يثبت يوم بعد يوم بأنه مدافع من طينة الكبار رغم الأخطاء التي أرتكبها في الكثير من المباريات وكلفة فريقه الكثير ولكنها كانت مجرد دروس ليتعلم منها الكثير قبل أن ينضج بشكل كبير ويصبح مصدر السعادة لجميع محبي الريال في كل مكان
مازال المدافع والقائد سيرخيو راموس مصدر الطمأنينة والسعادة الكبيرة لعشاق فريق ريال مدريد ومدربه زين الدين زيدان وفريقه نظير ما يفعله كعادته في الدقائق القاتلة بالتخصص بقتل خصوم الريال.
الأندلسي ” راموس ” الذي نشأ مثل غيره من الأطفال تحت رعاية أبوين أسبغاه من العطف والدلال ما تجاوز الحد في مدينة إشبيلية الإسبانية تلك المدينة التي كانت منبعا للحضارة الإسلامية في يوم من الأيام ،وهو ما ساهم بشدة فيما وصل إليه المدافع الصلب الآن ،فكانت بدايته في عالم الساحرة المستديرة رفقة أشبال ناديه السابق إشبيلية حيث ترعرع ونشأ في فريق الشباب الأشبيلي لبضع سنوات وحينها قدم الفتي الصغير مستوى مميز للغاية يبشر بمستقبل واعد فتم تصعيدة فورا للفريق الأول رغم صغر سنه حيث لم يكن تجاوز الفتى اليافع 16 عاماً عند تصعيده للفريق الأول،وسرعان ما جذب راموس الأضواء نحوه بسرعة واهتمت به العديد من الأندية الإسبانية قبل أن يخطفه الفريق الملكي ويبدأ معه سلم النجومية الكبيرة منذ عام 2005 عن طريق الرئيس الحالي فلورنتينو بيريز.
راموس منذ قدومه لريال مدريد وهو يثبت يوم بعد يوم بأنه مدافع من طينة الكبار رغم الأخطاء التي أرتكبها في الكثير من المباريات وكلفة فريقه الكثير ولكنها كانت مجرد دروس ليتعلم منها الكثير قبل أن ينضج بشكل كبير ويصبح مصدر السعادة لجميع محبي الريال في كل مكان.
سيرخيو من أفضل المدافعين على مستوى العالم، نظير تمتعه بالقدرات الكبيرة ورأسياته القاتلة وتمريراته المثالية وقوته الجسمانية وصلابته الدفاعية، مدافع هداف وهو الأفضل في العالم تهديفا بالنسبة لكونه مدافعا حيث يعتبر ثاني مدافع هداف في تاريخ ريال مدريد بعد فيرناندو هييرو،فقد سجل بهدف الأمس ضد الديبور” 76 هدفاً ” في مسيرته مع النادي والمنتخب .
إضافة إلى تمتعه برأسياته التي تميز بها عن غيره من المدافعين لاسيما في تمركزه ومراوغته الخصم وإرتقائه ودقة ضرباته الرأسية واجادته التمريراته العالية والهدوء في طريقة لعبه،ودائماً ما تصنع الفارق وتحسم النتائج للفريق الملكي ولعل ما حدث في نهائي دوري أبطال أوروبا ضد أتلتيكو مدريد وأمام برشلونة بكلاسيكو الأرض مؤخرا وكذلك ديبورتيفو لاكورونيا بالأمس بالجولة الـ15 من الليجا بتسجيله هدف الفوز الرأسي القاتل على ملعب سانتياجو بيرنابيو ،خير دليل.
راموس القاتل المبتسم الذي عشقه المدريديستا في كل مكان فهو مقاتل وصلب ومشاكس ،يعرف ما يريده مدربه وينفذه باتقان كبير يمنح الدفاع المدريدي التوازن في الكثير من اللحظات الهامة ودائما ما يكون في الموعد حينما يكون فريقه بأشد الحاجة له بتسجيل الأهداف القوية والحاسمة ليخرس خصومه على طريقته الخاصة.
قاد القيصر فريقه ريال مدريد لفوز مثير وقاتل أمام ديبورتيفو لاكورونيا بهدف على طريقته الخاصة ليقود فريق التقني الفرنسي ذو الأصول العربية زين الدين زيدان لتحقيق رقماً قياسيا تاريخياً بالحفاظ على السجل الخالي من الهزائم ورفعه الى 35 مباراة محطماً الرقم السابق الذي كان بحوزة مدربه الهولندي ليو بينهاكر وحققه معه موسم 1988-1989،إضافة إلى مواصلة الفريق الملكي صدارة ترتيب الليجا برصيد 37 نقطة وبفارق ستة نقاط عن الملاحق برشلونة، وأستحق بالفعل أن تعنون له الصحف الإسبانية ” راموس استثنائي .. وريمونتادا أخرى في الدقيقة راموس و تسعين “.
راموس المنقذ كعادته يقول كلمته في الوقت القاتل ويُسعد عشاقه وجماهير فريقه الملكي فهو متخصص في التسجيل بالوقت القاتل بطريقة جعلت المدريديستا لا يخافون بمجرد رؤيته متواجدا بالتشكيلة الأساسية لثقتهم بقدرته على صنع الفارق مهما كانت النتيجة فهو مقاتل وبارع ومدافع من الطراز الرفيع وملك الضربات الرأسية القاتلة والحاسمة،فقد كانوا على حق حينما غنوا بالأمس بالبيرنابيو قبيل تسجيله وقالوا “سيرخيو راموس سيسجل والجماهير ستحتفل” ونجح القيصر في التسجيل بالفعل فالوقت الضائع لديه يختلف اختلافا كليا عن الأصلي.
القيصر المدريدي علق على أهدافه القاتلة ، بأنها تمثل عقليته التي تقوم على عدم الاستسلام داخل الملعب حتى النهاية وتمنى عند الاعتزال أن تبقى له مكانة خاصة في قلوب عشاق الفريق الملكي،لذا فإن لاعب مثله يعتبر الحاسم والعلامة الفارقة في كتيبة زيدان رغم كونه مدافعا وليس مهاجما أو صانع لعب رائع فهو يمتلك المقومات التي تجعله صانع البهجة والسعادة أينما تواجد داخل الميدان،وسيعاني الريال بعد اعتزاله كثيرا ، إنه أفضل مدافع في التاريخ .
وتأتي قوة وقيمة راموس الكبيرة حينما يغيب عن الفريق الملكي فتجد فريقه يعاني كثيرا في المنطقة الدفاعية إضافة إلى عدم وجود من ينهي ويقاتل للتسجيل حتى النهاية فهو المنقذ والحاسم والأهم في التشكيلة المدريدية رغم تواجد نجوم كبار ورائعين على غرار كريستيانو رونالدو وتوني كروس ومودريتش وجاريث بيل وإيسكو وموراتا وغيرهم ولكن يظل راموس العلامة الفارقة في فريق زيزو، فهو استثنائي.
أرقام راموس الرائعة والكبيرة على الصعيدين الفردي والجماعي رفقة فريقه ريال مدريد وكذلك المنتخب الإسباني المتوج معه ببطولتي كأس أمم أوروبا وكأس العالم تجعله أسطورة من أساطير ريال مدريد الحية ويستحق الكثير والكثير فقد حقق كل شيء دوري وكأس ملك إسبانيا والسوبر ودوري أبطال أوروبا وسوبر أوروبي ومونديال الأندية إضافة إلى ما فعله رفقة منتخب بلاده بالسيطرة على اليورو والمونديال قبل سنوات قليلة ،وينقصه فقط التتويج بالكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم ولكن ذلك لن يتحقق في ظل وجود زميله البرتغالي كريستيانو رونالدو والساحر الأرجنتيني ليونيل ميسي اللذان يحتكران تلك الجائزة بالسنوات الأخيرة وسيواصلان ذلك طوال تواجدهما على أرضية الميدان.
صخرة دفاع ريال مدريد هو من محبي مصارعة الثيران، التي تحظى بشعبية في مسقط رأسه،وعلاقته وثيقة مع الأصدقاء العاشقين والممارسين لها على غرار مصارع الثيران اليخاندرو ،وقد أحتفل بالإنتصارات مع كل من ريال مدريد واسبانيا باستخدام عباءة ماثادورس بعد الفوز على إيطاليا في يورو 2012 خرج على أرض الملعب بعد أن تم منح فريق ميداليات ذهبية، في رداء وردي من تالافنت وخلال الإحتفال بعد فوز ريال مدريد على برشلونة في نهائي بطولة كأس ملك إسبانيا في عام 2014.
راموس الذي قاد ريال مدريد للفوز بلقب دوري أبطال للمرة الحادية عشر في تاريخ مشاركاته بدوري الأبطال إثر فوزه 5 / 3 بركلات الترجيح على جاره ومنافسه العنيد أتلتيكو مدريد في المباراة النهائية للبطولة بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1 / 1 ،وسجل هدف الريال وفاز بلقب أفضل لاعب في المباراة آنذاك،وقبلها بعامين فقط ، سجل هدف التعادل القاتل لفريقه في الثواني الأخيرة من المباراة النهائية لدوري الأبطال أيضا في مواجهة أتلتيكو مدريد ليدفع باللقاء إلى الوقت الإضافي الذي حسمه الريال لصالحه وتغلب على أتلتيكو 4 / 1 ،أكد بأن التضحية والقتال منذ البداية وحتى النهاية يصنعان الفارق بنهاية المطاف مهما كانت النتيجة.
فهو اللاعب الوحيد في ريال مدريد والعالم القادر على منح فريقه السعادة بالدقائق القاتلة فهو لم يفعل الأمر مرة أو مرتين ولكنه أكد تخصصه بالتسجيل واخراس كل خصومه على طريقته الخاصة بالثواني الأخيرة من المواجهات سواء كانت أمام الكبار أو الوسط وحتى أصحاب المراكز الأخيرة، إنه القيصر بكل ما تحمله الكلمة من معنى .. وتعظيم سلام له على ما يقوم به داخل الميدان مع فريقه ومنتخب بلاده وأتمنى أن يكون هناك لاعبين مثله في عالمنا العربي في يوماً ما.