بقلم المهندس/ طارق بدراوى
في عهد محمد علي باشا الكبير مؤسس مصر الحديثة كان هناك متحف لﻵثار المصرية أقيم في حديقة اﻷزبكية عام 1835م بناءا على أمر من محمد علي وكان يضم عددا كبيرا من اﻵثار ولما زادت اﻵثار عن سعته تم نقله إلي قاعة عرض أخرى بقلعة صﻻح الدين وفي عهد الخديوى إسماعيل تم تأسيس متحف جديد بمنطقة بوﻻق علي يد عالم المصريات الفرنسي أوجوست مارييت وبعد فترة إكتظ المتحف باﻵثار كما تعرض موقع المتحف لخطر الفيضان فتم نقل مابه من آثار إلي ملحق خاص بقصر الخديوى إسماعيل بالجيزة وفي عهد الخديوى عباس حلمي تم تشييد المتحف المصرى الحالي بميدان التحرير والذى يبدو في الصورة المرفقة علي يد عالم المصريات الفرنسي جاستون ماسبيرو في عام 1902م ويعد من أهم المزارات السياحية اﻷساسية لﻷفواج السياحية التي تزور مصر من جمبع الجنسيات العربية واﻷجنبية حيث تحرص جميع شركات السياحة علي وضع زيارته كمزار أساسي ضمن برامجها لزيارة القاهرة …..
وقد بدأ إنشاء المتحف المصرى عام 1897م حيث بدأ حفر الأساسات ووضع حجر الأساس يوم أول أبريل عام 1897م في حفل شرفه بالحضور الخديوى عباس حلمي ويرافقه عالم الآثار الفرنسي جاستون ماسبيرو وقد قام بالتصميم المعمارى للمتحف المهندس المعمارى الفرنسي مارسيل دورنون وجاء تصميم الواجهات متأثرا بالفن والعمارة الكلاسيكية الأغريقية ومن الداخل جعله يحاكي نمط المعابد المصرية القديمة وقد انتهي العمل في تشييد المتحف يوم 9 مارس عام 1902م وبدأت عملية نقل الآثار من قصر الخديوى إسماعيل بالجيزة إليه وقد تم نقل الآثار الصغيرة علي سيارات خشبية تجرها الخيول وبلغ عدد النقلات حوالي 5000 نقلة وبخصوص الآثار كبيرة الحجم فقد تم نقلها بواسطة قطارين عبر عدد 19 رحلة ذهاب وعودة وتمت عملية النقل في يوم 13 يوليو عام 1902م كما تم نقل ضريح عالم المصريات اوجوست مارييت إلي حديقة المتحف بناءا علي وصيته ورغبته في أن يكون مرقده بجوار الآثار التي عكف على تجميعها والعناية بها طوال حياته وتم إفتتاح المتحف رسميا يوم 15 نوفمبر عام 1902م ……
والمتحف به مايزيد عن 150 ألف قطعة أثرية أهمها القطع اﻷثرية التي تم العثور عليها في مناطق وادى الملوك والملكات باﻷقصر وماعثر عليه في منطقة دهشور عام 1894م وتعد محتويات مقبرة توت عنخ آمون والتي تم إكتشافها علي يد اﻷثرى البريطاني هوارد كارتر عام 1922م في منطقة وادى الملوك باﻷقصر هي أهم وأشهر المجموعات اﻷثرية المعروضة به ويعد القناع الذهبي للملك الشاب توت عنخ آمون أهم وأشهر قطع هذه المجموعة والتي أحيانا يتفق علي عرضها خارج مصر ويجرى حاليا إنشاء المتحف المصرى الكبير بمنطقة أهرامات الجيزة والذى يضم بخﻻف قاعات العرض مركزا لترميم اﻵثار ومباني خدمية وترفيهية وحديقة كبيرة سيتم زراعتها باﻷشجار التي كانت معروفة عند قدماء المصريين وتبلغ تكلفة البناء اﻹجمالية حوالي 550 مليون دوﻻر وقد ساهمت دولة اليابان بمبلغ وقدره 300 مليون دوﻻر من إجمالي تكلفة البناء المشار إليها فشكرا لدولة وشعب وحكومة وإمبراطور اليابان …..