اسليدرمقالات واراء

العلامة شهاب الدين الخفاجي المصري(1569م ـ ت 1659م)

احجز مساحتك الاعلانية

بقلم / مجاهد منعثر منشد

شهاب الدين أحمد بن محمد بن عمر الخفاجي المصري ,والده الشاعر محمد ( 937 ـ ت 1019 هـ ) احد علماء عصره , واعلام دهره .

إنّ الكثير من المؤرخين اثبتوا انتساب الشهاب الخفاجي إلى بني خفاجة ,إذ يقول فيه ابن معصوم : فروع تبدل من خفاجة .

ويقول فنديك فيه : الخفاجي يرجع نسبه إلى قبيلة خفاجة , وكذلك قال خير الدين الزركلي , و د. محمد عبد المنعم خفاجي الذي عثر على نسخة خطية من ديوان شعر شهاب الدين بمكتبة الأزهر (بنمرة 505 خصوصية أدب أباظه ) وهي في 166 ورقة والديوان مكتوب بخط جميل عام 1089هـ ,

وفي اوله مقدمة بقلم الشهاب نفسه جاء فيها : اني فرع بسق من جرثومة خفاجة المعز من فتية نقيات ظلا المجد , وحلت ما بين تهامة وسراة نجد.

ولد الشهاب احد الشهب السيارة , والمقتحم من بحر الفضل لجه وتياره بمصر , وعاش في القرن الحادي عشر الهجري ومات فيه(977هـ ـ 1569م ـ 1069هـ ـ 1659م).

تربى بحجر والده في القرية المصرية الصغيرة شنوان من قرى سيلك بمديرية المنوفية , ثم سكن أبوه في قطعة أرض بقرب سرياقوس شمالي القاهرة , وهي قرية من قرى الخانقاه ،

فألحقه والده بالأزهر , وقرأ على يد خاله أبي بكر الشنواني سيبويه زمانه علوم العربية , وأخذ من شمس الدين الرملي، فقيه الديار المصرية وأجازه بجميع مؤلفاته ومروياته بروايته عن الشيخ زكريا الأنصاري ( ت 926هـ)

وعن والده, نور الدين علي بن يحيى الزيادي الذي انتهت إليه رئاسة الشافعية في مصر ,و أحمد العلقمي اخذ عنه الأدب والشعر , والعلامة الصالحي الشافعي , والشيخ داود البصير اخذ عنهم الطب, ثم رحل إلى القسطنطينية وتخرج على أيدي الفضلاء والمصنفين هناك.

, و تتلمذ على يديه نخبة من علماء العصر, فمنهم عبد القادر ابن عمر البغدادي صاحب «خزانة الأدب» (ت 1093هـ) ولما مات الشهاب تملك البغدادي أكثر كتبه.

وفضل الله بن محب الله بن محمد المحبي (ت 1082هـ) الذي كتب عنه أصل الريحانة، وسماه خبايا الزوايا فيما في الرجال من البقايا. وأحمد بن يحيى بن عمر الحموي المعروف بالعسكري الشافعي، وهو فقيه الشافعية بحماة (ت 1094هـ).

عاش الخفاجي في آخر عصر المماليك حيث الملكات الأدبية في اضمحلال وفناء والانتاج الادبي في الشعر والنثر سقيم مرذول, فمني الشهاب بعداوة بعض شعراء عصره , ولعل هذه العداوة جعلته يسمي أحد مؤلفاته (ريحانة الندماء وشمامة الأدباء)ولشهاب الدين شعر كثير جدا ذكره في كتابة الريحانة وفي كتبة طراز المجالس .

وله مقصورة في مدح النبي صلوات الله عليه واله وسلم عارض بها مقصورة ابن دريد و قصائد أخرى في هذا المعنى ضمن مجموعة مخطوطة بدار الكتب .

ومقصورته في مدح النبي عارض بها مقصورة زهير ابن أبي سلمى ضمن ترجمة له وعدة اشياء اخرى من اثاره الحقت بكتاب خبايا الزوايا المخطوطة , وروى المحبي في خلاصة الاثر بعض شعره.

ومن المنثور رسائل منها : الفصول القصار والمقامة الرومية التي ذكر فيها احوال الروم وعلمائها .

وله عدة مقامات نسج فيها على منوال مقامات الحريري منها : مقامة الغربة , والمقامة الساسانية ومقامة عرض بها مقامة الوطواط والمقامة المغربية .

