تهلُ علينا هذه الأيام المباركة تحمل بين طياتها ذكرى ميلاد أعظم خلق الله أجمعين ، السراج المنير علم الهدى شفيع الأنام سيدي وحبيبي المصطفى صلوات ربّ وسلامه عليه . وفيما يتعلّق بمسألة الإحتفال والإحتفاء بهذه المناسبة العظمية أقول : قد احتفل السلف الصالح من صفوة العلماء بخاتم الانبياء والمرسلين وسيد الغر المحُجلين . وفيه قال شهاب الدين أحمد بن حجر الهيتمي: قال أبوبكر الصديق رضي الله عنه من أنفق درهما علي قرآءة مولد النبي صل الله عليه وسلم كان رفيقي في الجنة.
وقال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه : من عظم مولد النبي صل الله عليه وسلم فقد أحيا الاسلام.
وقال سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه : من أنفق درهما علي قرآءة مولد النبي صل الله عليه وسلم فكانما شهد غزوة بدر وحنين.
وقال سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم الله وجه : من عظم مولد النبي صل الله عليه و سلم وكان سببا لقرآءته لايخرج من الدنيا الا بالإيمان ويدخل الجنة بغير حساب.
وقال الإمام الحسن البصري رحمه الله: وددت لو كان لي مثل جبل احد ذهبا فانفقته علي قرآءة مولد النبي صل الله عليه وسلم.
وقال معروف الكرخي قدس الله سره: من هيأ طعاما لاجل قرآءة مولد النبي صل الله عليه وسلم وجمع إخوانا واوقد سراجاً ولبس جديداً وتبخر وتعطر تعظيماً لمولد النبي صلي الله عليه وسلم حشره الله يوم القيامة مع الفرقة الأولى من النبيين وكان في أعلى عليين.
وقال الامام الشافعي رحمه الله: من جمع لمولد النبي صل الله عليه وسلم اخواناً وهيأ طعاماً واخلى مكاناً وعمل احساناً وصار سببا لقرآءته بعثه الله يوم القيامة مع الصديقين والشهداء والصالحين ويكون في جنات النعيم.
وقال السري السقطي قدس الله سره: من قصد موضعاً يقرأ فيه مولد النبي صل الله عليه وسلم فقد قصد روضة من رياض الجنة لانه ما قصد ذلك الموضع الا لمحبته النبي صل الله عليه وسلم وقد قال صل الله عليه وسلم من أحبني كان معي في الجنة.
قال الامام السيوطي: ما من مسلم قرأ في بيته مولد النبي صل الله عليه وسلم الا رفع الله سبحانه وتعالي القحط والوبا والحرق والغرق والآفات والبليات والبغض والحسد وعين السوء واللصوص عن اهل ذلك البيت فاذا مات هون الله عليه جواب منكر ونكير ويكون في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
قال إبن الجوزي: من خواصه أنه أمان في ذلك العام وبشرى عاجله بنيل البغية والمرام.
وقد قال شهاب الدين احمد ابن حجر الهيتمي رحمه الله: من اراد تعظيم مولد النبي صل الله عليه وسلم يكفيه هذا القدر ومن لم يكن عنده تعظيم مولد النبي صلي الله عليه وسلم لو ملأت له الدنيا في مدحه لم يحرك قلبه في المحبة له. صل الله عليه وسلم.
* راجع المكتبة الإسلامة . * المكتبة العامة – إحياء السنة المحمدية .
