كتب : محمدالعوضى
تعانى مصر ومعظم بلاد العالم من كم كبير من الفساد سواء الفساد المالى أو فساد بعض الأشخاص من ضعاف النفوس فى المواقع الهامه والحساسة فى معظم المؤسسات ويظهر هذا الفساد واضحا وجليا فى بلدنا الحبيب الغاليه مصر فلو نظرنا إلى الفساد المنتشر فى معظم المؤسسات على مستوى مصر لرأيناه واضحا كوضوح الشمس فى وسط النهار فى كافة الوزارات.
والتى لا يستطيع أحد ضبطها لأنها تحدث داخل كواليس خاصه بكل وزارة ولايستطيع أحد أن يضبط هذا الفساد بأى طرق قانونيه مثل فساد الوزارات فى التعيين والوظائف والتى من المفروض أن تكون على أسس وضوابط محدده ومن أهمها هى النبوغ أثناء التعليم و الكفاءة والمهارة وقبل ذلك هو إجتياز الإختيارات المقرره والفحوصات الطبية اللازمه ولكن لكل وزارة حساباتها الخاصة التى يحصل من خلالها من يريد العمل بها على هذه الفرصه وهى طرق ملتويه وغير قانونيه ولا يستطيع أحد على مجابهتها أو محاربتها مثل الوساطه للتعينات لنسب أو قرابه أو الحصول على هذه الفرصه من خلال أعضاء مجلس الشعب كما كان فى السابق أو تقاضى الرشوة لبعض المسؤلين الفاسدين والتى يحصل عليها بمنتهى الحرص حتى لا يمكن أن يثبتها أحداً عليه ولها عدة طرق وهى أن تجمع تلك المبالغ عن طريق بعض المناديب المنتشرين لهذا المسؤل فى الخفاء فى كافة أنحاء الدولة والتى يحصل على تلك المبالغ من شخص إلى شخص إلى شخص ولايستطيع أحد أن يثبتها على أيا من المسؤلين.
وهناك طرق كثيرة جدا لجمع هذه الرشاوى أى أن هذا الموضوع أصبح كتجاره وسلعه فى سوق عرض وطلب مما يساعد على ضياع حق الكثيرمن أبناء الشعب ممايستحقون تلك الفرص والتى يحصل عليها أشخاص لا يصلحون لهذه الوظائف الهامة ثم أن هناك سؤال يطرح نفسه ولابد من الاجابة عليه .
كيف لموظف حصل على عمل عن طريق الرشوه أن يكون مثالا للشرف والأمانه؟
الكارثة أن هناك علماء دين قاموا بتحليل دفع الرشوه إذا كانت هى السبيل الوحيد للحصول على حق من حقوق هذا الشخص القادر ماديا وربما يكون غير كُفء لهذا العمل الذى حصل عليه أو أنه حصل على شيئ ليس من حقه فكيف بغير القادر على دفع الرشوة لفقره أو عدم قدرته رغم كفائته أو قدرته على إحداث تغيير فى مجال عمله الذى نبغ فيه ونجح بتفوق وعلى الرغم من ذلك لم تتوقف تلك الأعمال حتى بعد الثورة .
لو تتطرقنا للفساد فى بعض المؤسسات الأخرى مثل فساد التعليم من المرحلة الإبتدائيه إلى الجامعه وما أدراك ما الجامعه وما أدراك مايحدث بتلك الكواليس الخطيرة داخل المؤسسات العريقه الجامعيه ومايحدث على مستوى هيئة التدريس وما يحدث من تصرفات بعض هؤلاء الأساتذه وخاصة فى مجال التعيين داخل الإصطاف فى هيئة التدريس وحرص البعض منهم على تعيين أبنه مثلا ضمن هيئة التدريس حتى رغم علمه أن إبنه لا يستحق تلك الفرصه أو هذه المكانه ويقوم بتجاوزات كثيرة متغاضيا عن مراقبة ضميره ويعطى لأبنة فرصة شخص آخر أكثر منه كفاءة وتعليما ولكن لا يجد وساطة أو مساندة من أحد فما أكثر هذه الأمثلة الواضحة والظاهرة وخاصة بين طبقة مؤثرة من المفروض أن تكون لها الفضل الأكبر فى تعليم الأجيال والشباب الذين سيقودون البلاد ويمسكون بدفة القيادة لتسير مصر بسلام وأمان فى وسط دول العالم وتنافس جميع دول العالم فى كافة المجالات
فكيف لمعلم فاسد أن يخرج متعلم شريف؟
خلاصة القول أن الأزمة كلها أزمة ضمير فهو المتحكم الأول والأخير فى تصرفات الإنسان فمن فقد أو أنعدم عنده الضمير لا مراقب عليه ولا حتى المولى عزوجل لأنه لم يخشاه عندما عصاه الضمير الضمير ياساده هو الرقيب على تصرفات الإنسان أولا وأخيرا وإلا فلن يحل حلال أو يحرم حرام ولكن لابد من أن يفيق الجميع قبل أن يفوت الأوان وأن نوقظ ضمائرنا قبل أن تنفجر هذه القنابل الموقوته والتى ستعصف بكل ما فى طريقها من حياة.