تقريبا ومنذ بزوغ فجر البشريه علي الأرض لم يأتي يوما في تاريخ العالم الموغل في القدم لم يرتوي فيه الثري بدماء الإضطهاد والإقتتال الهمجي،وأؤكد الهمجي علي إختلاف العصور إبتداءا برجل الكهف البدائى حتي رجل الحضاره والمدنية والسؤال الذي يتخلل عقولنا جميعا تلقائيا هنا هو تري لو لم توجد الأديان أو تتنوع هل كان التاريخ سيسطر صفحات دمويه ،وأرقاما فلكيه لضحايا الحروب الدينيه علي هذا النحو؟ ربما كثيرا من الادينين قد إتخذوا هذا السؤال ركيزه قويه لدعم أفكارهم ورفض الأديان جميعها أرضيه كانت أو سماويه وإعتناقهم لمقولة كارل ماركس الشهيرة ،الدين أفيون الشعوب يخدرها وهى جمله غامضه يفسرها البعض على ان الدين أداه الحكام الطغاه من اجل كسب ولاء شعوبهم ويفسرها البعض على ان الدين مجرد مخدر يتعاطاه اليشر ليخدروا نفسهم بوهم الامل فى الخلاص بعالم أخر ولكن بعيدا عن أفكار فلاسفه الوجوديه والماركسيه ،والصراع بين الماديات والمعنويات فالمجال هنا ليس تفنيد أفكار أيا الفريقين ولا ضحص فكر بعينه، موضوع البحث هنا أبعد من ذلك فجميعنا كبشر نتفق علي ثوابت بعينها وهي ان الفطره البشرية السويه تنبذ العنف تكره ,الدم تلفظ الحروب ولكن بجانب هذه الفطره هناك غرائز ثانوية من بين هذه الغرائز الموجوده بكل البشر بنسب متفاوته غريزه العنصريه والساديه والماسوشيه ولكن أخطرهم على الاطلاق هى العنصريه فهى كخليه متناهيه الصغر تكمن فى نفوسنا جيعا :غريزه كامنه في نفوس كل البشر يسجنها التحضر ويقتلها العلم وتوقظها نعرات الجهل وابواق التخلف لتلتهم قرونا من حضاره الانسان في لحظه واحده وان كان التاريخ على مر عصوره كان حافلا بالحروب الدائره على ركائز دينية ومذهبيه فإننا لو تأملنا مابين السطور سندرك أن جل هذه الحروب قامت لأطماع سياديه ورغبه فى التملك والامر كله كان أبعد مايكون عن تحقيق مقاصد دينيه وتعاليم إلهيه والسؤال هنا ما الدافع الخفى القوى الذى كان على الدوام يحرك الجيوش ويشحذ النفوس للدخول فى دوامات سرمديه من الحروب الدمويه وماينجم عنها من ضحايا لاحصر لها ان علماء النفس والاجتماع يعلمون مصطلحا هاما يعرف بالديماجوجيه ,وهى فن الخطابه السياسيه وإشعال الحماسه فى الوجدان الجمعى بكلمات رنانه وأداء متقن بالشكل الذى يخدر الجموع ويشعل بدواخلهم نيرانا من التعصب الاعمى لفكره القائد والاستعداد للتضحيه بأعمارهم من أجل تبنيهم أفكاره والحقيقه ان كل مجازر التاريخ بدأت بخطب قويه من زعيم ملهم أو قائد محنك أو رجل دين قوى الاسلوب كل هؤلاء كانو يدركون جيدا أن البشر يملكون داخلهم تلك البذره الشريره التى خلقها الله بداخلنا كإختبار صعب ساعدت الاديان على المرور منه بسلام فأنت تتحمس لفكره ما ثم تدريجيا تتحول حماستك لتعصبا للفكره ثم يتحول تعصبك لأفكارك لتعصبا ضد أفكار الغير ثم تنتقل لمرحله العنصريه وهى إحتقار الاخر ورفضه تماما واخيرا تنتهى السلسله بمشاعر ساديه وهى غريزه مكبوته أخرى تجعلك تشعر بشىء من النشوه والتلذذ وانت تمزق لحم خصمك هذا هو تفسير معظم