أن قاضي القضاة شهاب الدين الخفاجي صاحب التصانيف السائرة, كان في عصره بدر سماء العلم ونير أفق النثر والنظم، رأس المؤلفين ورئيس المصنفين، سار ذكره سير المثل، وطلعت أخباره طلوع الشهب في الفلك ,

ورث من سماء المعالي بدرها وهلالها، وحوى طارفها وتليدها وأرضع من در الفنون كهلها ووليدها، وسفرت له فرائد العلوم رافعة النقب وتزينت بمنظومه ومنثوره صدور المجالس والكتب , وكان رحمه‌ الله علاّمة في العربية ولسان العرب،

وحاشيته على تفسير البيضاوي تدل على علو علومه وسعة فضله وكمال ذكائه وغاية اطلاعه ونهاية تحقيقه, فمن مؤلفاته : الرسائل الاربعون وحاشية تفسير القاضي في مجلدات ,

وحاشية شرح الفرائض , وشرح الدرة , وطراز المجالس , وحديقة السحر ,وكتاب السوائح , والرحلة وحواشي الرضي ,والجامي , وشرح الشفاء وغير ذلك كثير .

و لما وصل إلى الروم في رحلته الاولى ولى القضاء ببلاد ((الروم اريلى )) حتى وصل إلى أعلى مناسبها في زمن السلطان مراد حتى اشتهر بالفضل الباهر فولاه السلطان قضاء سلابيك فاستفاد مالاً كثيراً

ثم أعطى بعدها قضاء مصر وبعد ما عزل عنها رجع إلى الروم فمر على دمشق وأقام بها اياماً ومدحه فضلاؤها بالقصائد وأعتنى به أهلها وعلماؤها .

ودخل حلب إثر ذلك ثم رحل إلى الروم وكان إذ ذاك مفتيها يحيي بن زكريا فأعرض عنه فصنع مقامته التي ذكرها في الريحانة وتعرض فيها للمولى المذكور فكان سبب نفيه إلى مصر وأعطى قضاء فيها فاستقر بمصر يؤلف ويصنف إلى أن توفي في شهر رمضان وعمره فوق التسعين .

ترك شهاب الدين أحمد ذرية في مصر منهم حفيده (عبد الفتاح افندي صبري الخفاجي) الذي كان حيا لعام 1971م , و ذرية كبيرة بقيت إلى العصر الحديث وذريته هذه هي بقايا اسرة خفاجي الموجودة الأن بشنوان.

مؤلفات عن العلامة الأديب شهاب الدين الخفاجي
ـ صلاح عبد العزيز على السيد: الشهاب الخفاجي وأثره في النحو.
ـ زين العابدين سالم عراقي النجار: الشهاب الخفاجي وجهوده في البلاغة والنقد.

ـ رايف على إبراهيم محمد: أوهام الخواص بين الحريري في درة الغواص والشهاب الخفاجي في شرح درة الغواص.

ـ محمد رياض السيد كريم: شرح درة الغواص لشهاب الدين أحمد بن محمد بن عمر الخفاجي المصري المتوفى سنة 1069هـ دراسة وتحقيق.

ـ القطب عبد السلام طه الجيار: الأساليب الإنشائية عند الشهاب الخفاجي في حاشية عناية القاضي وكفاية الراضي.

ـ محمد بكر محمد الحاج عبد سلمى: الشهاب الخفاجي وأدبه.

ـ حامد الحاج أحمد بن مصطفى: الخصائص البلاغية للقصر في حاشية الشهاب الخفاجى المعروفة بـ (عناية القاضي وكفاية الراضي).

ـ أحمد سعد سعد جاويش: الصور البيانية في كتاب نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض لشهاب الدين الخفاجي.
ـ عمران أحمد أمين عبد العال: الحذف وبلاغته في حاشية الشهاب الخفاجي على تفسير البيضاوي.

ـ وحيد عبد المقصود اسماعيل زايد: معجم المفردات التي فسرها الشهاب الخفاجي لكتاب الشفاء وحاشيته على تفسير البيضاوي دراسة دلالية.

ـ عماد مصطفى محمد علام: مسائل علم المعاني وقيمتها البلاغية في حاشية الشهاب الخفاجي في الربع الأول من القرآن الكريم من أول سورة البقرة إلى أخر سورة الأنعام.

ـ أشرف صلاح عبد الباري : القضايا النحوية والصرفية في كتاب”نسيم الرياض”فى شرح شفاء القاضى عياض للشهاب الخفاجى مع مقارنة لبعض كتبه.

ـ مايسة عبد السيد متولى محمد: آراء سيبويه في حاشية الشهاب الخفاجى على تفسير البيضاوي من الجزء الأول حتى نهاية الجزء الثالث (جمعاً ودراسة).

رئيس التحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button