أخبار عالميةأخبار مصرأهم الاخباراخبار عربية وعالميةالأدب و الأدباءالثقافةتوك شوحصرى لــ"العالم الحر"شاهدت لكعالم الفن

الناقد التشكيلي والأديب سيد جمعة يكتب , اللامرئي في ” ع الرملة ” معرض الفنان / ابراهيم شلبي

" الفن لا يكرر المرئي ، ولكنه يجعلهُ مرئيا ً " بول كلي 1879 – 1946 م

احجز مساحتك الاعلانية

قد يتذكر رواد معرض ” ع الرملة ” للفنان المُبدع دوما / ابراهيم شلبي وكذلك عُشاق الفن وقارئِ تاريخهُ و مدارسهِ الكلاسيكية ، هذه العبارة بصورةٍ أو أخري ، فعدد اللوحات بهذا المعرض تبلغُ ثمانون لوحةٍ من اجمالي

مائة واربعون لوحةٍ تحت هذا الإسم ” ع الرملة ” . لقد أعتدل الفنان في وقفتهِ امام الطبيعة مُمثلةٌ في البحرِ والشمسِ والهواءِ ، وأمد البصر بعيداً حيثُ اللانهاية ، و وحيثُ يتلامس طرفا السماءِ والبحرِ في عناقٍ مُتكرر ، ليقتنصهُ الفنان ، ثم ينحني إنحناءة – الفنان – ليلتقطُ بعينِ الفنانِ وخبرتهِ المرئي من كم المشاهدِ المُتعددة ، للإنسان وهو يلهو ، ويرتعُ ، ويعبثُ في حنوٍ وشقاوةٍ وحركاتٍ ، مُقتنصا رضا الطبيعةِ بحراً وشمساً وهواء ، لكنّ عين الفنان وكما قال – بول كلي – لا تكرر المرئيِ ، لكنهُ يجعل هذا المرئي و المعروفِ والمألوفِ لنا مشاهدتهِ لتكرارهِ – الفنان إبراهيم شلبي – يُضيف بعين وريشة الفنان إلي هذا المرئي ما هو غيرمرئيٍ ، أو بمعني اخر يجعلُ ويقربُ إلينا غير المُدرك لِيحقق لنا مع المُتعةِ البصرية ، مُتعة إدارك ما في اللوحة من مكنونٍ يسعي إليهِ المُبدع دوماً . إن حركات الأطفال والصغارِ وحتي الكبارِ علي البحرِ ، لا تُمثل فقط لحظات مرحٍ ولهوٍ ، وشقاوة ، فالرملِ والبحر ِ والشمسِ و الهواءِ ، او لنقل الطبيعة في سكوُنِها وحنوِها علي البشر ، تُمثل فضاءاً ثريا ومُتسعاً بلا نهاياتٍ لترتعُ فيهِ كوامن النفسِ البشرية ، وتخرجُ من أسرها المقيد بالقيودِ المجتمعية والبيئية ، ويبدأ التحرر في خلعِ كلِ مُقيدٌ لها وأولها الملابس ، يتلوها الحركة العفوية والتلقائية بلا أدني حِسابٍ أو إحتسابٍ للغيرِ، والبسمةِ تتحول لضحكةٍ عالية ، والمشي لركضٍ ، وَتشابكُ الأيدي يَصيرُ إحتضانٌ برئٌ ، ببساطة يتحرر السجين داخل كل إنسان ٍمن كل قيدٍ مادي او معنوي كأنه يتماهي مع حبات الرمال وامواج البحرِ ، واشعةِ الشمسِ ، ونسماتِ الهواءِ ، ليحلُ كل منهم في الأخر ، ذلك الحلول الذي تحدثنا به بعض الأساطير والحكايات من الموروث الفكري والحضاري القديم . هذا بعضٌ من اللامرئي الذي إلتقطه الفنان ، وجسدتهُ الوانهُ و ضرباتِ فرشاتُه أ وسكين معجونهِ وبتقنية رفيعة المستوي ، حيث خبطات و تتشات فرشاته علي سطح اللوحة تؤكد حرفية ومهارية راقية ، فعنصر إستخدام الألوان علي البحر يكادُ يكون محدوداً ، فهما الّلونانِ الأبيض والأزرق وثالثهما درجات إنحسار أو إنكسار لون الشمس ، و قد يلحقُ بهما أحيانا الوانِ ما علي الإجسادِ من الملابس من الوانٍ محدودةٍ من عنصرِ الألونِ ، وهنا تتأكد حرفية ومهارة الفنا ن ، حيثُ يقدم لنا لوحةٍ بصرية بالدرجةِ الأُولي تتوازي مع المُدركات الفكرية التي قد يَبحثُ عنها المُتلقي بين مكوناتِ اللوحةِ. إن الثمانون لوحةٍ بل المائةِ واربعين من لوحاتِ ” ع الرملة ” تُمثلُ بعضُ ما ذكرنا سواء عن المتعةِ البصرية ، او بعضٌ مما هو كامن فيها مِن مُدركاتٍ غير مرئية . ســيــد جــمــعــه ســيــد ناقد تشكيلي واديب 8 / 1 / 2019 م

احمد فتحي رزق

المشرف العام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى