طِوال حياتي كنتُ أنجح في المغادرة ، تصوّروا عمراً كاملاً من محاولة عدم الإلتفات ، قد يبدو الأمر سهلاً يا صديقي ، لكنه لم يكن كذلك ، كنتُ في كل مرة أغادر الأشياء التي أحِب آخذ معي شيئاً منها ، حتى امتلأت بالأشياء التي عجزتُ عن مواجهتها .
نعم غادرتها ولكنها بقيت عالقة بي ، وللآن لازلتُ أمارس قوتي في عدم الإلتفات وعدم التقاط كل ما سقطَ مني.
وأنا ممتلئة بدموع فاضت من عيني وقلبي يتمزق أشلاءً.
أحياناً تضطرنا الظروف وقوة التحمّل لمغادرة من نحب رغم الحب الذي نحمله لهم بين أضلعنا..
ولكن ثمه أشياء إن رحلت لا تعود مجدداً ترحل معها الروح .
حين نغادر مكاناً يبقي عالقاً بالذاكره أثر خطواتنا به وايضاً عبق ثراه وواقعه علي أرواحنا الحالمه ..
وحين نغادر حلماً تعثر تحقيقه يبقي بالوجدان خطوطاً عريضه مضيئه تشير بصوت يشبه الانذار هنا مكاناً فارغاً من الشغف ..
وحين نغادر شخصاً وقع بالقلب له أثر سيترك لنا ذكري كالجمر تكوي الضلوع مع كل نفس من انفاس الصدور ..
سيصدر القلب مع كل رائحه ذكري تمر به صوتاً مروعاً يشبه طبول الحرب وواقع هالصوت علي الروح مميت وكأن القلب يصدر عوضاً عن دقاته اصوات انين .
وحين تئن الضلوع حرماناً ،سندرك وقتها انها المرحله الاخيره ماقبل المغادره .
صافره التنبيه !
حان وقت المغادره ٠٠٠