أخبار مصراخبار عربية وعالميةالأدب و الأدباءالتقارير والتحقيقاتالثقافةتوك شوحصرى لــ"العالم الحر"مقالات واراءمنوعات ومجتمع
الناقد الفنى سيد جمعة و أعمال الفنان صاحب كاظم بين و خارج المدارس والمذاهب الفنية
” عادة لا أميلُ لتوصيف العمل الفني إلي مدارس أو مذاهب ، فهما – المدارس والمذاهب – في ظني تأريخاً للفنِ وليست بواباتٍ للإبداعِ .. “
ســ جــ
هذه العبارة ، كانت ردا لسؤالٍ من المُبدع العراقي / صاحب كاظم ، عندما سألني عن توصيف لإحدي لوحاتهُ .
فناننا القدير / صاحب كاظم .. ومن خلال اعمالهِ – ومرفق نماذج لبعضٍ منها – قد يَصعبُ توصيف إحداها لمدرسةٍ او مذهبٍ ما ، بقدرما يصعبُ لأي مدرسةٍ هو عاشقٌ او يحاول أن يمضي علي منوالِها ، أو هو مُتبعٌ لها .
فهو بصورة ما – إن صح التعبير- موسوعي وبانورامي الرؤي الفكرية والبصرية ، غير اننا نلمسُ بوضوحٍ قدراتهِ وفهمهُ للتأثيرات اللونية في تضادُها أو تباينِها ودرجاتُها المتقاربة أو حتي المُتباعدة وإنعكساتِ ذلك في خلق دلالاتٍ موازية لعنصر اللون نفسهِ علي التكوين المُختار والموزع بحساباتٍ في فضاء اللوحةِ ، إن هذه القدرة التي تقرب من الإحترافية ، تُتيحُ لنا وللمتلقي بحسب تحصيلهُ وإستيعابهِ لفنون الرؤية البصرية .
و كما يقول “بابلو بيكاسو ” ( إن العمل الفني يجب أن يُنتج رد فعلٍ قوي عند المُتلقي ، يدفعهُ هو ايضا لأن يبدأُ الإبداع ) ..
سنجد في تنوع موضوعات فناننا ، التي تعكس ابعاداً فكرية من واقع تحصيله البصري ، فنري الغيبيات ، او ” الميتافيزيقا ” أ و الموروثات الثقافية عقائدية او غير عقائدية ، يَتخِذُها أحياناً عنصراً اساسياً في تكويناتهِ بصفةٍ عامة ، وبها ومن خِلالِها يقودنا – كما قال بيكاسو – إلي موقف المُتفاعل الجاد والمُنقب عن دلالات تُعضد فكرة وجود ” كامنِ ما ” في اللوحة ، وعلينا ان نجدهُ من خلال بعضٍ من العناصر كا اللون أو الفراغات أو الأيقونات المعروفة أو الرموز المُستحدثةِ و التي يجيدُ مُبدعنا نثرها ويوزعُها بإحترافية ودقةٍ غير عصيةٍ في الوصول إليها مهما كانت او إختلفت القدرات الإدراكية للمتلقي .
من خِلالِ ما ذكرنا أو اشرنا إليهِ بصورة عاجلةٍ ، يتبينُ لنا أن الفنان فضلاً عن تمكنهُ الإحترافي من أدواتهِ وإجادة توظيفها مجتمعةٍ او منفردةٍ في كل العناصر المعروفة في اللوحة ، وأيضا في إختيار مكونات العملِ نفسهِ ليأتي التكوين مكتملاً و متسقاً مع رؤيتهِ الفكرية و بصورةٍ داعمة وجاذبة للمتلقي ، وهذا كلهِ او بعضهِ إن أدهشنا من اللحظةِ الإولي ، فإنه بالتأكيد سيشحذُ فكرنا في اللحظةٍ التالية ، مما يؤكد أن مُبدعنا / صاحب كاظم ، لهُ مساحةٍ مميزة بين مٌبدعي العراق الواعدون بحملِ رايةِ عراقنا الجديد المتميز دوما في فنون الكلمة والصورة .
ســيــد جــمــعــه ســيــد
ناقد تشكيلي واديب
22 / 9 / 2018 م