إذا كنت محتارا لمن ستعطي صوتك من المرشحين ؟! فنحن ننتخب المبادئ : الانسانية ، العدالة ، المدنية ، المساواة …. والخير للجميع! قال تعالى في سورة القصص على لسان ابنة سيدنا شعيب عليه السلام : “قَالَتْ إِحْدَىٰهُمَا يَـٰٓأَبَتِ ٱسْتَـْٔجِرْهُ ۖ إِنَّ خَيْرَ مَنِ ٱسْتَـْٔجَرْتَ ٱلْقَوِىُّ ٱلْأَمِينُ ﴿26﴾ “وقال تعالى في سورة التوبة : “يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَكُونُوا۟ مَعَ ٱلصَّـٰدِقِينَ ﴿119﴾ ففي الآية الأولى ذكر الله سبحانه وتعالى صفتين هامتين نختار على ضوئهما كل من يمكن أن نحمله مسؤولية تمثيلنا في شأن من شؤوننا الاجتماعية أو الثقافية أو السياسية، فالصفة الأولى وهي صفة القوة :
وهي تشمل قوة البدن، وكذلك قوة الإصداع بالحق، والإصداع بالحق يحتاج إلى الشجاعة والجرأة والحكمة والكفاءة،
والصفة الثانية هي صفة الأمانة :
وهي صفة من صفات الأنبياء، وهذا نبي الله وكليمه موسى عليه السلام امتاز بعفته وأمانته الصفة الثالثة الصدق وهي
من أهم صفات المسئول في مجال السياسة وغيرها من المجالات الحياتية، تتطلب منه الإدلاء بأقوال صادقة وبتحقيق وعود بمطالب ممكنة الانجاز، لا بوعود غير ممكنة التطبيق أقرب منها إلى مواعيد عرقوب الكاذبة، وصدقُ الرجل يتجلى في سيرتِه وسلوكِه بين أقاربِه و جيرانِه وعامة الناسِ، وصدقُ الرجلِ نستشفُه من خلال ما يعِدُ بِهِ من برامج واقعيةٍ، قابلةٍ للانجازِ بتلاؤُمها مع أمكنياتِ البلدِ الاقتصاديةِ والماليةِ، ولا يجوز لنا البتة انتخاب أصحاب المال السياسي المغشوش، ففي ذلك خيانة للأمانة، وقد دعانا المولى سبحانه وتعالى إلى أداء الأمانات إلى أهلها، وأن نتحرى في ذلك الصدق، وننحاز إلى الصادقين الذين يخدمون مصلحة البلد ولا يفسدون، قال الله تعالى :” إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا۟ ٱلْأَمَـٰنَـٰتِ إِلَىٰٓ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ ٱلنَّاسِ أَن تَحْكُمُوا۟ بِٱلْعَدْلِ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِۦٓ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ سَمِيعًۢا بَصِيرًۭا ﴿58﴾”.
ومن أهم معايير القيادة التي لا بد من توفرها في المرشح
أن يكون ذا خلق، وقدوة في حسن التعامل مع الآخرين. وما أجمل قول المصطفى «إنما جئت لأتمم مكارم الأخلاق»، فالقوانين والأنظمة والتشريعات بدون أخلاق لا تساوي شيئاً. وينبع من هذا التحكم في النفس وضبطها فمشكلات الميدان كثيرة، ومن لم يستطع ضبط نفسه وكظم غيظه، لا يستحق أن يكون في موقع قيادي
نرغب بشخصية قيادية قادرة على تطبيق نظم الإدارة، وليس مجرد شهادات عليا حصلوا عليها وكانت المسافة واسعة بين النظرية والتطبيق، فلم يقدموا خلال رئاستهم أي إنجاز أو تمييز لمؤسستهم. لذا فإننا نريد شخصيات لها بصمات متميزة في إدارات عمل سابقة – حتى وإن لم يكن تخصصها الأكاديمي (إدارة) ولكنها أثبتت فيها كفاءة ومهارة في القيادة.
نريد شخصية قادرة على اتخاذ القرارات الصحيحة، حتى نستطيع تحقيق التغييرات وخاصة في المشاريع والخطط .. أما الشخصية الخائفة المترددة فإنها لن تستطيع تحقيق الإنجازات التطويرية المطلوبة. نريد شخصية لديها الحماس والمثابرة بل وروح المبادرة في التطوير والتحديث ومواكبة القفزات العالمية في التقنيات وخاصة في تطوير الاستثمارات. نريد شخصية نزيهة أمينة صادقة .وقوية لها هيبتها ومكانتها بما تمتلكه من خصائص مهنية ومهارات قيادية تجعل الجميع يحسبون لها ألف حساب. حتماً كل هذه المواصفات والسمات الشخصية يعرفها جيداً المطوفون والناس من خلال تعاملاتهم مع المرشحين في كافة المواقف..
كما أن الحضور إلى المقار الانتخابية والتواصل الجيد مع المرشح وسماع برنامجه الانتخابي مهم في كشف الكثير من ملامح شخصيته واستنباط الكثير من مواهبه وقدراته.. وبذلك يكون فعلاً صوتنا أمانة نسأل عنها .. يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.