مقالات واراء

المظاهرات والأضرار بالآمن القومي الداخلي

احجز مساحتك الاعلانية

 بقلم / مجاهد منعثر منشد

المظاهرات السلمية حالة حضارية للمطالبة بالحقوق العامة والشخصية المشروعة للحصول على حياة كريمة بكرامة, وتعتبر بديلا عن الانحراف واستخدام الوسائل الإجرامية للحصول على لقمة العيش .

إنّ دستور البلاد يكفل المظاهرات بنص مادة واضحة ومفهومة , ولذلك عند أخفاق الحكومة وسواء ادائها في تلبية احتياجات المواطنين يخرج المتضررون للمطالبة بحقوقهم وكافة ابناء الشعب سواء لتغير الدولة أو المطالبة بالخدمات العامة .

ولكن إذا ظهرت بوادر استغلال ووجود ايدي من دول أخرى تدل على مظاهر تخريب وقتل , فهذا يعني أصبحت تلك التظاهرة تهدد الآمن القومي الداخلي بكافة أشكاله كبنى تحتيه ومؤسسات الدولة وممتلكات المواطنين وتهديد كيان الدولة وشخصيات محترمة واستهداف القوات الأمنية واشاعة الفوضى وعدم الاستقرار في البلاد.

وهذا تشخيصه مسألة بسيطة فإحدى علاماته القتل من المتظاهرين والقوات الأمنية على حد سواء بسلاح من خارج المظاهرات كالقناص مثلا . وفي هذه الحالة يدخل الموضوع في إطار آخر مرة لحماية المتظاهرين وكافة ما يتعلق بالاستقرار من ارواح ومؤسسات , وتارة أخرى يرتبط ويتصل بالجاسوسية والعمالة وخيانة الوطن .

والمفترض التصدي لهذا التهديد من قبل مجموعة الأجهزة الأمنية حسب موقع كل منها : جهاز المخابرات يوفر القدرة المعلوماتية الموثوقة بمفهومها الشامل لباقي الأجهزة لتفادي الخطر فيرسل ما يمتلك إلى ( الامن الوطني , الحشد الشعبي , الدفاع , الداخلية ).

والواجب الآخر للمخابرات (مقاومة المشروع المعادي )أي حرمان الدولة المعادية من المعلومة عن مشروعها وما نتج عنه من نجاح أو فشل .

والشيء بالشيء يذكر في كل دولة متحضرة وعلى مستوى أجهزة المخابرات العالمية من مهام هذا الجهاز إلى جانب عمله لحماية البلاد من الخارج هو التصدي لعدم المساس بكيان الدولة وتحقيق غايتها القومية , فمثلا على رأس هرم كل دولة غاية, والغاية للكثير من الدول (البقاء , الحرية , الرفاهية ) فيسود عمل الجهاز لتحقيق هذه الغاية .

والأجهزة المذكورة الأخرى تبدأ بمعالجة الخطر كما ورد في القران الكريم قوله تعالى : واعدو لهم ما استطعتم من قوة ورباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم) . والملاحظ في الآية عدم تحديد نوع القوة هل عسكرية أو سياسية ؟ مما يدل على أنها محصلة مفتوحة شاملة.

وايضا قال سبحانه ومن رباط الخيل , فالملاحظ ذكر كلمة رباط وليس ومن الخيل بمعنى أنه نوع من توظيف كيفية هذه المحصلة , ثم تكمل الآية الكريمة ( ترهبون به عدو الله وعدوكم واخرين لا تعلمه الله يعلمهم) . فكلمة ترهبون معناها الردع .

والردع رسالة تحذير إياك أن تمس البنى التحتية أو ممتلكات المواطنين أو المصالح الحيوية أو مؤسسات الدولة أو كيانها .

وبنفس الوقت من خلال الردع تنفذ وسيلة العقاب إذا كان هناك انتهاك لما ورد من مساس في المذكور سلفا .

وهذه هي مصداقية الردع . ولهذا لابد من الرد وتميز البريء الذي يطالب بحقه بأسلوب صحيح من خلال حماية الدولة له وعلمها بخروجه عن الخائن لإرادته ووطنه المرتمي بأحضان دولة أخرى من أجل حفنة دولارات . وما نتمناها من الله جل وعلا أن نرى مجتمع عراقي واعي يتظاهر بأجمل صورة حضارية تدل على عظمة تراثه العريق وثقافته المرموقة ويبهر العالم بالسلمية معلنا البحث عن ضالته المنشودة بدولة إنسان .

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button