أهم الاخبار

المتعاطفون مع شهداء الهرم

احجز مساحتك الاعلانية

بقلم / وليد المصري
مؤسس حملة تمرد سابقا

بعد الحادث الأليم الذي استيقظت عليه مصر اليوم الجمعة , والذي استهدف كمين لشرطة الهرم أمام مسجد السلام بالطالبية – كنت أتمني أن تكون خطبة الجمعة اليوم عن حرمة الدم في الاسلام , وإعادة التأكيد علي ديننا الحنيف الذي يشدد علي أن حرمة دم المسلم أقدس عند الله من أن تهدم الكعبة حجراً حجراً , ولو من عند غير الله لرأيت المليار وخمسمائة مسلم علي مستوي العالم دواعيش يخربون كل مكان وهو ما لم يحدث .
لقد طاردني سؤالاً جدليا بعد فاجعة الهرم , وبعد جنازة الشهداء المهيبة !
هل يتعاطف عائلة المواطن مجدي مكين شهيد تعذيب شرطة الأميرية مع شهداء شرطة الهرم اليوم ؟
هل يتعاطف أهالي شهداء كل الاشتباكات السابقة مع شهداء الشرطة ؟
لا أحد يستطيع أن يحدد الشهادة فهي معلقة بيد الله , ونحن نحتسب ضحايانا جميعاً شهداء عند الله ولكل امرء ما نوي .
ولكن يبدو أمامي كمحلل سياسي صغير بقدر كم المعلومات الضئيل الذي يمتلكه شاب في عمري أن هناك حالة من الاحتقان المجتمعي تتجلي في أسمي صورها مع كثرة الشهداء واختلاف هويتهم – شهداء الشرطة والجيش والشعب والثورة والتكفيريين ايضا يروا انهم مشاريع شهداء – إن هناك محاولات لتفتييت المجتمع وتفريغه من مضمونه علي كافة الجوانب والاصعدة – فهناك من يري ان الشهادة للجيش والشرطة والقضاء فهم ظل الاله في الارض وأهم ادوات الحكم أما العامة والدهماء من الشعب فهم مشاغبين يجب التخلص منهم , وهناك من يري ان شهداء رابعة فقط هم الشهداء لانها معركة بين الحق والباطل أو بين حكم الله وحكم العسكر كما يصفون ! أي صراع لا يهم نوع الصراع فالمطلوب من المستعمر الاجنبي فقط أن يكون هناك صراع بين ابناء هذه المنطقة حتي يكون الغلبة للعدو . صراع سني شيعي / صراع بين الاخوان والجيوش العربية / صراع بين الرجل والمرأة / صراع سياسي باسم إرساء الديمقراطية .
لا يعلم الكثير أن أول وزير داخلية في عهد الجمهورية بعد التخلص من النظام الملكي هو جمال عبد الناصر قائد الثورة نفسه ! لم يتصارع مع غيره للحصول علي مناصب أو ليلقي خطابات الثورة عوضا عن الرجل الكبير محمد نجيب , ولكنه كان يدرك ماذا يريد لكي يقيم وطن بعد انقضاء عهد العبودية . فكانت البداية هي توفير منظومة الامن التي تشعر المواطن انه تخلص من عهد السخرة وان الملك قدر رحل , وبالاضافة لتوفير الامن الداخلي حماية الوطن من اي اختراق خارجي تحركه السفارة البريطانية ضد الثورة . وتسلم الراية زكريا محيي الدين الذي اطلق عليه الظباط الرجل الخطير وهو مؤسس جهاز المخابرات المصرية . إن الحل الوحيد لزيادة حجم المتعاطفين مع شهداء الهرم هو إحياء روح جمال عبد الناصر وزير للداخلية يؤمن أن الامن حق لكل فرد في الشعب ولا يوجد تفاوت في توفير درجات الامن حسب اهمية الاشخاص . يجب أن يدرك فرد الشرطة قدسية العمل الذي يقوم به فهو الفارس الي يقاتل من اجل حماية الجميع وهو ملاك ابيض يحلم به كل مقهور ومظلوم يجب أن يعود البوليس المصري نجدة للملهوف وليس أداة لارهاب المواطن لاخضاعه لسياسات أي رئيس – اذا عادت روح جمال عبد الناصر لوزارة الداخلية سيعم السلام وحينها فقط قد تتعاطف عائلة مجدي مكين مع شهداء الهرم لأنها تؤمن أنها تعيش في دولة وليست غابة وأن تجاوز ظابط الاميرية لا ينفي بطولة شهداء الهرم .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى