الآليات المتبعة في طريقة تشكيل الحكومات العراقية منذ أول إنتخابات جرت في البلد عام 2005 ولغاية آخر تشكيلة وزارية برئاسة الدكتور حيدر العبادي لا يشك أحد بأنها كانت قائمة على دعامة التوافقات بين الكتل والأحزاب المتصدرة للمشهد السياسي ،
ولولا تلك الدعامة ما كان لتلك الحكومات أن ترى النور ، اليوم تحاول الطبقة السياسية جاهدة إقناع العراقيين بأن طريقة تشكيل الحكومة الجديدة مغايرة تماما عن الطرق التي اتبعتها في تشكيل الحكومات السابقة ،
وتصرح في الإعلام دائما أن من أهم المعايير التي اعتمدتها كشرط أساسي في تحديد هوية الوزراء المرشحين هي الاستقلالية والكفاءة والتخصص ، وهي شروط مقبولة ومنصفة شريطة أن تُطَبّق على الجميع بالتساوي ،
لكن أن تفرض على مرشح معين ويستثنى منها آخرون فذلك إخلال ونقض بما تعهد به المخولين بتشكيل الحكومة ، الرفض المستمر من قبل كتلة سائرون لتولي السيد فالح الفياض حقيبة وزارة الداخلية كونه لا تنطبق عليه شروط المرجعية التي بالاضافة إلى ماذكرناه سابقا أن يكون غير مجرب ،
دفعني إلى مراجعة ملفات الوزراء الذين تمت المصادقة عليهم داخل قبة البرلمان للتأكد من سلامة موقفهم من تلك الشروط ، فوجدت أن فيهم من كان يشغل مناصب في الحكومات السابقة ، وفيهم من هو غير مستقل حزبيا وعقائديا ،
بالإضافة إلى الفارق الكبير بين العمل والتخصص ، ناهيك عن شمول البعض منهم بقانون هيئة المساءلة والعدالة ، كل هذا يدفعنا إلى الإعتقاد بوجود اسباب خفية تكمن وراء رفض الفياض غير تلك التي تثار في الإعلام .