بقلم : مجاهد منعثر الخفاجي / العراق
لا أتحدث عن الشأن السياسي الداخلي في جمهورية مصر العربية, ولا عن تعامل الحكومة المصرية مع الشعب المصري الشقيق، هذا أمر بين الدولة والشعب. ولكن حديثي عن صديق عزيز يمر بمحنة تتمثل في حبس كريمته الأستاذة الصحفية / مي سعيد الصباغ .والصديق لا معنى لصداقته اذا لم يقف الى جانب صديقه في السراء و الضراء .
الشهيد الحي، هذا ما يطلق على الناقد والمفكر السياسي / أ. سعيد نتيجة اعتقاد بأنه استشهد بالفعل لكن الله تعالى كتب له عمراً جديداُ , فضلا عن ذلك فانه يحمل تراكما فكريا ومعرفيا و سياسيا تاريخه نصف قرن الا قليل. يعني مسيرة 41 عاما من العطاء السياسي والدعوة الى حرية الشعب ورؤية بناء مجتمع متكامل ولعله هذا ما كان يتمناه.
وللأسف في الدول العربية لا نسمع باحترام المفكر ويبقى هو وأسرته مستهدفا وضحية من اجل القضية العامة. الاستاذ سعيد اعتقل وفقد ابنة اخيه الشهيدة شيماء أيضا من اجل الحرية . واليوم يهضم بصلبه الأستاذة الصحفية مي.
هذا النموذج الانساني السياسي الذي أثرت افكاره على أقرب المقربين هو النجاح بعينه , والانسان اذا لم تؤثر افكاره بأبنائه فإن ايمانه بالمبدأ ضعيف ولا يستطيع أن يؤثر في الاخرين حتى في وقت المحنة دعوني أطلعكم على أسلوب التربية وتغذية الابناء من الأفكار التي اعتقلت ابنته الصحفية من أجل موضوع بسيط ونشر الخبر في صحيفة تايمز الامريكية وتحدثت عنه احدى القنوات المصرية , ويبدو لي أن اعتقالها بسبب تربية تلك الفتاة الابية على ايمانها بتطبيق الافكار التي غذتها وشجعتها بألا تتراجع عن الهدف المنشود ,اذ غرست المبادئ في عقلها فانطلقت تحاكي الواقع وتنهض بوجدان الامة , ه من كلام والدها حيث يقول لها : رفيقة النضال , الصديقة الصدوقة , الزميلة المنضبطة / الابنة الحبيبة … كوني قوية : لو تراجعت خطوة للخلف سوف أتراجع وابتعد عنك ما تبقى لي من عمري .
نحن أقوى من أي قمع ..أتعرفين من نحن يامي , نحن الغد :نحن صناع الحرية : نحن الامل . نحن الوطن ..نحن الوطن .
هذا المختصر لتلك التربية الرائعة التي زرعها الاستاذ والمفكر في روح وعقل ابنته البارة ليس من اجل الشهرة وليس لينال او تنال منصب انما لتتعلم الاجيال معنى المطالبة بالحرية والسعادة في تحقيقها ..
صديقي العزيز استاذ سعيد اظنك جبلا كبيرا وصابرا على النوائب منذ ان وضعت قدمك في طريق الحرية وسخرت فكرك لخدمة الشعب المصري .
وهذا فخر رغم المعاناة ونجاح لتحقيق تلك المبادئ رغم الصعوبات والتحديات .
وان شاء الله ستبقى كذلك . لا املك غير الدعاء لحضرتك بالصبر على النائبة وفك قيود ابنتكم الحره الاستاذة الصحفية مي .
راجيا من السادة المسؤولين في مصر العروبة ان يعودوا لتاريخ ذلك البلد الامن ولا يخدشوا كرامة من يدافع عن حرية وحقوق شعبه …
الم يقول احد مفكري مصر عندما زار العراق في بداية الثمانينيات وكان يريد رؤية السيد محمد باقر الصدر فقالوا له انه مسافر وعندما وصل الى بلاده علم بإعدامه
فقال: العالم يكرم مفكريه والعراق يعدمهم …. وكذلك جرح الكرامة في صلب المفكر كالإعدام سواء ..
فيا اعزائي لحضراتكم تاريخ عريق في الديمقراطية وديدن السياسي الوطني الرفق بأبناء البلد واللين مع من يضحي وضحى فهؤلاء كنوز مصر ,والشعب المصري الشقيق شعب حر يستحق كل التقدير والاحترام .