المناظره التي اشار لها الرئيس السيسي في الندوة التثقيفية الاخيرة متتابع، بين اللواء اح دكتور سمير فرج و بين اريل شارون جنرال اسرائيلى قائد عملية الغزالة
ورئيس وزراء إسرائيل السابق والتي نظمتها قناة ال BBC
على لسان اللواء سمير فرج / من مقاله في المصري اليوم “مناظرتي مع الجنرال
قامت قناة BBC البريطانية عام 1975 بدعوتي لعمل مناظرة علمية مع الجنرال الإسرائيلي شارون قائد القوات الإسرائيلية في معركة ثغرة الدفرسوار غرب قناة السويس.
وقام بالتحكيم على هذه المناظرة أساتذة من المعهد للدراسات الإستراتيجية في لندن The International Institute for Strategic Studies أو IISS، حيث كان هذا المركز يجمع خيرة الباحثين العسكريين في مجال الإستراتيجية والأمن القومي في العالم.
وكانت إصداراته السنوية من المراجع العلمية يعتمد عليها الباحثين العسكريين في العالم كله.
وكنت في هذا العام طالب في كلية كمبرلي الملكية بإنجلترا، وهى كلية من أعرق وأقدم كليات القادة والأركان في العالم.
وكانت مصر قد أوقفت إرسال مبعوثيها لهذه الكلية منذ أزمة السويس عام 1956.
وبعد عشرين عاماً كنت أول دارس مصري يلتحق بهذه الكلية لمدة عام كامل.
وكان الجنرال آرييل شارون أيضاً من خريجي هذه الكلية مع إسحاق رابين وبن إليعازر وتال وجونين وغيرهم من القادة العسكريين في إسرائيل.
ولقد استمرت المناظرة بيننا لمدة ساعة ونصف على الهواء مباشرة..
تضمنت الساعة الأولى تسجيلات خارجية معي ومع الجنرال شارون، عرضت فيها خطة القوات المصرية في اقتحام قناة السويس، وكيف نجح الجيش المصري في اقتحام أكبر مانع مائي في التاريخ وسقوط خط بارليف.
وقد ركزت على أن يكون عرض التخطيط المصري وإدارة القتال لحرب أكتوبر 1973 متسماً بالوضوح والدقة والصدق..
معتمداً على النجاح الأسطوري من وجهة نظر كل المراكز والمؤسسات العسكرية في العالم لما قام به الجيش المصري في مجال الفكر والتخطيط وإدارة العمليات العسكرية على ضفاف قناة السويس.
على الرغم من أن كل تقارير معاهد الدراسات الإستراتيجية قبل أكتوبر كانت تؤكد استحالة قيام مصر بأى عمل عسكري شامل وخاصة اقتحام أكبر وأقوى مانع في التاريخ.
وعندما بدأت بشرح خطة العبور المصرية واقتحام خط بارليف.. ركزت تماما على أن التخطيط للعملية الهجومية لاقتحام خط بارليف وعبور القناة كان تخطيطاً مصرياً خالصاً نابعاً عن الفكر العسكري المصري.
وأنه قد تم بعد خبرات طويلة في حرب الاستنزاف وتدريبات شاقة على عمليات العبور في دلتا نهر النيل لمدة 5 سنوات كاملة من عمر حرب الاستنزاف بعد أن استكمل الجيش المصري معداته وأسلحته التي فقدها في حرب 1967.
ولقد جاء السؤال سريعاً ومباغتاً من أساتذة معهد الدراسات الاستراتيجية على الهواء مباشرة..
كيف كان التخطيط مصرياً والذى رأيناه أنكم التزمتم بتكتيكات وأساليب القتال في العقيدة السوفيتية عن أعماق المهام القتالية كالمهمة المباشرة والمهمة التالية؟
ولحسن الحظ عرضت محطة BBC صورة لميدان القتال – اعتبرته انفرادا في هذا الوقت – وقد حصلت عليه من الولايات المتحدة الأمريكية.
لذلك أشرت إلى الخط الذي وصلت إليه القوات المصرية شرق القناة في رأس الكوبرى من فرق المشاة المصرية الخمس، وأوضحت لهم أن هذه الخطوط التي وصلت إليها قوات رأس الكوبرى لم تكن مبنية على أساس أعماق المهام كما في العقيدة السوفيتية، وإنما تم التخطيط لها على أساس مدى حماية خط حائط الصواريخ للدفاع الجوى غرب القناة.
فهناك بطاريات للصواريخ في الأمام وأخرى في الخلف اختلفت مواقعها حسب طبيعة الأرض في البر الغربي.
الأمر الذي أدى إلى ألا تتعدى القوات المصرية في رأس الكوبرى خط حماية حائط الصواريخ، مما أدى إلى حرمان القوات الجوية الإسرائيلية من التدخل نهائياً بأى أعمال قتالية ضد قوات رأس الكوبري المصرية شرق قناة السويس.
وكان خير دليل على ذلك الأوامر الصريحة الواضحة التي صدرت من قائد القوات الجوية الإسرائيلية لقواته الجوية يوم 6 أكتوبر فور عبور قواتنا قناة السويس بعدم الاقتراب من قناة السويس لمسافة 15 كيلومترا.. والتي كانت بالطبع مسافة عمل وتغطية حائط الصواريخ المصري.
ومن هذا المنطلق تم حرمان الذراع الطويلة للجيش الإسرائيلي «قواته الجوية» من العمل ضد القوات المصرية طوال عملية اقتحام قناة السويس وانشاء رؤوس الكباري.
وهو ما قال عنه الخبراء العسكريون في العالم آنذاك أن المصريين قد طبقوا مبدأ جديداً في أشكال عمليات القوات الجوية وهو تحييد القوات الجوية المعادية «Neutralizing Enemy Air Force»، وهو أسلوب لم يكن مطبقاً من قبل.
ولقد عرضت خطة العبور واقتحام خط بارليف بالتفصيل، وكيف أن القوات المسلحة المصرية اقتحمت قناة السويس بخمس فرق مشاة مترجلة على مواجهة واسعة، وأن ذلك القرار أربك حسابات وتقديرات القوات الإسرائيلية.
حيث وقفت الاحتياطيات المدرعة الإسرائيلية عاجزة عن القيام بالهجمات المضادة ضد قوات رؤوس الكباري المصرية في انتظار تحديد المجهود الرئيسي لهذه القوات، وذلك طبقاً لخطة الدفاع المتحرك التي كانت إسرائيل تطبقها للدفاع عن سيناء.
وأشرت إلى أن خطة الدفاع الإسرائيلية التي اعتمدت على نقاط خط بارليف القوية ومعها احتياطيات على أعماق متعددة قد فقدت الاتزان الدفاعي ووقفت عاجزة أمام مفاجأة هجوم الخمس فرق على مواجهة واسعة، وعدم قدرة القوات الجوية الإسرائيلية على تقديم أي معاونة للاحتياطيات المدرعة الإسرائيلية.
وعندما قامت الاحتياطيات الإسرائيلية لخط بارليف بالهجمات المضادة كانت ضعيفة ومبعثرة وتحطمت أمام الخطة الرائعة المضادة للدبابات التي نفذتها لأول مرة في التاريخ عناصر مشاة مترجلة دون دعم من دبابات التعاون الوثيق التي لم تصل لرؤوس الكباري إلا في اليوم التالي بعد تشغيل الكباري.
وجاء تعليق أساتذة معهد الدراسات الاستراتيجية.. أن توقف القوات المصرية وتعزيز رؤوس الكبارى تحت مظلة صواريخ الدفاع