أخبار إيرانأهم الاخباراهم المقالاتمقالات واراء

القضية الإيرانية الأساسية وحلّها؟

بقلم نظام میر محمدی الخبیر فی شوؤن ایران

في مؤتمر عُقد يوم 18 يونيو في البرلمان الأوروبي بستراسبورغ، رحّب السيد خافيير سارسالخوس، رئيس لجنة الحريات المدنية والعدالة والشؤون الداخلية بالبرلمان الأوروبي، خلال كلمته بالسيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية للفترة الانتقالية، قائلاً: “لطالما كان هناك إغراء في التعامل مع إيران بأن نُساوِم على الحرية مقابل الاستقرار. لكن في النهاية، لا يتحقق استقرار ولا حرية. لقد ولّى عهد الوهم، والتعامل مع تهديد النظام الإيراني لم يعد قابلاً للتأجيل. ولهذا السبب، تكتسب رؤية السيدة رجوي أهمية”.
وفي هذا المؤتمر، ألقت السيدة رجوي كلمة خاطبت فيها أعضاء البرلمان الأوروبي والشخصيات الأخرى المشاركة قائلة: “الحرب التي بدأت فجر يوم الجمعة 13 يونيو، هي بداية مرحلة خطيرة في وضع إيران والتحولات الإقليمية. لكن يجب أن أؤكد أن الحرب الحقيقية التي تدور منذ 44 عاماً، وبالتحديد منذ 21 يونيو 1981، هي حرب الشعب الإيراني ومقاومته ضد حكم الفاشية الدينية، وحلها يكمن في إسقاط هذا النظام على يد الشعب والمقاومة الإيرانية. لقد قلت قبل 21 عاماً في هذا البرلمان إن حل القضية الإيرانية ليس في المساومة ولا في الحرب، بل في الحل الثالث، وهو تغيير النظام على يد الشعب والمقاومة المنظمة. وأضفت: ‘إن سياسة التسوية والمساومة تشجع نظام الملالي على مواصلة سياساته، وفي النهاية تفرض الحرب على الدول الغربية.. لا تدعوا تجربة ميونخ تتكرر مع الملالي المسلحين بالقنبلة النووية.. والآن نرى أن المساومة مع النظام قد فرضت الحرب. واليوم، أؤكد مجدداً أن شرط السلام والأمن المستدام في هذه المنطقة من العالم هو تغيير النظام الإيراني على يد الشعب والمقاومة الإيرانية”.
وذكّرت السيدة رجوي: “مقاومتنا قالت منذ البداية إن الأفعى لا تلد حمامة، والديكتاتورية الدينية غير قابلة للإصلاح. إنها تسعى لتصدير الإرهاب والأصولية والأسلحة النووية ولا تتخلى عن التخصيب. لقد كانت مقاومتنا هي التي كشفت أول مرة في أغسطس 2002 عن المنشآت النووية السرية لنظام الملالي. وقد أشار رئيس الولايات المتحدة آنذاك، ونائب الرئيس، ووزير الخارجية، ومستشار الأمن القومي لذلك البلد، مراراً إلى حقيقة أن العالم كان غافلاً عن مشروع صنع القنبلة لدى النظام، وأن المقاومة الإيرانية هي التي نبهت العالم. وإلا لكان النظام قد صنع القنابل سراً. في ذلك اليوم، كان السؤال المطروح هو: ماذا يجب أن نفعل؟”.
وقالت رجوي: “القضية الراهنة في إيران والحرب التي نشبت بسببها هي القضية النووية. لكن القضية الإيرانية في مجملها تتجاوز بكثير برنامج النظام النووي. إن قضية إيران في جوهرها هي الصراع بين الشعب والمقاومة الإيرانية وبين الاستبداد الديني. ففي العام الماضي، أعلن مقرر الأمم المتحدة أن عمليات القتل والمجازر التي تعرض لها السجناء السياسيون في الثمانينات، وخاصة صيف 1988، تعد إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية. انظروا إلى حصيلة انتهاكات حقوق الإنسان في إيران خلال العام الماضي. فمنذ تولي السيد بزشكيان مهامه في أغسطس 2024 وحتى اليوم، تم إعدام أكثر من 1350 سجيناً. لا يوجد بلد في العالم يشهد هذا العدد من الإعدامات بالنسبة لعدد سكانه كما هو الحال في إيران. ومع ذلك، تولي الحكومات ووسائل الإعلام الغربية اهتماماً ضئيلاً جداً لذلك”.
وفي جزء آخر من كلمتها، أضافت السيدة رجوي: “إن حل هذه الحرب والأزمة يكمن في إسقاط هذا النظام وتغييره بواسطة الشعب والمقاومة الإيرانية. هناك بديل منظم ذو برنامج محدد وتاريخ طويل في معركة لا هوادة فيها ضد الديكتاتورية الدينية، وهو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الذي يكمل هذا العام 44 عاماً من تأسيسه. لا يمكن جلب البديل إلى السلطة كما كان قبل 100 عام بتعيين ملك من قبل بريطانيا، أو كما حدث في عام 1953 بانقلاب من قبل الولايات المتحدة ضد الحكومة الوطنية للدكتور مصدق، الذي تم قمعه وتعذيبه وإعدامه وفرضه. لو كانت هناك حكومة وطنية وديمقراطية في السلطة، لكان تاريخ إيران ووضع هذا الجزء من العالم مختلفاً، ولما وصل الخميني والملالي إلى السلطة”.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى