الكاتب والروائي حسن حسين فى شارع كابول و اصدار جديد عن دار ميريت للنشر والتوزيع
تصدر عن دار ميرت للنشر والتوزيع رواية شارع كابول للكاتب والروائى حسن حسين
لبعض النساء عدة إبتساماتٍ يُتْقِنَّ إطلاقها في مناسباتٍ مختلفة،أما ميرفت فلها إبتسامةٌ واحدة،إبتسامةٌ كاملةٌ واضحةٌ،تلك ابتسامة الملاك التي لا ينافسها فيها أحد، إبتسامة القمر التي تملأ السماء في ليلٍ أكحل،تُهدي الضال،وتُطمئنُ الحيران، وتحضن الباكي الحزين،وتُبرئُ القلب المكلوم،تَعِدُ بشفاءِ ما تصادفه من جروح، وتشدو بصمتٍ بلا أى صوتٍ بأناشيد الحياة. ولها نصف ابتسامة بين بين، تحتار في فهمها واستقبالها،تتوقع اكتمالها وتترقب تمام إشراقها،تكاد تلمح سعيها نحو ذلك،وتكاد تلمس دفء شمسها في نهارٍ شتوىٍ بارد،لكنها تبقى منتصفة،لا تكتمل ولا تنتهي،تنافس في غموضها إبتسامة الموناليزا،لا تمنحك نفسها ولا تنصرف عنك،تشدك إلى مدارها بجاذبيةٍ خفية، تأسرك حتى تحلم بها بعد ذلك مكتملة،لكنك تفشل في الوصول بعد سعيك. ولها ربع إبتسامة،تلك التي تلقيها بين حينٍ وحين،تربط بها أطراف الحديث،ما إن تبدأها حتى تنهيها،كندى الفجر ونسيم البحر وشذى الزهر،ما أن تبدأها حتى تستردها،ُتبقيكَ على حوافها ولا تسمحُ لك بالولوج،لا تمنحك كلمة السر،رغم توهُمك امتلاكها،كلما حاولتُ إستعادتِها بعد ذلك تقعُ في بئر الحيرة،حيث لا بداية ولا نهاية، دائرةلإ من التخمينات،صحراءٌ من التيه بلا واحة. ولها إبتسامتها الشاحبة،التي تختزل فيها الحزن والأسى والعتاب،يُشفق على نفسه وعليها من صادفته تلك الإبتسامة،قاتلةُ تذبحك من الوريد إلى الوريد،لايُجدي الهروب منها، تطاردك حتى بعد إغماض عينيك، تكابدها وتعانيها وتقاسيها،وليس منها إنقاذٌ ولا نجدة،تبادرك بغتةً وتلتصق بذاكرتك حتى آخر العمر. وأنا تذوقتَهُنَّ جميعاً، وكلهن قتلنني.