من هي الكاتبة زينة عمراني نبذة عن حياتك زينة عمراني
ـ زينة عمراني كاتبة جزائرية و أستاذة في تخصص النقد المعاصر ، خريجة الجامعة الجزائرية ، و لها شهادة في الحقوق و الإعلام ، و لها إصدرات متنوعة بين الشعر و القصة و الرواية و النقد .
ماذا تمثل لك الكتابة ؟
ـ نعم الكتابة تمثل جزء من حياتي ، كان الولوج إليها منذ الطفولة باعتباري بنت الأستاذ و أنتمي إلى عائلة مثقفة وفرت لي الجو الملائم و أنا أطوف حول مكتبة والدي ، و أنا أستحضر النصوص و أصارع معها الذات الشغوفة لعالم القراءة و الكتابة ، و هي استكتشات مع الوجود باعتبارها مجازفة للبحث عن معنى كينونة الحياة .
بمن تأثرت من الكتاب و لماذا ؟
ـ يبدو أن كلما قرأت كتابا أجد لذتي فيه و أصور نفسي من خلاله ، و هذا من خلال حبي للقراءة و الكتابة و كل كتاب أقرأه يترك أثر في شخصيتي التي لا تمل أبدا لأبحث من جديد عن المعرفة التي تعين مخيلتي ، إلا أن المتنبي و محمود درويش ممن تأثرت في الشعر و ووقفت عند حضرتهم في نقطة التأمل في أشعارهم ، و في النص الروائي تأثرت بالروائي العالمي غابرييل غارسيا ماركيز و الروائي الجزائري عبد الحميد بن هدوقة و و الروائي المصري نجيب محفوظ و كذلك تأثرت و من الأدب النسوي مي زيادة و غادة السمان .
هل لديك دواوين شعرية حدثينا عنها ؟
ـ بطبع أصدر لي مؤخرا مجموعة شعرية بعنوان ” قبل الرحيل ” التي كتبتها باللغة العربية و صدرت عن دار الكتاب العربي للنشر و التوزيع بالعاصمة الجزائرية .
و تحتوي على مجموعة من القصائد النثرية ، كما ترجمت إلى اللغة الأمازيغية و قريبا تصدر في كندا و باريس .
و كان جل نصوصها تتمحور حول الصراع بين الذات و الوجود ، و مواضيع متنوعة منها الحرية و الهوية و الوطن و الفلسفة ، ما يمكن أن أسميها الإنتقال إلى عالم الواقع و الخيال و كذا إدراكاتها و أحاسيسها و النحت في مجال الإبداع و الفن .
هل شاركت في ملتقيات وطنية و دولية ؟
ـ أجل شاركت في عدة ملتقيات وطنية و حتى دولية في معظم المواضيع الأدبية منها ملتقيات الشعرية و محاضرات حول القصة و الرواية الجزائرية و العربية ، و أنا على موعد مع فعاليات الملتقى المغاربي الثاني للأدب المناجم تحت شعار : ذاكرة المناجم : تاريخ و تراث بالمغرب الشقيق .
كيف يمكن للكاتب إقناع القارئ بالقراءة ؟
ـ قبل كل شيء دعنا نقول بين أنفسنا ، هل هناك قارئ في العالم العربي ؟،
و هل يتذوق النصوص المكتوبة ؟
كيف يتلقى هذه النصوص؟
أظن أن القراءة ملكة فردية و جماعية تنبع من ذات مثقفة و متحضرة لتشكل لوحة فنية متكاملة مع النص ، إلا أن هناك مشكلة عويصة اتجاه القارئ و الكتاب الذي ينحصر في فضاء مغلق و هو موعد المهرجانات فقط التي تكون فرصة سائحة لتسليط الضوء على ما يقدمه الكتاب في مجال الكتابة هذا من جهة ، و من جهة أخرى لا يخدم القارئ الذي ينتظر هذه المناسبات.
هل الكتابة هواية أم من أجل الشهرة ؟
ـ لا يمكن أن نعتبر أن الكتابة من أجل الشهرة ، بل الكتابة هي غذاء الروح و الكيان المنفتح على العالم كله ، و بالنسبة لي هي موهبة و رغبة و إصرار و عزيمة و حب من أجل تطوير الأفكار خدمة لثقافة الأمة و نحن شعب ثورة و حرية و هوية ، فالجزائر و كل البلدان العربية كانت و مازالت سلسلة تاريخ طويل حافل بالعلماء و الشعراء و الأدباء أنجبتهم الأرض الطيبة على مرّ القرون و الأحقاب ، فالكتابة بالنسبة لنا الرحم الأوّل لنشأتنا و تمسكنا بقيمنا الثابتة و تقاليدنا الراسخة ، و الحنين الذي يشدنا لخلق علاقات إنسانية حميمية تربط أفكارنا و عقولنا و أحلامنا و آمالنا .
كيف يمكن تقييم مشاركتك في الصالون الدولي للكتاب؟
ـ أجل شاركت في الصالون الدولي للطبعة 22 لهذه السنة بجموعتي الشعرية ” قبل الرحيل ” ، و لاحظت إقبال القراء نحو الكتب و حبهم لها و الاهتمام بها ، و الجو الحماسي كان المشهد الثقافي و الحضاري يسعى بوضوح إلى رفع نسبة النجاح و القراءة في بلدنا و هذا ما نطمح إليه نحن ككتاب و قراء في الوقت نفسه.
ما هو دور المرأة المثقفة في توعية المجتمع ؟
ـ المرأة كسرت قيودها التي تثقلها و تحول دون انطلاقها و تخطت أسوار العادات البالية و نفضت ثوب الجمود و انطلقت تدافع عن وجودها و كيانها و وظيفتها و حبها لوطنها فنهضت هذه المرأة مسلحة بإيمان راسخ و إرادة قوية تكافح في كل الميادين فهي تعلم الوفاء و التضحية و الصمود بقلمها و فكرها و وجودها في الساحة الأدبية و مازالت نبراسا يضيء سبل الحياة ، فهي كانت إلى جانب الرجل و الأجيال كعضو إيجابي فعال في الأسرة و التربية و المجتمع تحمل رسالة نبيلة .
ـ ماذا تمثل لك الكلمات التالية : الحب ، الوطن ، الكتاب ؟
ـ الحب هو جوهر الحياة ، و الوطن هو الشرف الذي نكافح من أجله ، و الكتاب يمثل لي الفضاء الذي أسكنه .
صدقني عندما أقرأ شيئا ما أكتشف الرحلة التي تنادي إلى الانطلاق نحو الأفق بحبنا و عشقنا للغة و للكتاب و الأصوات الإنسانية ، التي تخلق نبل الصداقة و رهف المشاعر بيننا ،
أتمنى للقراء جريدة ” العالم الحر ” قراءة ممتعة لهذه الأسطر التي صنعت جسر المحبة و الصداقة و التواصل بين بلدين الجزائر العزيزة و مصر الحبيبة و أتمنى ان يسعدهم هذا الحرف النبيل و معا نغير عالمنا إلى ما هو أحسن و جميل بكثير كجمال قلوبنا . و شكرا جزيلا لكم على هذا الحوار