لماذا يحكمون علي الأرملة بعدم الخروج من البيت ؟
“والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلي الحول غير إخراج فإن خرجن فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن من معروف والله عزيز حكيم ” أتعجب كثيرا بكل الأسف من فتاوي مضحكة يتم توجيهها بأسلوب صارم للمرأة التي توفي عنها زوجها بأن تقضي فترة العدة في بيت الزوجية بحيث لا يصح أبدا أن تقضيها في بيت أبيها مثلا لدرجة أن سمعت من أحد رجال الفتوي المأخوذ بفتواهم أن تلك المرأة التي توفي زوجها وهي في بلد آخر فلابد أن تعود في الحال لتقضي فترة العدة (أربعة أشهر وعشرا ) في بيت الزوجية ولا يصح لها أن تبيت ليلة واحدة خارج هذا البيت ، وأيضا يجب عليها أن تأخذ أجازة من عملها لتتفرغ لقضاء العدة في هذا البيت .. وأنا أسألهم أن يقدموا للناس أي إجابة عن هذا الحكم فيها أي منطق يعقل ..أنا أعرف أن لا منطق عندهم ولا فهم أصلا ولكنه مع الأسف فهم خاطيء لنص الآية (غير إخراج ) إلي جانب ذلك تغاضوا عن بقية الآية “فإن خرجن فلا جناح عليكم ….”
……
فالإخراج غير الخروج وهنا الخطأ لأن الإخراج هو أن يجبرها أحد علي الخروج أي ترك البيت باعتبار سقوط أحقيتها فيه بعد وفاة الزوج كأن يطردها أهل زوجها مثلا أو إن كان له أولاد من أخري فهنا يوصي لها الله في الآية بوصية يكلف بها الأزواج بمتاع لها إلي الحول مع استمرار أحقيتها في السكني حتي تستطيع أن تدبر أمرها خلال الحول أي أنه نهي عن إخراجها..وهذا يختلف تماما عن الخروج في قوله ” فإن خرجن” أي إن خرجت بإرادتها لأنها ليست في حاجة إلي هذا البيت وعندها بديل تريد الخروج إليه أو ربما تتزوج خلال الحول أو تسافر لأمر ما . ..وللحديث بقية مع الآية الأخري ” والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا ” التي يدعي أدعياء الناسخ والمنسوخ أنها نسخت الآية التي معنا …ناهيكم عن الفتاوي الفقهية المصاحبة لكلا الآيتين بتحريم الزينة عليها مثل الكحل والخضاب وكل مثل ذلك من قيود ما أنزل الله به من تشريع .
الكاتبة امال زهير / خريجة جامعة الازهر
