بقلم : وليد المصري
لقد نجح يوم 25 ابريل !!!
بعد أن خرج المواطن المصري الذي أصبح وديع ويطيع الأوامر فتجده يدوس علي علم بلاده في ذكري عيد تحرير قطعة من ارضها ليرفع علم المملكة العربية السعودية معلنا إبتداء عصر ” البيزنس ” والاعتماد علي نظرية ” الجنيه غلب الكارنيه ” و عشانا عليكي يا سعودية .
نجح يوم 25 أبريل كما خطط له الرئيس الذي يري أن ضجيج الأحرار أصبح مزعجاً – فأحيانا لا تريد رؤية الشخص ليس لأنه علي خطأ , ولكن لأنه يذكرك أنك علي خطأ , وهكذا استطاعت أن تتعاون اجهزة الدولة المصرية لتخلق مظهراً كرنفالياً يليق بفخامة سمو الملك سلمان صاحب الجزيرتين بالباطل .
نجح يوم 25 ابريل – حيث لا يوجد أي ضحايا أو اشتباكات أو عمليات تخريبية , وهذا ما أشاعته الدولة باعلام رجال الاعمال الذين يتاجرون في كل شئ حتي الثورة ودم الشهداء .
من الجماهير إلي القلة من أبنائهم الذين أعياهم الفقر وقلة الحيلة وبطش الحكام , إلي الذي رضخوا واستسلموا لواقع نرفضه جميعا , نحن نعذركم ! فمقدار وعيكم مع جهل وفقر ومرض وتكتيم اعلامي وانعدام مشروع ورؤية وطنية وسلطة تبيع الارض عنوة وتخالف الدستور كل هذه مقدمات كان يجب أن يكون نهايتها هو المشهد المؤسف الذي ظهرت فيه احتفالات تحرير سيناء بالتزامن مع التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير المصريتان .
لقد كان مشهد القبض علي الشباب السلمي الذي يحمل علم مصر , وتأمين الأخر الذي يحمل نظام آل سعود هو مشهد عبثي بكل المقاييس فكل طفل وشاب وشيخ في مصر يدرك معني القيمة والصفة الاعتبارية لعلم مصر الذي أصبح خانع وخاضع للسعودية في عهد السيسي – فكل طفل حيا العلم وكل شاب وقف للعلم في الجيش وكل شيخ رفع العلم في 25 يناير و 30 يونيو يعرفون أنكم علي خطأ , ولكن الحرية لن تأتي بالصدفة والتجارب فقط هي من ثقل خبرة وقوة الشجعان .
إن الضربات الامنية الاستباقية لبعض القيادات الميدانية لثوار 25 ابريل وحالة الحرب النفسية التي بثها اعلام السلطة واتفاقات الداخلية مع أصحاب المحال وتعاون اجهزة الامن – استطاعت الدولة ان تجهض المظاهرات ونجح الظباط من نزع قيمة الولاء من المواطن لأرضه التي حارب من أجلها جيشه وسقط علي ترابها أبنائه … لم نكن نعلم أننا ظالمون طوال هذه السنوات , وكيف غاب الحق كل هذه الاعوام حتي جاء الرئيس السيسي ليعيده الي اصحابه – كيف أخطأت الولايات المتحدة الامريكية وجعلت ” تيران وصنافير ” مناطق تابعة للمنطقة ج وفقا لاتفاقية كامب ديفيد بين مصر و اسرائيل وامريكا هي الوسيط , وكيف لم يكتشف كل هؤلاء ان تيران وصنافير ملك السعودية .
نعم نحن ندافع عن حق – ندافع عن الارض وندافع عن مبدأ الشفافية وتفعيل الدستور وأن يكون الشعب جزء وشريك في اتخاذ القرار , ولكن الواقع أصعب وأكبر من إمكانياتنا , ولم يتبقي أمامنا سوي المحاولة والتجرية أو تقديم اعتذار للشعب المصري عن المشاركة في قيام ثورة وسقوط شهداء بدون أن تتغير حياة المصريين وبدون تغيير النظام السياسي .
فعلا نجح 25 ابريل .. بس اللي اختشوا ماتوا