أحداث الحروب الدمويه عبر التاريخ, فعندما وطئت أقدام المهاجرين الاوروبين أرض أميركا البكر وجدوا شعبا هناك مستوطنا منذ قديم الازل ,كان لابد من التخلص منهم من أجل رفاهيه الساده البيض فعمل القاده على إيقاظ نعره العنصريه ضد هذه القبائل الهمجيه الشريره الوثنيه ولم ينسوا أن يضفوا مسحه دينيه تبارك عملهم المقيت هنالك وكانت النتيجه سقوط مئة مليون هندى أحمر عبر عشرات السنين من دفع أله الاباده العرقيه وتكرر نفس السيناريو مع الحشود التى جلبوها من افريقيا من أجل العمل فى بناء الدوله الوليده فكانوا يكدسونهم فى السفن بطريقه غير أدميه بل غير حيوانيه حتى كان أغلبهم يموت اختناقا قبل الوصول الى العالم الجديد فيلقون به فى المحيط ,لانهم كانوا ينظرون اليهم باعتبارهم درجه أدنى من مستوى الرجل الابيض بل ترسخ الامر حينما ذكر داروين فى نظريته الشهيره بأن القرود هم أسلاف البشر بأنه ذكر أن الافارقه هم أقرب البشر للأسلاف القرود ولا ننسى هنا أن الحرب العالميه الثانيه والتى تعدى ضحاياها خمسين مليون نفس بدأت بخطب رنانه لرجل مصاب بجنون العظمه والتعصب للجنس الأرى بإعتباره الجنس الارقى من بين كل البشر فكانت مقولته الشهيره “من لم يخلق أريا لم يخلق ‘نسانا ” انه ادولف هتلر الذى أحال قاره كامله لكتله من اللهيب كان يدرك جيدا بتلك الغريزه الشريره ولعب جيدا بمشاعر شعبه وخدرهم بكلماته الساحره عن عراقه الجنس الارى واحقيته فى تسيد العالم وبث سموم الكراهيه ضد اليهود ثم كل شعوب العالم فأوقظ الشيطان الغافى بالنفوس وصار كل مواطن ألمانى متعصبا لأفكار الفوهرر النازيه حانقا على اليهود وكل أجناس البشر مستعدا لسحق عظام العالم ليبدأ فصلا من الحروب هو الاشد قتامه فى التاريخ المعاصر للعالم ولاننسى بنيامين هرتزل مؤسس الصهيونيه العالميه والذى شحذ همة اليهود فى العالم كله على الذهاب لأرض الميعاد من كل حدب وصوب كان هو الاخر خطيبا ديماجوجيا بارعا أشعل روح التعصب لليهوديه والجنس اليهودى بأعتباره الجنس الادمى الوحيد وان بقيه البشر ماهم الا “جوييم” وهو مصطلح أقرب الى الحيوانيه ,استكمل زعماء الحركه مابدأه وخلفهم ملايين من اليهود الذين تشربوا أفكار الصهيونيه التى مجدت الجنس السامى وأحتقرت باقى البشر برغم ان التوراه ذاتها حرمت دخول الارض المقدسه قبل قدوم الماشيح القائد المنتظر لليهود ولكنها نبتة العنصريه التى نمنت وترعرعت وصار من المستحيل اقتلاع جذورها ان الامثله كثيره حول ذلك الامر حتى ان كثيرا من الانبياء كان من ضمن أعتراض اقوامهم على رسالتهم ليس عقائديا بقدر ماهو عصبيا عنصريا فهذا الامر حدث مع النبى محمد حينما عارض بعض كبار قريش دعوته لأنه لاينتمى لقبيلتهم وعارضه اليهود لانه لم يكن من نسل أسحق جد اليهود لندرك جميعا اننا بشر خلقنا بقطره تميل للخير ولكن لابد ان ندرك ان الانسان كائن متعصب بالفطره وهى ان كانت غريزه ليست أصيله فإن من الخطر العبث بها لأنها حينما تستيقظ يغفو العقل وينام الضمير وتتوارى النزعه هالانسانيه من داخل النفس