أخبار إيرانأهم الاخبار

المقاومة الإيرانية الديمقراطية تدعو إلى موقف أكثر صرامة ضد النظام الإيراني

احجز مساحتك الاعلانية

في مقال نشره موقع Townhall، تناول البروفيسور إيفان ساشا شيهان، المدير التنفيذي القادم لكلية الشؤون العامة والدولية في جامعة بالتيمور، النضال المستمر للشعب الإيراني من أجل الديمقراطية، داعيًا الغرب إلى تبني موقف أكثر صرامة ضد النظام الديني الحاكم. شيهان، الذي شغل على مدار السنوات الثماني الماضية منصب مدير برامج الدراسات العليا في الشؤون العالمية والأمن الإنساني وإدارة النزاعات والتفاوض، يُعتبر من أبرز الأكاديميين المؤثرين في تشكيل رؤية واشنطن بشأن مستقبل الديمقراطية في إيران. وهو أيضًا مؤلف لأكثر من خمسين مقالًا في الصحف الأكاديمية ووسائل الإعلام البارزة، حيث يركز على قضايا الإرهاب ومكافحة الإرهاب والتغيير السياسي في إيران.

مظاهرة ضخمة في باريس ترسل رسالة واضحة

يستهل شيهان مقاله بالإشارة إلى الذكرى السنوية للثورة الإيرانية عام 1979، مشيرًا إلى أن هذه الحركة، التي انطلقت بحثًا عن الحرية والعدالة، “اختُطفت من قبل المتطرفين” الذين أسسوا “نظامًا دينيًا في قلب الشرق الأوسط.” وعلى الرغم من ذلك، يؤكد أن الإيرانيين لا يزالون متمسكين بطموحهم في تحقيق الديمقراطية، وهو ما تجلى في التظاهرة الحاشدة التي شهدتها باريس في 8 فبراير، حيث اجتمع ما يقرب من 20,000 إيراني تحت شعار: “نحو جمهورية ديمقراطية.. لا لنظام الشاه ولا لنظام الملالي.”

وقد حملت التظاهرة، التي نظمها المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (NCRI)، رسالة واضحة: “بعد ما يقرب من نصف قرن من المعاناة تحت حكم الملالي، يقف الشعب الإيراني اليوم على أعتاب الإطاحة بالنظام مجددًا.” ويشدد شيهان على أن هذه اللحظة التاريخية تستوجب موقفًا غربيًا حاسمًا لدعم الشعب الإيراني، قائلًا: “يجب أن يقف الغرب إلى جانب الإيرانيين—من أجل حريتهم ومن أجل استقرار العالم.”

تزايد ضعف النظام وسط تصاعد الاحتجاجات

يركز المقال على تزايد ضعف النظام الإيراني، حيث يشير إلى أن طهران شهدت “أربع انتفاضات شعبية واسعة خلال السنوات الست الماضية، كل واحدة منها كانت أكبر من سابقتها.” ويذكّر بالاحتجاجات التي اندلعت عام 2022، عندما هتف المتظاهرون بشعارات مثل “الموت لخامنئي “ و “الموت للظالم، سواء كان الشاه أو الولي‌الفقیة.” ويؤكد أن هذه الانتفاضات “كانت مدفوعة بشكل أساسي بوحدات الانتفاضة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق، والتي كثفت الضغط على النظام.”

ويرى شيهان أن التهديد الأكبر الذي يواجهه النظام لا يأتي من الخارج، بل من الداخل، موضحًا أن دعمًا قويًا من الولايات المتحدة للمقاومة الإيرانية “سيزلزل أركان النظام ويشجع الإيرانيين على النزول إلى الشوارع مرة أخرى.” ويشير إلى سجل النظام في قمع المعارضين، قائلًا: “لقد أعدم النظام أكثر من 120,000 معارض سياسي، بعضهم لم يتجاوز 13 عامًا.”

كما يبرز المقال الدور المتنامي لرئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، مريم رجوي، التي نجحت مؤخرًا في حشد الدعم الدولي من خلال خطابها أمام الكونغرس الأمريكي والبرلمان الأوروبي. وقد أكدت رجوي في كلمتها أن “ثورة أخرى طور التشكّل، حيث يُحاصر النظام من كل الاتجاهات؛ من قبل وحدات الانتفاضة وشباب الانتفاضة والمجتمع الغاضب، فضلًا عن أزماته الداخلية والخارجية.” كما جددت دعوتها للدول الغربية إلى “التخلي عن السياسات الفاشلة، والوقوف إلى جانب الشعب الإيراني والاعتراف بنضاله من أجل الإطاحة بالنظام.”

شيهان: يجب تكثيف العقوبات على طهران

ويشدد شيهان على أن الإجراءات الغربية ضرورية لتعزيز هذا الزخم الثوري، داعيًا إلى “فرض عقوبات شاملة على صادرات النفط والغاز الإيرانية”، و”تفعيل آلية العودة التلقائية للعقوبات المنصوص عليها في الاتفاق النووي لعام 2015″، و”ملاحقة المسؤولين الإيرانيين قانونيًا بتهم انتهاك حقوق الإنسان والإرهاب وارتكاب جرائم ضد الإنسانية.” ويرى أن مثل هذه الإجراءات من شأنها أن تزيد من عزلة النظام وتعجل بسقوطه.

كما يتناول المقال الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في إيران، مشيرًا إلى أن “النظام الجالس فوق احتياطات هائلة من النفط والغاز، لم يعد قادرًا حتى على توفير التدفئة للإيرانيين خلال فصل الشتاء القارس.” ويضيف: “الاحتجاجات اليومية التي تطالب بأبسط الحقوق تؤكد مدى تفاقم الأزمة الداخلية للنظام.” ووفقًا لشيهان، فإن “النظام الديني الحاكم لم يكن يومًا أضعف أو أكثر هشاشة مما هو عليه الآن.”

وفي سياق متصل، يشير المقال إلى تزايد الاعتراف الدولي بـ المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية كبديل شرعي للنظام الحاكم، مستشهدًا بالدعم الواسع الذي تحظى به خطة العشر نقاط التي قدمتها مريم رجوي، والتي تدعو إلى “حكومة علمانية، والمساواة بين الجنسين، والتخلي عن الطموحات النووية للنظام.” ويؤكد أن هذه الخطة تحظى بتأييد “تحالف واسع من المشرعين الأمريكيين والأوروبيين.”

ويختتم شيهان مقاله بالتأكيد على أن التظاهرة الحاشدة في باريس شكلت “تحولًا حاسمًا من سياسة الاسترضاء الفاشلة إلى سياسة الضغط الأقصى.” ويضيف أن “تضخيم صوت المقاومة الإيرانية يمكن أن يساهم في حل أحد أكثر التحديات تعقيدًا في العالم.”

 

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى