بقلم/الشيماء صلاح الدين يعد عيد الحب أو يوم الفلانتين وهو الموافق لليوم الرابع عشر من شهر فبراير من أكثر الأيام إثارة للجدل المجتمعى من حيث امكانية الأحتفال به من عدمه. تاريخياً يوافق الرابع عشر من فبراير ذكرى إعدام القس فلانتين وذلك فى القرن الثالث الميلادى،حيث منع أحد أباطرة الأمبراطورية الرومانية إتمام عقود الزواج للشباب فى سن التجنيد وذلك لتثاقلهم عن الخروج للغزوات والحروب لرغبتهم فى البقاء إلى جوار زوجاتهم،فقرر ذلك الأمبراطور منع الزواج للجنود. أثار ذلك القرار المجحف حنق القس فلانتين الذى رأى أن فى قرار الأمبراطور معارضة لسنة الزواج التى هى سنة الله فى الأرض،ولكن لأن الديانة المسيحية فى ذلك الوقت فى بداية أعتراف الأمبراطورية بها كديانة رسمية ضمن الديانات المعترف بها فى الأمبراطورية الرومانية،قرر القس أن يتم عقود الزواج للشباب المتحابين الراغبين فى الزواج من حبيباتهم سراً وكانوا يهدونه الورود الحمراء تعبيراً عن شكرهم لصنيعه.
أستمر فلانتين فى إتمام عقود الزواج حتى وصلت وشاية للأمبراطور تبلغه بما يفعل ذلك القس،فيأمر بألقاء القبض عليه ومن ثم إعدامه،ونكاية فى الأمبراطور وإحياءاً لذكرى القس فلانتين،قرر الشباب إتخاذ يوم إعدامه مناسبة لعقد الزواج أو لأعتراف كل شاب بحبه لحبيبته.
أما فى وقتنا الحالى،فيعد يوم الفلانتين يوماً أحمراً بإمتياز،فيصر بعض الفتيات والشباب أيضاً على أرتداء الملابس الحمراء والتهادى بالورود وخاصةً الحمراء منها ومؤخراً ظهور الدمى الحمراء أيضاً.
وأصبح هذا اليوم فرصة ذهبية للتعارف بين الجنسين وهو ما أبتعد تماماً عن السبب الرئيسى الذى من أجله أقيم الأحتفال.
أما فى الديانات السماوية وخاصة ً الأسلام والمسيحية فالحب له أوجه كثيرة وليس مقصوراً على الحب بين الذكر والأنثى،بل يمتد ليشمل حب الأصدقاء والأقارب والجيران وكل إنسان على وجه الأرض.
هل الأحتفال بعيد الحب يعد خروجاً عن تعاليم الأسلام مثلا؟
من المعروف أن الأعياد فى الأسلام الفطر والأضحى ،وهى أعياد لها صفة وأرتباط بعبادات وركنين من أركان الأسلام وهما الصيام والحج.فليس من الطبيعى أعتباره عيداً بالمفهوم الدينى أو العقائدى.
ومن الغريب أعتبار الأحتفال بيوم الحب مثلاً تشبهاً بالغرب أو خروجاً عن تعاليم الأسلام إن كان المقصود منه مجرد التعبير عن الحب لأشخاص ذوو مكانة خاصة فى حياتنا،وإن كنت ضد سياسة إتباع السواد الأعظم من الناس لمجرد أن أكثر الناس يفعلون هذا الأمر أو ذاك.
كما أن التعبير عن الحب،خاصةً بين الزوجين،لا يجب أن يكون فى يوم معين ولأن الجميع يحتفلون أو يتهادون،بل يجب أن يكن مستمراً وغير مشروط ولا مرتبط بموعد أو مناسبة.
أجعلوا الحب والتعبير عنه عادة يومية ولو بأقل القليل ولا تنتظروا أعياداً بل أصنعوا عيداً للحب كل يوم.