بقلم / امير السكرى
أن يصبح الفساد كالدماء التى تسرى فى العروق.. أو كالهواء الذى نتنفسه .. وأن تصبح اقصى أحلامنا أن نجد قيادات غير فاسده، فهذه امورآ اغرب من الخيال، ولم تحدث حتى فى بلاد ماوراء النهر ،أو فى جمهوريات الموز! ولكنها حدثت وأستفحلت فى بلد الحضاره مصر، وما أدراك ما مصر! والتى ذكرت فى كتاب الله الكريم أكثر من مره وعلى أرضها كلم نبى الله موسى ربه .فانظروا إلى قيمة ومكانة هذه البلده عند المولى عزوجل؛ فعلينا الفخر والتباهى بها اذن .وعلى هؤلاء الذين أوقعوها فى بحر الفساد اللعنه، فهم أقذر وأحقر من أن يذكروا فى موضوعى هذا ! فهذه الحكومات المتعاقبه اقصد العصابات المتعاقبه !!ساهمت بشكل فعال ليس فقط فى تزكيه الفساد، وإنما قطعت شوطآ كبيرآ نحو ترسيخ الفساد وتقنينه إلى أن صار مثل العادات اليوميه او المسلمات، حتى أن وصل الأمر لإعتماد الكثيرون عليه من أجل لقمة عيشهم فهم يجدون هلاكآ بدونه، وأن حياتهم لا قيمه لها بدون الإنغماس فيه ! ،ومايحدث لهو نتاج منظومات حاكمه شريكه فى الإفساد بصوره مباشره أو غير مباشره ، وإن كانت غير ذلك فهى مسئوله بحكم مقتضيات وظيفتها، والحاكم ماهو الا رئيس مجلس اداره الفساد، وحامى حماه، والذى يخرج علينا كالعاده معللا تردى الأوضاع المعيشيه بنقص الموارد الماليه وزيادة عدد السكان وفى نهايه مدته وبعد إكتمال نصاب النصب ! يخرج إلينا إن كان على قيد الحياه أو قبل دخوله السجن وهذه هى النهايات المعهوده لحكام مصر!! محاولآ لعب دور البطوله، وغسل اليد، والتبرأ من ذلك ،وأنه سيقضى على الفساد وسيحاسب المفسدين كما حدث فى ثوره يناير! ،وأنه لم يكن يعلم بهذا الفساد وكأنه كان يعيش فى دوله اخرى! وهكذا تتوالى علينا هذه النوعيه فنحن فى مقدمه دول العالم فى إستنساخ تجارب الفساد، و كذلك قياداته، والواضح أننا لم نعد نمتلك بديلا لهؤلاء المجرمين المفسدين ،فنحن نسير بمنطق شالوا الدو حطوا شاهين! مجرد تغيير شكلى فقط معتمدا على نظريه القوه والمال وليجلب لنا سلاح القوه مايشاء فالمهم أن يتم المحافظه على هذه الخليه وهذا الجسد . ونهايه اقول ان النهضه والتقدم ليست مرهونه فقط بتدشين مشروعات قوميه، وانما تتوقف ايضا على غلق صنبور الفساد ولابد ان يسيروا معا بالتوازى، ومع اعترافنا بصعوبه القضاء على الفساد الا ان طرق هدمه تكمن بشكل اساسى فى تعديلات تشريعيه جذريه ستسهم اكيدا فى تضييق الخناق علي هذ الوباء، وهزيمته فلقد تضررنا منه لسنوات عجاف حتى ان اوصلونا الى الخضوع له، وخفض الجناح، والتسليم بوجوده كمسلم او شىء بديهى ،وهذا ما يعزز من تماسكه وانتشاره تدريجيا فى المجتمع ولكن ما قصد ابرازه هو ان نضع فى الاعتبار قوانين صنعتها انظمه فاسده اعطت الضوء الاخضر للفساد قبل اى حديث عن سلوكيات المواطنين او التحجج بها كسبب للفساد وماظهر فى الفتره الاخيره من فساد المسئولين ليس من قبيل الصدفه ،ولكنها حلقه من حلقات مسلسل الفساد و التى بدأت فى السابق ولم تنتهى بعد.. فمنظومه الفساد من أقوى المنظومات داخل مصر وتحقق معدلات عاليه جدآ !!ولم تتاثر بالثورات والتى تم إفشالها ببراعه لكى يمضى الفساد فى طريقه التاريخى المعهود محققآ معدلات قياسيه تجعلنا فى صداره العالم وهذا هو قمه الانحطاط والتخلف . وأرجو من الله أن يضع نهايه لهذا المشهد العبثى والذى تستباح معه مقدرات الدوله وثرواتها.