كتبه: طاهر حسن
فساد القمة
إقتناعك الذاتي لا يعد حجة كافية على صحة الأمر. “روبرت هالف”
إن العالم مليء بالصبار ولكننا لسنا مضطرين للجلوس عليه. “ويل فولي”
كلما زاد الجهل زاد التعصب. “وليام أوسلر”
تعاملنا مع المجتمع من حولنا يخضع لأنماط محددة من التفكير، وتصورات مسبقة وأحاسيس وعواطف، وتجارب ذاتية. ولكي تفهم وتتوقع تصرفات شخص ما عليك أن تدرك السيناريوهات والخيالات التي تكون عالمه النفسي الداخلي والتي تحدد الخريطة الإدراكية والعاطفية الخاصة به.
ولكي تفهم ثقافة منظمة ما عليك أن تشاهد القمة أولا، فلعل الفساد يبدأ من هناك، ولعل هذا الفساد يكون فرديا في رأس المنظمة بالأخص، وقد يكون “عصابيا” في قمة المؤسسة حيث تسيطر عليها عصابة “جماعة” واحدة متفقين على مجموعة أراء ثابتة و”متوحدين” معها.
قد يكون الفساد نابع من مرض فردي Individual pathology أو من مرض عصابي تنظيمي Organization Pathology ” ، وطبعا كلاهما يؤدي إلى ضعف المؤسسة، وإن كان المرض العصابي أشد فتكا بالمؤسسة لأنه فكر جماعي وليس فردي قد يزول بزوال السبب!!!
ويعكس قول أسباني مأثور الرباط بين القيادة الغير فعالة وانهيار المؤسسة حيث يقول:
“تبدأ رائحة العفونة من رأس السمكة”.
تأثيرالقيادة على المنظمة:
قد تتأثر الاستراتيجية والهيكل التنظيمي تأثيرا كبيرا بشخصية القائد، ويكون التأثير أكثر لو كان التأثير من جماعة “عصابة” تسير المؤسسة لصالح أفكارها، سواء كانت الأفكار صالحة أم غير ذلك.
كبار التنفيذيين المسؤولين في مؤسسة قد يعملون علي خلق “خيالات مشتركة” تخترق كافة مستويات العاملين والمنتمين للمؤسسة وتصنع ثقافة تنظيمية سائدة بفكر القيادة، وينعكس ذلك على الهيكل والاستراتيجيات، ويزيد التأثير كلما كانت المؤسسة مركزية.
ويجب أن نؤكد هنا علي أنه أحيانا تحدث حالات يكون القائد فيها غير مسؤول عن فساد المؤسسة ومثال علي ذلك وجود قائد لشركة كبيرة لكن يعمل في سوق به ركود شديد أو قائد جاء لمؤسسة تعاني من منافسات غير صحية أو قائد وصل لمؤسسة فاسدة بالأساس ولم يستطع التغيير بسرعة، ويهمنا هنا القول أن القائد الي يجد أنه لن يستطيع التغيير فعليه أن ينسحب بسرعة ولا يستجيب لضغوطات تحيل عمله إلى سراب إلا إذا كان واثقا من قدراته وواثقا في طريقة التغيير ولديه الصبر علي ذلك.
ملخص لخمس أمراض تسيطر علي القيادة ومدى تأثيرها على المؤسسة:
1- مشكلة الدراما.
2- مشكلة الشك.
3- مشكلة الانفصال.
4- مشكلة الاكتئاب.
5- مشكلة القسر.
Leave a Reply