الأدب و الأدباءاهم المقالات

المجددون في الشعر :

ككتب لفته عبد النبي الخزرجي / العراق – بابل .
الشعر لن يتخلف عن التطور ، والشعراء لن يقفوا مكتوفي الايدي ازاء ما يجري في عالمنا من حداثة في مختلف مناحي الحياة . ولذلك شهدنا انطلاقة حركة التجديد من بلاد الرافدين ، حيث كان السياب والبياتي ونازك الملائلكة وسعدي يوسف وغيرهم ، وفي البلدان العربية الاخرى مثل لبنان ومصر وسوريا ، والشمال الافريقي ، حيث ابو القاسم الشابي والياس ابو شبكة و عبد الصبور وامل دنقل وغيرهم .
الشاعر فوزي المعلوف :
ولد في لبنان ” زحلة ” عام 1899م ، انهى دراسته في مدينة زحلة ، ثم انه تقلد كثيرا من المناصب قبل ان يهاجر الى البرازيل .
قال عنه الاديب الكبير طه حسين : انه شاعر ” مر بالارض سريعا كما تمر النسمة الهادئة الحلوة الوديعة ، التي تحمل هدوئها وحلاوتها ، وعلى دعتها وعذوبتها ، خصبا كثيرا فيه حياة للنفرس ,,, وفيه شفاء للقلوب ,,, وفيه مادة لتفكير العقول ، فتلقي ما تحمل ثم تمضي في طريقها هادئة وادعة الى هذا العالم الذي لا يرجع من يذهب اليه “.
انه الشاعر فوزي عيسى اسكندر المعلوف ، حيث تلقى علومه الاولية في المدرسة الشرقية ، بعدها شد رحاله الى بيروت لاكمال دراسته في مدارسها ومعاهدها . وبعد الحرب العالمية الاولى ، عاد الى زحلة ، وتواصل مع المطالعة ونظم الشعر .
بعد ان هاجر الى البرازيل ، تعرض لمرض عضال اودى بحياته وهو ما زال في عز عطائه ونتاجه .
ضاع عمري سعيا وراء رسوم ……… خططتها في الشاطيء الاقدام
عشت ابني على الرمال، وهل ……. يثتبت ركن له الرمال دعام ؟؟
هذا هو فوزي المعلوف .. شاعر متمرد ثائر .. وكان يعتبر شاعر الملحمة ، لانه نظم 14 نشيدا ، ضمن قصيدة لامية اشتهرت كثيرا وطار صيتها ,, حتى ان الكاتب الكبير طه حسين قال عنها ” لا اعرف انني تأثرت بشاعر كما تأثرت بهذا الشاعر الشاب حين قرأت قصيدته ” على بساط الريح ” فاهتزت لها نفسي اهتزازا ، وانشق لها قلبي انشقاقا ، ثم قرأتها اليوم فوجدت لقراءتها مثل ما وجدت امس ، او اكثر مما وجدت امس ، وما ارى الا اني سأقرأها وسأجد في هذه المرة اللذة التي يحبها الاديب حين يقرأ الشعر الجيد الرائع الجميل “. توفي فوزي معلوف في البرازيل في 1930م . وفي العام 1937م تمت ازاحة الستار عن تمثاله البرونزي في مدينة زحلة التي ولد فيها .

رئيس النحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر
زر الذهاب إلى الأعلى