناءِ عنه لا يُنقص من العملِ شيئاً كذلك بعضِ الفقرات المُتعلقة بالجنس والشذوذ أري ان تُسقط من الطبعةِ الثانية . اشعر ان الكاتب اصاب النسبة الأكبرِالتي بدأنا بها مقالنا ، أن العمل الصحفي وحرفية المُمتهن لهُ ، يجد نهرا فياضاً ولا ينضبُ من إحداث وشخصيات تحقق لِمن يلتقط بحنكةٍ ودرايةٍ مادةٍ خصبةٍ للإبداع القصصي والروائي .

ســيــد جــمــعــه ســيــد ناقد تشكيلي واديب 9 / 4 / 2018 م

احمد فتحي رزق

المشرف العام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى