محمد الصوفي
شهد مركز البلد الثقافي، الأمس ندوة ألقاها المستشار “أحمد علي بيرو”، تحت عنوان “التحرش بين التفادي والمواجهة”، والتي تناول فيها أسباب وتداعيات التحرش و كيفية مواجهة ذلك الوحش الذي ليس له قيود.
و قد أوضح “بيرو”، أن التحرش له خريطة كما للدول خريطة، ولكنه تمادى ليكسر كل الحواجز والحدود الأخلاقية، المجتمعية، والإنسانية، فمنه اللفظي والذي يتم من خلال بعض الإيحاءات قد تكون صريحة أو ضمنية يوجهها المتحرش للضحية، وبعضها من خلال تعبيرات الوجه عن طريق الغمز أو ما شابه، ومنه ما يتم من خلال أن يتمادى المتحرش بالكشف عن أحد أجزاء جسمه و التي توحي بإيحاءات جنسية قد تكون صريحة خادشة للحياء، و قد يتطرق التحرش ليصل إلى أن يقوم المتحرش بمتابعة وملاحقة ضحيته دون الإضرار بها، فقط يقوم بملاحقتها مما قد يكون لإشباع رغبة ما في داخل نفسه.
و في السياق نفسه، فقد تطرق المستشار لقضية ملحة ليس فقط شغلت المجتمع بل وأزعجته، ولكن احتار فيها علماء النفس والاجتماع، وهي هل للتحرش بيئة تحتضن هذا الفيروس ليخرج ويفتك بالمجتمع؟، فجاء المستشار “بيرو”، ليجيب عن هذا التساؤل، قائلاً: “التحرش ليس له وطن ولكن له بيئات خصبة تساعد على نموه و انتشاره بسرعة كبيرة، ومن أبرز تلك البيئات، الأماكن المزدحمة التي تكون مهيأة تماماً للتحرش الجماعي كما أن في مصر خاصة نحتفل بالموالد مثل المولد النبوي ومثل هذه المناسبات المفترض أنها دينية إذا حُرر فيها محاضر تحرش لكانت بنسب عالمية تستطيع كسر الأرقام القياسية، وأيضًا العشوائيات وما بها من أخلاقيات و ممارسات تحفز سكانها و قاطنيها على الإتيان بهذا السلوك وكأنه شئ معتاد القيام به”
و من ناحية أخرى، فإن لصرامة السلطات و التقاليد تدخل في الحكم على بعض السلوكيات، ففي دول أوروبا يعتبر السلام بين الأشخاص ليس فقط بالمصافحة فإنهم قد يقوموا بسلوكيات بالنسبة لهم اعتيادية، ولكن في مجتمعاتنا الشرقية تُجرم مثل هذه الأفعال من الناحية الأخلاقية، الدينية، وحكم العادات والتقاليد التي تحكم المجتمع الشرقي.