كتب الشيخ : لفتة عبد النبى الخزرجى / بابل / العراق يقولون إن السياسة متى ما دخلت في شيء فقد أفسدته .. وهذا هو حال الكهرباء في بلادنا ، في العام 1917م تمت إنارة شارع الرشيد وسط العاصمة بغداد ، وسط حفل كبير حضرته كبار الشخصيات العراقية وجمهور غفير من المواطنين . في وقتها قال “ملا صكر ” من يذهب الى شارع الرشيد ويشاهد الشيطان يرسل نورا .. فقد دخل النار . لكن الكهرباء قهرت ملا صكر .. وأصبحت حاجة أساسية وضرورية في الحياة الإقتصادية والإجتماعية والمدنية والحضارية ، وباتت تشكل معلما متقدما في حياة الإنسان . بعد قرن من دخول الكهرباء الى بغداد .. تقهقرت الكهرباء كثيرا .. وتراجعت بشكل لافت ..وتقلصت مساحة فعلها ونشاطها ، وبدأ الظلام يغزو ساحات بغداد والمحافظات العراقية الأخرى .. ناهيك عن دور المواطنين والمؤسسات الحكومية وغيرها .. تقول الكشوفات المالية أن المبالغ التي تم رصدها خلال السنوات الماضية من عام 2006 الى 2014 بلغت أكثر من ( 25 ) مليار دولار .. ومع ذلك مازالت الكهرباء تحبو .. وعاد الناس لإستعمال الشموع والمصابيح النفطية .
أما الصناعة فقد خسرت عشرات المليارات لعدم توفر الطاقة الكهربائية . والأسباب كثيرة في هذا الانحدار المريع في قدرات الطاقة الكهربائية : 1 ) الفساد المالي والإداري يقف في المقدمة . 2 ) عملية تسييس الكهرباء قد ادخلها في نفق مظلم . 3 ) الصراع المذهبي والطائفي والمحاصصة وعملية التشظي في إدارة البلاد وانعدام الرؤيا العلمية في إدارة شؤون السلطة وفقدان الكفاءات العلمية وإبعاد الايادي العاملة الكفوءة والناشطة . هذه واسباب اخرى كانت وراء هذا الانحدار المروع في فقدان القدرة الكهربائية على الإيفاء بالالتزامات المطلوبة منها . بعد سنتين من الآن يجب ان نحتفل بمرور قرن ( 100عام ) على دخول التيار الكهربائي الى العراق .ونستقبل العام ال( 100) بالشموع والفوانيس .