أحيانًا تسير أمور حياتنا بطريقة مغايرة لما نُقدم عليه أو نفكره فيه، الأمر الذي قد يُحدث نتائج، ويتسبب في ارتكاب أفعال لم نكن نتوقعها أو نضعها في الحسبان هذا ما يمكن أن نُشبهه بما جرى بمنطقة عامر في بولاق الدكرور، حينما تسببت حُسن نوايا “أحمد” الشاب العشريني في محاولة فض اشتباك ومشاجرة بين طفلين في وفاته بطعنات نافذة بأنحاء جسده.
تدخل “أحمد” المجني عليه لفض اشتباك بين طفلين، أحدهما يعمل معه في “كشك خاص به” وآخر كان يلعب بالكرة- عرّضه للسب من أحد الأطفال؛ الأمر الذي دفعه للاعتداء عليه، وقد تزامن مع ذلك مرور شخص آخر يدعى “أحمد عمر” الجاني، فشاهده وهو يضرب الطفل، فلم يترك الموقف، ويُكمل طريقه، بل حاول إيقاف ما يحدث وتدخل لإيقاف ضرب الطفل: “سيب الطفل ده عيل صغر”.
ما حدث عقب ذلك لم يكن بحسبان الجميع، حيث طالبه “أحمد، المجني عليه، بالانصراف كيلا يفعل به ما فعله مع الطفل، لتبدأ الأزمة بينهما، ويتطور الموقف، ويتحول إلى اشتباكات انتهت بإزهاق روح “صاحب الكشك”، وذلك بعدما اصطحب المتهم شقيقه وصديق لهما وتعديا عليه بالضرب بـ”مطواة وشومة”، دون تدخل أحد من المارة بعد تهديدهما “اللي هييجي هنا هيموت هو كمان”.
يقول “رضا. ك”، صديق المجني عليه: يوم الواقعة كنت في المنزل، ولم أذهب إلى عملي، وبعد سماع صراخ شديد أسرعت إلى مكان الواقعة، ووجدت “أحمد” غارقًا في دمائه، بعدما تم طعنه عدة طعنات بعد مشاجرته مع المتهمين، مضيفًا: أحمد كان لوحده عشان كده معرفش يعمل حاجة معاهم، وكانوا جايين ناويين على شر وجايبين سلاح أبيض معاهم عشان يقتلوه.
أضاف، في تصريحات خاصة، أن المشاجرة تم فضها في البداية، لكن المتهم عاد مرة أخرى برفقة شقيقه وصديقه للانتقام من “أحمد” دون أي مقاومة من المجني عليه، بسبب غدرهم به، وحينها لم يستطع أحد الاقتراب منهم بسبب ما كان بحوزتهم، فتناوبوا ضربه بالشومة والسلاح الأبيض “المطواة”.
وأشار إلى أن شغب الأطفال يحدث باستمرار في المنطقة، ولم يكن هناك داعٍ لتطور الأمر هكذا، خاصة أن “المجني عليه” كان دائمًا في حاله، وليس لديه علاقات كثيرة “على طول في محل أكل عيشه”، موضحًا: بعدما شاهدنا أحمد غارقًا في دمائه أسرعنا به إلى أحد المستشفيات لمحاولة إنقاذه، لكن باءت محاولتنا بالفشل.
وبالقرب من مكان الواقعة قال “سمير. ص” عامل بإحدى المحال المجاورة لموقع الحادث: في البداية كنا نتوقع أن الأمر لا يتعدى كونه شجار بالألفاظ فقط بين المتهم والمجني عليه، باعتبار أن اشتباكات الأطفال تحدث باستمرار، ودائمًا ما ينتهي الأمر دون تطورات تذكر، لكن استمرار الطفل في سب المجني عليه جعله يسارع بضربه، وهو ما كان سببًا في احتدام المشاجرة، وبعد دقائق من الشجار بين المتهم والمجني عليه، تمكن عدد من الأهالي المتواجدين بالقرب من كشك “أحمد” من فض الشجار بينهما، لكن المتهم عاد مرة أخرى “كان ناوي شر” محاولًا الانتقام من المجني عليه، وحينها لم يستطع أحد الاقتراب من محيط الحادث “كل واحد كان خايف على نفسه”، واستغل المتهمون عدم تدخل الأهالي لفض الاشتباك في طعن المجني عليه عدة طعنات بجسده وضربه بالشومة على رأسه فخر ساقطًا على الأرض غارقًا في دمائه.
أما “محمد. ي” جار المجني عليه فيقول: طول حياتنا نعرف “أحمد” وعمرنا ما سمعنا إنه بتاع خناقات أو مشاكل عشان كده لما دخل خناقة مات، موضحًا أن المجني عليه تزوج منذ قرابة العامين ورزقه الله بطفل منذ عدة أشهر، “الطفل اتيتم قبل ما يشوف أبوه منه لله اللي عمل في أحمد كده”.
وأضاف: بعدما علمنا بتعرض أحمد للاعتداء من قبل بعض الأشخاص ذهبنا على الفور إلى مكان الحادث- الكشك- لكن بمجرد وصولنا علمنا أن بعض الأهالي حملوه، وتوجهوا به إلى أحد المستشفيات لمحاولة إنقاذه، وكنا نظن حينها أن الإصابات طفيفة لكن الطعنات التي تعرض لها أدت إلى وفاته في الحال وسط ذهول من جميع أهالي المنطقة.
كان قسم شرطة بولاق الدكرور تلقى بلاغًا بمشاجرة انتهت بوفاة شاب عشريني، وبالفحص تبين أن الجثة لصاحب كشك، يدعى ” أحمد”.
وبتقنين الإجراءات تمكن ضبط المتهم، وبحوزته السلاح المستخدم في الجريمة، وحُرر المحضر اللازم بالواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيق وأمرت بحبس اثنين 4 أيام على ذمة التحقيقات وجددها قاضي المعارضات 15 يومًا.