بقلم / سعيد الشربينى
لقد اصيب القلم بحالة من الاعياء الشديد بل برحت به العلة واصبح يأن من شدة الالام.
فكل حرف نكتب به لكم هو بمثابة الدمع المنهمر من العيون والدماء التى تنذف من القلوب حزنآ على فلذات اكبادنا ابناء مصر الابرار شهداء الوطن من خيرة شباب مصر وعيونها الساهرة .
ولا نملك الا أن ندعوا لهم بالرحمة وأن يتقبلهم الله فى الفردوس الاعلى . لهم الخلود ولنا الفناء .
سيادة الرئيس : اسمحوا لى هذه المرة أن اتكلم معكم دون مقدمات أو تزيين . فالحدث جلل واليم حقآ ولكن دعنا نبحث فى الاسباب التى مازلنا نتجاهلها بل ونكابر ولا نسمع الا اصواتنا دون الاخذ بالمشورة والرأى والرأى الآخر والتى لانجنى من ورائها الا سلسلة من الدماء الطاهرة التى لاتتوقف منذ يناير المنصرم وحتى الآن .
بداية بحوادث القطارات والطرق وما يحدث فى سيناء والعريش نهاية بمجزرة الواحات ناهيك عن حالة الاحتقان التى ملأت صدور الكثيرين من ابناء الشعب نتيجة الظروف الاجتماعية والاقتصادية القاسية وسوء الكثير من مؤسسات الدولة
فما تمر به مصر الآن وشعبها لن يحدث من قبل عبر التاريخ بل يعد من سقط من ابنائها الشرفاء الاطهار يفوق اعداد من سقطوا دفاعآ عنها منذ عام 1967.
نعم نعلم جميعآ بأننا فى حالة حرب ضروس على كافة الجبهات . نعلم أنها حرب وجود نخوضها جميعآ .
نعلم بأن العالم الآن يكالب علينا من أجل ايقافنا عن مسيرة البناء والتقدم . ولكن الا ترى معى بأن هذه الحكومة ليست هى المناسبة فى هذه الظروف الحرجة التى تمر بها البلاد ؟
فمنذ أن آتت ونحن لانحصد من ورائها الا الكوارث والمصائب والابتلاءات سواء على الصعيد الداخلى أو الخارجى أو الآمنى فلن تآتى بجديد بل اتسعت معها رقعة الفساد والافساد . على الرغم من أننا ناشدنا وكل الاقلام الوطنية التى ترى الواقع الاليم بعدم التمسك بها وتغيرها والمجئ بحكومة حرب تمتلك من الخبرات والرؤى ما يحقق لمصر وشعبها النجاح ويحفظ لها سلامة ابنائها .
ولكن نراكم تتمسكون ونحترم ذلك . ولكن ايضآ نراى انفسنا الخاسرون ولا نملك .!!
وسؤالى هنا كمواطن مصرى : كم من اخفاقات حققتها وزارة الداخلية بداية من الاعتداء على الكنائس والتجاوزات فى حق الشعب و التى نبررها بأنها فردية نهاية بهذه المجزرة المؤلمة لنا جميعآ والتى حولت الكثير من البيوت المصرية مثل القبور لاتسمع فيها غير العويل والبكاء حزنآ على فلذات اكبادهم .
ما حدث لا يحتاج منا الى اطلاق شعارات جوفاء نحصد بعدها العديد من الكوارث بل يحتاج منا الى نظرة واقعية منطقية والبحث بعين ثاقبة فى الاسباب والدوافع التى ادت الى ذلك كى لايتكرر فنقطة الدم التى تسيل لايساويها مالآ ولا كلمات ولا شعارات فمصر وابنائها اغلى من الدنيا وما فيها .
ان البناء والاعمار الذى نحن بصدده الآن ليس بجديد فكم بنينا عبر العصور من طرق وكبارى ومصانع ومنشآت ومساكن ومدارس وشققنا القنوات فهذا آمر طبيعى ومفروض علينا جميعآ .
ولكن الغير طبيعى هو غياب الآمن والآمان لمصر وأبنائها
فنحن جميعآ مسؤلون أمام الله عن كل قطرة دم أو روح تزهق دون أن نوفر لها الحماية ونعمل على آمنها .
هذا الحدث الجلل يجعلنا الآن أن نعيد حساباتنا ونبحث فى كافة الملفات ونعمل على تطهير المؤسسات ونآتى بحكومة قادرة تملك من الفكر والرؤى ما يحقق لمصر وابنائها الآمن والآمان والخير والنماء . علينا أن نبتعد عن البحث عن المبررات ونمحوا قاموس الشماعة من حياتنا وننظر الى الواقع من حولنا كى نستطيع أن نعبر هذه المرحلة الفارقة فى عمر الوطن .
ابحث سيدى الرئيس : داخل كل المؤسسات عن الخونة والعملاء عبدة الدولار با ئعى الاوطان . وابحث ايضآ عن حكومة تكون لديها القدرة لحماية المصريين . فمصر آمانة . شعبآ وجيشآ وشرطة .
سوف نسأل امام الله يوم لاينفع فيه مالآ ولا بنون .
معذرة سيدى فليس قلمى الذى يكتب بل بكاء امهات الشهداء وعويل زاويهم وشديد حزن والالام الشعب المصرى .
أعانكم الله وسدد خطاكم وحمى مصر وشعبها وجيشها من كل مكروه وسوء ورحم الله شهدائنا وادخلهم فسيح جناته والهمنا والهم ذويهم الصبر والسلوان .. آمين يارب العالمين