مقالات واراء

المطلقة والزواج الثاني في المجتمع الشرقي

احجز مساحتك الاعلانية

حسن بخيت يكتب

تعيش المطلقة في عالمنا العربي حالة من الاستسلام لليأس والإحباط ، والبعد عن الأمل ، وعدم الرغبة في مواجهة العرف والعادات والسلوكيات الخاطئة و السائدة في المجتمع ، خاصة في ظل المجتمع الشرقي الذي يعظم من شأن الرجل ويعلي من شأن الثقافة الرجولية وكثيرا” ما ينصب المحاكم لكل إمرأة طلبت الطلاق ، وأقصد هنا المحاكم الاجتماعية التي تنتهي في الغالب بإدانة المرأة مهما كانت دوافع الطلاق ، وهذا بدورة ينعكس علي النظرة الاجتماعية للمطلقة علي أنها مذنبة وفاشلة ، ولا يقدم علي الزواج منها الا فئات ذات صفات خاصة بالمجتمع ، الأمر الذي يجعل المرأة تفكر طويلا” قبل إتمام الزواج الثاني خوفا” من تكرار الفشل ، ورغبة في العيش في هدوء وأمان واستقرار بعيدا” عن ظلم رجل قاسي،لأننا لانملك ثقافة إنهاء الخلافات في مجتمعاتنا العربية ، والخروج منها بصورة واضحة وحاسمة ، على الرغم من أن الطلاق يكون أحيانا” هو الحل الوحيد والأفضل لإنهاء الخلافات والنزاعات بين الزوجين ، خصوصا” إذا باتت الحياة بينهما مستحيلة .

والمشكلة الحقيقية تبدأ بعد الطلاق .و نعيش تبعات هذا الطلاق بكل خلافاته ومشاكله على شكل أسئلة وحوارات ونزاعات متتالية تؤدي إلى اليأس والإحباط والإستسلام والإكتئاب . حيث يري الكثير من النساء أن الحياة قد إنتهت بعد طلاقهن ، وأن فشل الزواج الأول يعني عدم ممارسة الحياة الطبيعية بكل مجالاتها العملية والأسرية والعاطفية .

سلوكيات اجتماعية سيئة وليس لها أساس في الدين ولا أصل لها في العلوم النفسبة والاجتماعية ، فالزواج عقد بين رجل وامرأة ، وفى حالة فشله يمكن اللجوء إلي الطلاق ، وهنا يكون من حق المرأة أن تتزوج ثانية من رجل أخر ربما يكون أكثر توافقا”.
ولعلماء علم النفس والإجتماع رأي أخر في زواج المطلقة حيث يعتبرون الزواج الثاني أكثر نجاحا” من الزواج الأول ، كون أن الرجل والمرأة يكونان قد أصبحا أكبر سنا” وأكثر نضجا” . وخلافا” للإعتقاد السائد في مجتمعاتنا العربية وسيطرة العرف والعادات والتقاليد السيئة . فالزواج الثاني بعد الطلاق يكون أكثر نجاحا” . لكن تحتاج المطلقة إلى حسم الصراع داخل نفسها ، وتعتبر الزواج الأول ما هى الا تجربة غير ناجحة ، ويجب محاسبة الذات وليس البكاء والألم والفشل ، وبذلك تتعلم من أخطائها واستدراك عوامل عدم النجاح في التجربة الأولي والتعامل بكل حنكة وذكاء في المرحلة القادمة .
والطلاق في المجتمعات المتقدمة ما هو الا إنهاء لعلاقة بين زوجين للتخلص من معاناة عاطفية ونفسية بسبب زواج غير متوافق من البداية ، ولا يعني بالضرورة نهاية المرأة المطلقة ، اذ من حقها أن تبحث عن رجل مناسب يعوضها عن الأيام الكاحلة مع زوجها الأول ،
الزواج رزق من الله ، وليس له حسابات بشرية أو عقلية ، وليست السعادة بيد أحد من البشر ليتحكم فيها ويمنحها أو يمنعها ، وإنما الأمر كله لله يرزق به من يشاء من عباده .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى